كتبت سماح ابو حيط

ما أن تمر في قرية ياسوف حتى تشاهد مساحات واسعة من الأراضي يسيطر عليها الحزن بعدما كانت جنة الله على الارض بمناظرها الطبيعية الخلابة وموسيقى زقزقة العصافير تلوح في الافق، اصبحت تعرف اليوم بمنطقة الجناين.

يواجه المزارعين العديد من الآفات الزراعية التي تهدد مزروعاتهم ولكن في هذه المرة يواجهون آفة مختلفة بدأت بالتزايد منذ التسعينات الى الأن بشكل كبير، فما أن يبدأ الليل بالإنسدال حتى تباشر قطعان الخنازير باستباحة أراضي المزارعين لتعيث فيها دمارا، وتعتبر المناطق الرطبة والقريبة من ينابيع المياه هي الأماكن المفضلة للخنازير .

يتحدث رئيس مجلس قروي ياسوف نشأت عبد الفتاح عن تضاؤل الإعتماد على الزراعة في ياسوف من قمح، ذرة، حمص،فول وغيرها من المزروعات الحمضية بسبب مضايقات الإستيطان المتعارف عليها ونشرها لأعداد هائلة من الخنازير حيث تقوم بتدمير جميع القطع الزراعية مما يتسبب في خسارة المزارع .

وانت تتجول في القرية لاتستغرب ان حدث وصادفتك الخنازير نهارا ويمكن أن تهاجمك في أي لحظة أن شعرت بالخطر وبالأخص اذا كانت أنثى ومعها صغارها تصبح حيوان شرس إلى أبعد الحدود، ولتفادي خطر هجوم الخنازير عليك بالإنسحاب بكل هدوء واذا طاردتك حاول أن تركض في اتجاه معاكس بحيث ان الخنازير يصعب عليها الالتفاف.

أما بخصوص محاربة آفة الخنازير يقول عبد الفتاح لا توجد حاليا خطة رسمية لمحاربتها، ولا يسمح باطلاق النار عليها لأن معظم مناطق القرية مصنفة الى مناطق (B)و (C)، وتعمل القرية على محاولة تسميم الخنازير قدر المستطاع ، فنحن بحاجة إلى خطة وطنية كاملة على مستوى المحافظة للتسميم واتخاذ قرارات فعالة بحيث لا تكفي خطة مجلس قروي للتخلص منها بسبب انتشارها الكبير في كل المحافظة ، ويأمل عبد الفتاح في تسليط الضوء دوليا لكشف ممارسات الإحتلال في تدمير قطاع الزراعة فالقضية هي قضية أرض بالدرجة الأولى وهي مسألة ليست سهلة فهي تشكل خطرا كبير على حياة المواطن .

يشير المواطن صبحي محمود عبيد إلى حالة الخراب في منطقة الجناين حيث كل الثمار تالفة ومتساقطة على الأرض من قلة الأعتناء بها ظنا من المزارعين ان نفس الخنزير الذي يتنفسه وهو كحيوان ملوث يلوث الارض والثمار فلا يأكلون منها خوفا من انتقال الأمراض للأنسان .

ويذكر عبيد أنه كان أحد ضحايا هجوم الخنازير التي تسببت له بجروح غائره في جسمه كادت ان تودي بحياته، وهناك كثير من سكان القرية تعرض ايضا للهجوم الخنازير .

وفي ذات السياق يبين مسؤل الإغاثة الزراعية في سلفيت بكر حماد أن هناك طريقة جديدة للتخلص من الخنازير عن طريق استخدام اطارات السيارت في التسييج حول الأرض الزراعية فهي تهاب منها ولا تقترب الى جهتها .
ويذكر حماد ان الخنازير دمرت القطاع الزراعي في فرخة بحيث كان المواطن يزرع أرضه وتأتي الخنازير بين ليلة وضحاها تدمر كل ما زرع، ويشير الى انه أخر من استمر هو وعائلته في زراعة الأرض بالقمح وتوقف منذ فترة قصيرة بسبب الازدياد المستمر للخنازير في كل عام وخسارته في كل سنة .