الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث
تاريخ النشر: الأثنين 30/10/2017 04:24
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث

نابلس: من شيماء عطا-اصداء
في حضن جبال نابلس من الجهة الشمالية الغربية، تتربع بلدة اجنسنيا الواقعة إلى الشمال الغربي لنابلس وعلى بعد 15 كم، تبدو واحة جميلة خضراء في بدايات زخات مطر موسم الشتاء وقبيل اشهر من حلول اشهر الربيع، بين مجموعة جبال ووادي تحيط بها بلدات سبسطية الجديدة، نص اجبيل وبيت امرين والناقورة الجنوبية. ما ان تحط رحالك فيها حتى تتلقاك وجوه مبتسمة من رجالات البلدة تكشف معادنها الاصلية التي تضرب جذروها بعمق التاريخ الذي مرت عليها، لتعطيك رسالة انك في بلد الاجداد والتاريخ الاصيل.
يقول رئيس مجلس قروي اجنيسنا محمود أسعد، ان عدد سكانها حاليا 800 نسمة، وفيها مجلس يقدم خدمات ومشاريعه للبلدة، وهناك طموح لمشاريع عدة خدماتية وبنية تحتية وثقافية وترميم للمواقع التراثية. ويضيف ان القرية تشتهر بزراعة الزيتون بدرجة أولى ومن ثم اللوزيات, والقرية أثارية قديمة ومما يدل على ذلك ما عثرو فيها من عملة قديمة جدا وهي "تلي درخما" وأن دل ذلك يدل على عظم أثارية هذه القرية كما ان بها جبل اسمة الصلعة وجبل اخر وهو الشيخ شعلة. ويوجد ايضا مركز صحي ,وهناك مشاريع لاقامة حدائق عامة، وتزفيت للشوارع

سبب التسمية كما جاء على لسان احد ابرز باحثيها، وهو المحاضر والمدرس "باسل كيوان" :"اجنسنيا" بكسر الهمزة وسكون الجيم وكسر النون والسين وسكون النون الثانية وياء ممدوة ألفا, وهي كلمة أرامية تعني :"الجنس أوالعرق ذاته",أي أن سكانها ليس غرباء عن المنطقة . مضيفا بانه ورد لفظ اجنسنيا في أحد المراجع التاريخية " جنسانيا",ككلمة ارامية تعني ثمر العليق, وهذا يدل على خصوبة الأنتاج في القرية.
وينقل رواية اخرى أن الاسم جاء من أسم مركب:"جنة النساء" حيث كان فيها الكثير من ينابيع المياه وكانت الملكة هيلانا تأتي من سبسطية هي وجوارها للاستحمام فيها "وجنة أيضا"بسبب كثرة أشجار اللوزيات والزيتون فيها والينابيع الوفيرة.
وفي العصور الوسطى لم يرد أسم القرية في المصادر التاريخية ومرد ذلك يعود اهتمام المؤرخين بتسليط الضوء على المراكز الهامة في فلسطين القدس رام الله ونابلس. وأخر تسمية هي ذكر اسم "أجنسنيا"في المعاملات الرسمية العثمانية( سجلات محاكم شرعية), الخاصة بمدينة نابلس, ويرد اللفظ الى"جنسنيا" باسقاط الألف ويعود الي ضعف في الكتابة على زمن العثمانين.


ومن اثار القرية المشهورة "دير حميد" تابعة لأراضي اجنسنيا وتعود لفترة 14 ق.م ترجع للعهد اليوناني, وفيها اثر تدل على حقبة العهد الفاطمي.
وأيضا "الخربة للشيخ شعمي" قريب من بئر النبعة بالقرية, وهي من العهد الروماني, والبئر لا زال موجود، ومصنوع من مادة صلصالية وليست ابلاستيكية أو حديدية, وهو جانب هندسي من اثار الهندسة الرومانية,لكن كل المعالم الحديثة في القرية تعود للعهد العثماني، وهناك دير يوناني معبد وثني لللاه"جيوش"وهو معبد للحب والاهية, وهو مقابل لسبسطية .
وأكد كيوان أن في البلدة أربع عائلات هي: (كيوان,حجة,والشايب,كايد) وترجع أسم تسمية العائلات للدولة العثمانية. وهذا يظهر ايضا بباقي البلدة القديمة في البلدة وشكل البناء فيها.
ويفخر كيوان انه اصدر كتابا بعنوان اجنسنيا بين الماضي والحاضر، وهو دراسة تاريخية اقتصادية اجتماعية، ليكون مادة للباحثين والدراسين.
وقال الاعلامي يوسف الشايب، وهو من سكان البلدة، ويقيم في رام الله بسبب طبيعة عمله: انهم عثروا على وثيقة مهمة لكاتب كتب عن أجنسنيا, تعود الى ما قبل اليونانية والرومانية,وتعني العرق او الجنس بحد ذاته, والرحالة كانوا من غير الناطقين باللغة العربية, ويوجد وثائق في بريطانيا وأمريكيا تدل على تلك القرية.
وأضاف : تم تأسيس مركز اجنسنيا الثقافي، ويسعى ان يكون لكل القرى والبلدات من حولها, ويكون حيوي وفعالياته على قدر كبير من الاهمية والتميز، منوها انهم ويعكفون على اتمام المشروع على على قدم وساق.
من جانبه اكد الدكتور سليمان كايد المحاضر في جامعة القدس المفتوحة ان موضوع تدوين كل المعلومات عن البلدة وباقي مناطق فلسطين في غاية الاهمية كون الاحتلال وهو احتلال إحلالي هدفه ان يستولي على الأرض وينسف البلاد ويحل مكان الناس, مشددا "من مهامنا أن نبحث ونجسد الحقيقة اننا موجودون على هذه الأرض".
وأشار كايد الى النواحي التعليمية حيث كانت المدرسة في البداية عبارة عن غرفة صغيرة الكل يدرس فيها,حتى أن تطورت واصبحت مدرسة حتى الصف السابع ومن ثم الإنتقال لمدرسة سبسطية منوها الى ان عدد الطلاب بالمدرسة 100 طالب/ة وما يميز هذه المدرسة أن كل سنة تكون المعدلات 90 فما فوق وأن دل ذلك على قوة التعليم فيها وذكاء الطلبة, ما أدى ذلك الى أنتقال الطلاب من القرى المجاورة لمدرسة اجنسنيا بسبب تميزها الكبير.
ونوه المحاضر الكايد الى ان طبيعة عمل الناس في القرية اما موظفين حكوميين والأجهزة الامنية، والعمل بالزرعة والحرف الاخرى.

 

 

 

 

 


 

المزيد من الصور
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث
قرية اجنسنيا من الماضي العريق الى التألق الحديث
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017