الرئيسية / مقالات
* وعد بلفور اغتيال للتاريخ . المنفذ بريطاني والمتخاذل فلسطيني كتب د عدنان ملحم
تاريخ النشر: الأربعاء 01/11/2017 03:51
*   وعد بلفور اغتيال للتاريخ . المنفذ بريطاني  والمتخاذل  فلسطيني  كتب د عدنان ملحم
* وعد بلفور اغتيال للتاريخ . المنفذ بريطاني والمتخاذل فلسطيني كتب د عدنان ملحم

• مئة وعشر كلمات خطها اللورد جيمس آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى بتاريخ 2/11/1917 .
منح بموجبها فلسطين التاريخية إلى الحركة الصهيونية .لتقيم عليها وطنا قوميا لليهود .وأعلن التزام إمبراطوريته بتحويل وعده الى حقيقة ثابتة . وإيجاد دعم أممي من المنظومة الدولية آنذاك .
•ولا شك أن الدوافع الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والمذهبية نجحت في جعل الوعد جزءا من تفاهمات مؤتمر سان ريمو عام 1920 . ومن قرارات عصبة الامم وصكه في الأعوام 1921 و1922.
•اعتبرت الحركة الصهيونية وعد بلفور تحقيقا لنبوءة الرب .وبداية للتقويم اليهودي .وعدت بلفور بمثابة الملك الفارسي كورش الكبير (560-529 ق.م ) الذي أعاد اليهود إلى وطنهم الموعود .وحررهم من السبي البابلي الذي قام به سلفه نبوخذ نصر في أعوام (586 و 597 ق.م ) بعدما دمر القدس و"هيكلها المزعوم ".
•وضعت الحركة الصهيونية خططها الإستراتيجية لبعث الروح في كلمات وعد بلفور .من أجل تحويله من نص لغوي إلى حقيقة واضحة العيان . فقامت بتأسيس الوكالات والسفارات والصناديق و المراكز والجامعات والمستعمرات والمصانع والآمال والأحزاب والتنظيمات والفرق العسكرية .وعقدت التحالفات والتوازنات الذاتية والإقليمية والدولية.و حشدت حول خططها الأثرياء والعلماء والكتاب والصحافيين والمفكرين والتربويين والشباب .
وعلى مدار 30 عاما حققت حلمها و شيدت قواعد كيانها المنتظر . و في عام 1947 حققت ما اعتبرته "النصر والهدف ".


•بالمقابل كان الشعب الفلسطيني قبل عام 1948 أسير زعامات إقطاعية عائلية وأحزاب صورية .لا تعرف من هو عدوها من صديقها . ليس لديها استراتيجيات ولا خطط. يقودها عواجيز لا يجيدون إلا فن الخطب والعويل والردح السياسي .يدمنون على عقد المؤتمرات وقيادة المظاهرات وكتابة البرقيات ورسائل الاحتجاج . جلهم موظفون لدى سلطات الانتداب البريطاني يتقاضون آخر كل شهر معاشاتهم من الجلاد والسجان مهندس ضياع وطنهم .
وعلى ارض فلسطين سكن شعب فقير بسيط لا قيادة له .ولا بوصلة لديه .و لا مشروع عنده. فمنذ عام 1917 حتى عام1938 ظلت الزعامة الفلسطينية تبحث عن عدوها الرئيس :- هل هو بريطانيا أم الحركة الصهيونية ؟ومنذ عام 1939 حتى عام 1948 قبعت في المنافي التي اختارتها لها بريطانيا العظمى. وخلال هذه الفترة لم تستطع او تحاول إيجاد بديل منظم قادر على أن يقود شعبها في أدق مراحل قضيته واخطرها .يوقف سرطان بلفور الشرس . ويمنع سقوط فلسطين القادم .
•وبذلك نجحت الصهيونية ترجمة وعد بلفور إلى "حقيقة وانتصار ". وفشلت الحركة الوطنية الفلسطينية في إسقاطه. لأنها أرادت تحقيق ذلك بالهتافات والشعارات والأماني والأدعية .
اعتذار بريطانيا عما اقترفت بحق الشعب الفلسطيني جراء إصدارها وتسويقها وتنفيذها لمحتوى وعد بلفور . واجب أخلاقي وتاريخي وقانوني . لقد سلمت فلسطين لقمة سائغة للحركة الصهيونية . واغتالت حقوق و آمال شعبنا التاريخية .
•أيها السادة نحن بحاجة أيضا إلى إعتذار من الزعامة الفلسطينية قبل عام 1948 بكل مكوناتها وتفاصيلها .لقد قادتنا إلى مذبح الهزيمة دون وعي او إدراك واضحين . كان شعبنا معصوب العينين . مكبل اليدين والقدمين والعقل .
وعد بلفور جريمة بريطانية كبرى .ما كان لها ان تنجح لولا وجود زعامة فلسطينية لا حول لها ولا قوة ... زعامة عائلية واقطاعية .ونفوذ من ورق ومال ومناصب ونياشين وعمائم وبدلات واربطة عنق مستوردة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017