الرئيسية / الأخبار / فلسطين
زواج الأقارب مرض وهم أم استقرار وطمأنينة
تاريخ النشر: الأربعاء 01/11/2017 10:44
زواج الأقارب مرض وهم أم استقرار وطمأنينة
زواج الأقارب مرض وهم أم استقرار وطمأنينة

 نابلس: سوسن مديني وأنوار دويكات

تعد ظاهرة زواج الاقارب من الظواهر السائدة في المجتمع والتي لاقت الكثير من الرصد والمتابعة والدراسة، وجهود وسعي البعض لمواجهة تلك الظاهرة والحد منها.

ويعد زواج الأقارب زواج بين اثنين تجمعهم رابطة الدم، وحسب الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين تتجاوز نسبة زواج الأقارب الـ 45% من حالات الزواج وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة بالنسب العالمية، إذ تقارب النسبة في بعض الدول الأوروبيه 1%، وما يزيد من مخاطر زواج الأقارب الزواج من القرابة درجة أولى (بنت العم وبنت العمة وبنت الخال وبنت الخالة)، وحسب الجهاز المركزي للإحصاء أيضا فإن نسبة هذا النوع من الزواج في فلسطين تصل إلى 30% .

 

حالات مرضية من زواج الأقارب:

 

في لقاء مع  مواطنة تقطن شرق نابلس وفضلت عدم ذكر اسمها لأسباب وظروف خاصة، تزوجت من ابن عمها منذ ما يقارب 30 عام، دون إجراء الفحوصات اللازمة قبل الزواج، وأنجبت ثلاثة أطفال صم وبكم، وتحدثت لنا عن المعاناة التي عاشتها عند ولادتها أول طفل وكانت لا تعلم بحالته، وعندما شك أقربائهم ذهبت به إلى الأطباء في الأردن، وتم إجراء فحوصات للطفل وتم تبليغها من قبل الطبيب أن طفلها أصم وأبكم، وعندما علمت بحالته كانت حامل بابنها الثاني وشعرت بأنه سوف يكون مثل أخيه.


وأوضحت أن الأطباء ابلغوهم إذا أنجبت بنت  احتمال تكون لا تعاني من أي مشكلة ، وحملت مرة أخرى بعد التوقف عن الإنجاب لأربع سنوات وأنجبت بنت ولكنها كانت هي  أيضاً صماء وبكماء، وأضافت المواطنة أنها تلقت دورات في الهلال الأحمر للقدرة على تعامل وفهم أبنائها  بالإشارات، وأضافت أن الأطباء لا يعلمون إذا كانت هذه المشكلة هو سببها زواج الأقارب أو لا، وأيضاً لا يوجد لها علاج إلا حالات نادرة وخارج فلسطين.

مواطنة اخرى أخرى لديها 4 أبناء  منهم  حالتين يعانون من مشكلة بسبب زواج الأقارب، بنت تبلغ من العمر 23 عاما  تعاني من إعاقة أعصاب وعضلات (نقص اوكسجين في الدماغ) حيث  يكون من يعاني من هذه المشكلة  يكون تفكيرهم أقل من عمرهم تفكيرهم يكون كالأطفال، و الحالة الثانية طفلة  تبلغ من العمر 10 سنوات وتعاني من مشكلة النطق وصعوبة النطق.

 

الرأي الشرعي بزواج الأقارب:

تحدث القاضي عبد الناصر شنيور أن  زواج الأقارب مباح ولا يوجد نص ديني يمنع الزواج، وقال تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولً(37))،سورة الأحزاب، وهذا دليل من رب العالمين على  زواج الرسول (صل الله عليه وسلم) من زينب ابنة عمته،  كذلك زوج ابنته فاطمة رضي الله عنها لابن عمه علي ابن طالب، لا يوجد نص بالتحريم لا بالقرآن الكريم ولا سنة النبوية على تحريم زواج الاقارب.

وأضاف هناك قول مأثور عن عمر بن الخطاب ( غربوا النكاح لا تضلوا) وليس بحديث، وأيضاً ليس هناك مشكلة في زواج الأقارب حتى لم يثبت علمياً أنه يؤدي إلى أمراض وراثية، بالعكس هناك قبائل في الجزيرة العربية يتزوجون من الأقارب و يتميزون بالذكاء.

وأعقب شنيور هناك أسباب عديدة لإزدياد حالات الطلاق، ومنها وسائل الإعلام بشكل عام سواء الفضائيات أو مواقع التواصل الإجتماعي، وأيضاً أسباب اجتماعية، وسياسية، واقتصادية،  وليس السبب الرئيسي في الطلاق زواج الأقارب، وإضافة إلى ذلك القوانين الآن ساهمت في تسهيل إجراءات الطلاق بين الأزواج.

وعلق شنيور سبب زواج الأقارب هو المحافظة على الإرث داخل العائلة هو العامل الأساسي، وأيضاً أسباب اجتماعية تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية داخل العائلة، ولكن زواج الأقارب ليس في ازدياد بل في نقص كبير الآن ، والآن الفتاة تذهب للجامعة في الأعم الأغلب تتعرف على شب داخل الجامعة وتتزوج، ولايوجد إجبار وإكراه على زواج الأقارب كما كان سابقاً.

 

أنواع  الأمراض الوراثية من زواج الأقارب:

تحدث الدكتور لؤي شاهين عن أنواع الأمراض التي سببها زواج الأقارب، وأنه من أكثر المسببات التي تسبب الأمراض الوراثية، من أهمها الأمراض الوراثية المنتشرة في فلسطين مرض الثلاسيميا يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا بانتقاله من خلال زواج الأقارب، علماً بأن حدود 4.5 % من الشعب الفلسطيني يحملون الصفة الوراثية لمرض الثلاسيميا، وعدد مرضى الثلاسيميا الكبرى يتراوح بين 400-656 شخص موجودين، وحالياً منذ سنتين لم تسجل حالات جديدة لمرض الثلاسيميا، لكن بعض الحالات من الزواج القديم، أما حالات زواج جديد لا يوجد أي حالة سجلت في فلسطين.

 

وأضاف شاهين  ثاني مرض الهيموفيليا مرض الدم الوراثي موجود بفلسطين وعددا لا بأس به، ويعتبر من أكثر الأمراض التي تصيب الذكور وليس الإناث، علماً أن الإناث يحملون هذه الصفة الوراثية وينقلونها للأبناء الذكور،  وثالثاً من الأمراض الوراثية مرض النقل الدم المنجلي موجود في فلسطين، وحامل مرض الدم المنجلي مع حامل لمرض الثلاسيميا فيصبح الطفل المولود أحدهم حسب الكروموسات يحتمل أن يصاب بمرض الثلاسيميا ومرض الدم المنجلي وهذه من الحالات المزعجة جداً، وهناك أمراض وراثية أخرى والأكثر شيوعاَ أمراض الدم الوراثية الشبيهة بمرض التلاسيميا e و d و f موجودين هنا عدد قليل ولكن تعامل معاملة الثلاسيميا.

 

تأثير زواج الأقارب على الأبناء :

ويرى الدكتور لؤي شاهين أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك تأثير على الأبناء في المستقبل، ولكن كثير من الأمراض الوراثية العامل المتنحي مع استمرار زواج الأقارب من نفس العائلة العامل الجيني المتنحي مع تكرار زواج الأقارب يعتبر عامل للأمراض الوراثية وتبدأ بالظهور، فليس بالضرورة احتمالية كل زواج أقارب ينتج أمراض وراثية،  وأيضاً الفحص يظهر  إذا كان هناك مرض وراثي سواء عن طريق الُأب أو الأم أو الأقارب بتاريخ العائلة، وضروري جداً البحث في هذا الموضع احتمال كبير جدا الأمراض الوراثية المتنحية تصبح عامل ظاهر وقوي.

 

وأضاف شاهين أقرت منذ سنوات  وزارة الصحة، والحكومة الفلسطينية حاليا فحص ماقبل الزواج، وهذا الفحص لمرض الثلاسيميا، ومرض الدم المنجلي ضروري جداً قبل الزواج، وأيضاً احتمال في بعض الأحيان العائلات تزوج الشاب ليس من العائلة من عائلة  أو منطقة أخرى، وبهذا الفحص يظهر هل يسبب مشكلة على الأبناء في المستقبل، ويلغى الزواج قبل إتمام عقد الزواج مع الشرح الوافي للمقبلين على الزواج، وخطورة إنجاب طفل مريض، والأغلب يعزلون عن فكرة الزواج.

 

ويشير الدكتور شاهين إلى ان هناك مناطق فيها زواج الأقارب يؤثر أكثر من غيرها، وذكر مثال  إذا كانت في داخل المدن المشكلة في البنات، ونفرض البنت الكبرى تحمل الصفة الوراثية وعندما  تقدم لها شخص للزواج في بعض الأحيان أهل العريس عندما يكتشفون كثير منهم يتخوفون ويعدلو ولا يكملوا، وتصبح نظرة سلبية وتؤثر على باقي الأخوات في داخل  العائلة.

 

نصائح للمقبلين على الزواج:

نصيحة شنيور للمقبلين على الزواج عدم التسرع في الإختيار، ويجب أن يكون هناك توافق من الناحية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، لأنه وجود فوارق بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي هذا من أسباب فشل الحياة الزوجية في المستقبل، خاصة إذا كان ارتفاع المستوى الاقتصادي من جانب الفتاة تكون معتادة على نمط معين، ولم يستطيع الشاب تلبية طلباتها يؤدي إلى خلافات زوجية تؤدي إلى الطلاق.

 

وأضاف شاهين أن عملية الزواج ليس بالسهولة هي: عملية  بناء أسرة، وبناء مستقبل، وبناء مجتمع خالي من الأمراض، وانصح كل واحد مقبل على الزواج قبل أن يقدم على الزواج يتأكد من الإمكانيات الصحية، وعمل فحص قبل الزواج ضروري جداَ، وأذكر مثال على الناس المتفهمين جداً تقدم شاب لخطبة فتاة حاملة مرض الثلاسيميا وكان يتفهم ومتفهم، وحضر إلى الوحدة وتم الشرح الكافي له عن الموضوع وأقدم ووافق على عملية الزواج، وليس كل مريض ثلاسيميا هو مريض هو عبارة عن مرض وراثي، والمصابة بالتلاسيميا تستطيع أن تتزوج، وأن تنجب وتبني أسرة، إذا توفرت العوامل المناسبة من المتابعة الطبية والمراجعة الدورية تستطيع أن تكمل حياتها بشكل طبيعي.

 

ونصيحة المواطنات عدم الزواج من الأقارب، وأنه احتمال كبير إنجاب أطفال يحملون أمراض وحينها تشعر الأم  بالذنب بسبب أطفالهن وحالتهم، وأيضاً تقول إحداهن لو لم أزوج بناتي في حياتي لا أزوجهن للأقارب.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017