نابلس: تسنيم ياسين
تحتضن قرية اجنسنيا الواقعة إلى الشمال من مدينة نابلس عدداً من الشواهد التاريخية العريقة التي تدلل بوضوح على الحضارات التي تعاقبت على فلسطين و التي تركت آثارها على أراضي القرية، ومنها بناء الشيخ شعلة.
يعود تاريخ البناء إلى الحكم اليوناني الذ كان في الأصل معبداً يونانياً تمارس فيه الطقوس الوثنية للإلهين (زيوس وأفروديت) وشهد عمليات تطوير وترميم في فترات لاحقة تعود للعهد الإسلامي، وتم استخدام حجارة المعبد لأساسات البناء المحلي نظراً لضخامة حجمها.
يقو ل الباحث التاريخي الدكتور باسل كيوان: "هو دير يوناني، وجد فيه شواهد أثرية لتماثيل معدنية لشخصية دينية يونانية، إضافة لكميات كبيرة من عمله (أنطونيوس بيلاتوس) وكانت العملة عبارة عن قربان تقرب للآلهة".
وشهد البناء عمليات ترميم تمت على مرحلتين، يوضح كيوان صاحب كتاب "اجنسنيا بين الماضي والحاضر": "مر البناء لاحقاً بمرحلتين، الأولى زمن الناصر صلاح الدين الأيوبي في حروبه للفرنجة نظراً لقربه من قرية سبسطية أصبح البناء أشبه بقلعة عسكرية تقوم بوظيفة رصد حركة الاتصال وتبادل المعلومات، وكانت النار هي وسيلة الاتصال المعتمدة لهذا جاءت التسمية (الشيخ شعلة)".
ويضيف: "المرحلة الثانية تمت في فترة الدولة العثمانية إبان صراع كل من (الحفاة/ سيف) على زعامة وادي الشعير، فنتيجة لذلك الصراع خرج الحفاة مهزومين إلى المقام وأعادوا ترميمه وأضافوا عليه، ليأخذ شكله الحالي الذي هو عليه الآن".
ولا يقتصر المقام على غرفة صغيرة إنما يوجد بجانبه عدد كبير من الآبار بالإضافة إلى وجود مزار صغير من الجهة الغريبة هدم قبل عقدين من الزمان وكان يتسع لعشرة مصلين.
يذكر أن الأراضي التي يقوم عليها البناء تعود ملكيتها لآل كايد من القرية، وأما الأراضي المحيطة بالدير فتعود لآل غزال من سبسطية، فحسب ما جاء في كتاب (اجنسنيا بين الماضي والحاضر) فقد وُجدت حجج عثمانية مؤرخة عام 1912 تثبت ملكية عائلة الكايد لأراضي الشيخ شعلة.