اختراع جديد.. يستخرج الغاز من الماء بطريقة أكثر أماناً
غزة- مريم الشوبكي
لربما لم يكن صاحب الفكرة الأولى، ولكنه اتخذ منحى آمنا في اختراعه ،من خلال توليد الغاز من الماء بطريقة نظيفة واستخدامه لتشغيل محرك السيارة كبديل عن البنزين والسولار اللذين يشح وجودهما في قطاع غزة.
مهدي القوقا( 47 ) عاما يقطن في مدينة غزة ويعمل نجارا، استطاع أن يشغل محرك سيارته بالماء، حيث تقوم فكرة اختراعه على تفكيك ذرات الهيدروجين والأكسجين من الماء، واستخدام الغاز الناجم كوقود بديل لتشغيل السيارة.
وأوضح القوقا لـ"فلسطين" أن استخراج الغاز يتم من خلال عملية تحليل كهربائي لجزئيات الماء، حيث يتم تركيب لوحة من معدن "الستانلس ستيل" في طبقات، ومن ثم يتم عمل قطبين سالب وموجب لتفكيك الماء، ومن ثم يتم عمل ثقوب داخل لوحة المعدن ثقب كمدخل للماء وثقب يمثل مخرج للغاز".
وبين أنه لسلامة عملية الذبذبة يتم وضع لوحين "عظم" _يستخدمهما الجزارين_ للفصل من أجل تفادي أي تماس كهربائي، بعد ذلك يشد على "البراغي" حتى لا يتسرب الماء، ومن ثم يتم تجليس الجهاز بالقرب من محرك السيارة فيوصل بأنبوب به ماء مضاف إليه مادة هيدروكسيد الصوديوم، موصول من أعلى بأنبوب يمر عبره الغاز المستخرج، ويدخل بعدها على وحدة فلترة ومن ثم غرفة المحرك.
ولفت القوقا إلى أن مادة هيدروكسيد الصوديوم أهميتها تكمن في تسهيل عملية ذرات الماء.
وأكد أن الطريقة التي يستخدمها آمنة بشكل كلي، ولا تشكل خطورة على مستخدمها لاستبعاد فكرة تخزين الغاز التي تؤدي إلى اشتعاله وانفجاره.
ونوه إلى أنه استطاع تحريك السيارة على السرعة الأولى فقط وليس السير لمسافات طويلة، لافتا إلى أن الجهاز لم يكتمل بعد ولكي يصبح قابلا للتنفيذ يحتاج إلى ماكينة شفط صغيرة لسحب الغاز لأنه خفيف ولا يخرج بسهولة، وذلك من أجل تشغيل المحرك بقوة أكبر.
وقال :" من المتوقع أن لتر الماء الواحد يحرك السيارة لمسافة 20 كيلو، في حال توافرت ماكينة الشفط واكتمل الاختراع".
وذكر القوقا أنه أمضى سنة ونصف في التجارب حتى وصل إلى الطريقة النهائية لاختراعه، وقدر تكاليف التجارب سبعة آلاف دولار، ولم يكتمل الاختراع بعد وهو بحاجة إلى تكاليف إضافية.
وأفاد أن مثيل الجهاز يستخدم في بعض الدول المتقدمة، ويسمى جهاز مساعد لتخفيف استهلاك البنزين بنسبة 25%، ويباع بـ1500 دولار، لافتا إلى أن بعض شركات اللحام بدأت تستخدم تقنية اللحام بالماء للمعادن الخفيفة.
وعن الفرق بين فكرة جهازه والاختراعات الأخرى، بين أن النظام الذي تعمل به الأجهزة الأخرى هي نظام الغاطس وهو نظام غير آمن ومعرض للانفجار والاشتعال، أما نظامه فهو آمن، لأن الخلايا (اللوحات) منفصلة عن الماء، حيث يتم إرجاع الماء بعد عملية تفكيكه داخل اللوحة على شكل رغوة محملة بالغازات والفقاعات الهوائية.
ولفت القوقا إلى أن جهازه يحتاج إلى دعم من قبل الحكومة أو المؤسسات الدولية، حتى تقل تكلفته ويكتمل بصورته النهائية.
وسبق القوقا اختراع نسب لفضل الكفارنة الذي استطاع تشغيل المولد الكهربائي بالماء بعد تفكيك ذراته كما يتم استخدامه في الطهي وتوليد التيار الكهربائي.
ويعتمد جهاز الكفارنة الذي يعمل في مجال التكييف والتبريد، على قيام اللوحة الإلكترونية على تحليل الهيدروجين في الماء وينتج عنه غاز له مميزات غاز الميثان قادر على الاشتعال، ويمكن استخدامه في مجالات عديدة.
و الاختراع يشبه جهاز "يو بي أس" ويعتمد على تحويل التيار الكهربائي من "أي سي" إلى "دي سي"، ويمكن أن يعمل الجهاز على الكهرباء العادية (دي سي) وشحنه بها، أو شحنه عن طريق المولد الكهربائي، أو الشحن ذاتيا كبطارية السيارة.
ويتطلع الكفارنة والقوقا إلى أن جهازهما يحتاجان إلى دعم وتمويل مؤسسات حكومية أو مؤسسات ومنظمات دولية، حتى يكتملا بصورتهما النهائية ويتمكن العامة من استخدامهما بشكل آمن وبأسعار مناسبة.
فلسطين أون لاين