قال تقرير نشره موقع "يديعوت أحرنوت" الإلكتروني، مساء اليوم، إن القرار الذي اتخذه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتعقيب بصورة علنية على أقوال وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، التي أعلن فيها أن بلاده لم تتعهد بضمان خروج القوات الإيرانية من سورية، جاء بعد "ساعات" على الصمت وتجنب التصريحات العلنية.
وبحسب المصدر قوبلت تصريحات لافروف في أوساط الحكومة الإسرائيلية بـ "مشاعر مختلطة"، فمن جهة يُعتقد بأنها تهدف إلى طمأنة الإيرانيين إثر ما تم تناقله بخصوص الاتفاق الذي تم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، حول انسحاب القوات الأجنبية من سورية على المدى البعيد، وإقامة شريط عازل بطول خمسة كيلومترات يفصل بين المعارضة المسلحة وبين قوات الأسد والميليشيات الشيعية".
مكتب نتنياهو ردا على لافروف: سنعمل بسورية وفق مصلحتنا
لافروف نفى أن تكون بلاده تعهدت بضمان انسحاب القوات الإيرانية أو الموالية لإيران من سورية معتبرا أن القوات الروسية والايرانية تتواجد بشكل شرعي على خلاف التواجد الأميركي.
ووفق تقديرات إسرائيلية، يتابع المصدر ذاته، من شأن مثل هذا الشريط المؤقت إبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من الحدود الإسرائيلية إلى مسافة تترواح ما بين سبعة إلى 20 كيلومترا، وهي نتيجة أفضل مما كان الطرفان، الأميركي والروسي، قد توصلا إليه سابقا، ولكن من ناحية أخرى تبقى هذه المسافة محدودة جدا ومقلقة للغاية، فعلى بعد 60 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل تستقر قاعدة عسكرية إيرانية، وموقعها لن يتغير في المنظور القريب".
وتابع التقرير: "ومع الاحترام لترامب، إلا أن الإيرانيين جاؤوا إلى هنا كي يبقوا، ويجب على إسرائيل أن تأخذ زمام الأمور بنفسها. ولذلك، فإن الرسائل التي نقلتها للروس والأميركيين تقول "نحن لسنا ملتزمين بهذا الاتفاق، وإسرائيل سوف تهتم بمصالحها وتحافظ على الخطوط الحمراء التي تحددها لنفسها".
وأضاف التقرير أن تقديرات المسؤولين الإسرائيليين تميل إلى التعامل مع تصريحات لافروف أيضا على أنها نابعة من اعتبارات سياسية داخلية وكذلك كمناورة ضد الولايات المتحدة.
وبناءً على ذلك، يتابع التقرير، كان على مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يوضح أن الأخير "يحتفظ لنفسه بحق التصرف بما يخدم المصالح الإسرائيلية في سورية، وأن ذلك من شأنه عمليا أن يؤدي إلى مواجهة مع الإيرانيين وحزب الله، وفي وقت لاحق قد يخلق توترات محتملة مع روسيا"، يقول المصدر ذاته للموقع الإخباري الإسرائيلي.
وبحسبه "فإن إسرائيل تحاول أن تشرح للروس أن الوجود العسكري الإيراني في سورية، سوف يتسبب في عدم استقرار، سواءً بالنسبة لإسرائيل، أو بالنسبة للأغلبية السنية في المنطقة. وعلاوة على ذلك، تنطلق إسرائيل من قناعة بأن الوجود العسكري الإيراني في سورية، من شأنه في نهاية المطاف، أن يتعارض أيضا مع المصالح الروسية في سورية".
إلى ذلك، ذكّرت الصحيفة بوصول مندوبين عن المجلس للأمن القومي الأميركي إلى إسرائيل، اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مع المجلس للأمن القومي الإسرائيلي.
ويشارك في هذه المحادثات ممثلون عن باقي الأذرع الأمنية وستتركز حول إيران والأوضاع جنوبي سورية.
وكانت قد نشرت صحيفة "هآرتس"، هذا الأسبوع، عن "خيبة أمل" إسرائيلية من الاتفاق الثلاثي الذي وقعت عليه كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن بشأن وقف إطلاق النار جنوبي سورية.
عرب 48