القاهرة - خدمة قدس برس
أثار قرار دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، قصر مهمة الإفتاء في مسائل الدين على 50 شخصا فقط يُسمح لهم حصرا بالظهور على الإعلام لهذه الغاية، انتقادات واسعة في صفوف دعاة ومشايخ مصريين أعلنوا رفضهم لهذا القرار، ونيتهم تجاهله.
وأعلنت دار الإفتاء والأزهر، الأربعاء، عن قائمة مشتركة بأسماء علماء الدين المصرّح لهم بالظهور على القنوات الفضائية للإفتاء في مسائل الدين؛ حيث بدأ سريان مفعول القرار الجديد منذ لحظة صدوره، وعليه فقد بات من غير المسموح لغير المذكورين في القائمة بالإفتاء.
وقال أساتذة في جامعة الأزهر لـ "قدس برس"، إنهم سيخالفون القرار الذي استبعدهم عن قائمة المصرّح لهم بالإفتاء في وسائل الإعلام، معتبرين أن الهدف من القائمة هو إقصاء الدعاة والعلماء الذين لا تلقى آراؤهم استحسان الدولة والأزهر، والتضييق عليهم بموجب قرار رسمي.
من جانبه، اعتبر أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، أن قرار قائمة الإفتاء هو "إجراء كيدي" ضد بعض العلماء المصريين، مؤكدا معارضته له.
وقال كريمة في حديث لـ "قدس برس"، "القرار لا قيمة له والإفتاء ليس حكرا على عالم دون آخر".
وأضاف "القائمة سياسية ولا علاقة لها بالإفتاء"، معتبرا أن الهدف منها هو "تكميم الأفواه".
من جانبها، انتقدت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعاد صالح، القائمة التي وصفتها بأنها "مخالفة للدين"، معتبرة أن الأسماء الواردة فيها "منتقاة".
ومساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس المجلس الأعلى للصحافة والإعلام، مكرم محمد أحمد، في مؤتمر صحفي، الأسماء الواردة في القائمة، معتبرا أن الهدف منها "منع المتطرفين من الحديث في وسائل الإعلام".
وشملت القائمة أسماء مفتي الديار المصرية، شوقي علام، والمفتي السابق علي جمعة، والأسبق نصر فريد واصل، والمستشار الأكاديمي للمفتي الحالي، مجدي محمد عاشور، وعددا من كبار موظفي دار الإفتاء المصرية، ووكيل الأزهر، عباس شومان.
في حين خلت القائمة من أسماء شيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إلى جانب عدد من العلماء المعروفين المتهمين بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين؛ من بينهم مستشار شيخ الأزهر السابق الدكتور حسن الشافعي.
كما خلت القائمة من أسماء دعاة معروفين يظهرون عبر القنوات الفضائية بشكل متكرر، ومنهم الأساتذة بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، وسعاد صالح، وأحمد كريمة، وصبري عبد الرؤوف، وأسامة الأزهري، كما خلت من أسماء دعاة اشتهروا بتقديم برامج متخصصة في الفتوى مثل مبروك عطية، وخالد الجندي.
ولم يعرف على وجه التحديد كيف سيتم منع هؤلاء من الظهور الإعلامي، أو العقوبات المقرر فرضها على وسائل الإعلام التي تخالف القرار.
وحددت القائمة خمسين شخصا فقط يسمح لهم بالظهور للإفتاء في وسائل الإعلام، إلا أنها لم تضم إلا سيدة واحدة هي الباحثة الشرعية، غادة علي عبد الشهيد، كما ضمت عددا من أساتذة كليات جامعة الأزهر في تخصصات الفقه والفقه المقارن، وعددا كبيرا من أعضاء مركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر.