الرئيسية / الأخبار / فلسطين
البلد التي لا يجوع بها أحد
تاريخ النشر: الأثنين 20/11/2017 20:39
البلد التي لا يجوع بها أحد
البلد التي لا يجوع بها أحد

كتبت سارا دويك

عندما نقول مدينة لا يجوع فيها أحد، يستوقفك هذا العنوان ويشرد ذهنك بعيدا لتتوقع أن تكون هذه المدينة في أحد الدول المتحضرة او ربما في أحد الدول ذات الاقتصاد القوي، ولا يجول في ذهنك أبدا أن تكون هذة مدينة فلسطينية تقع تحت الاحتلال ويخنقها الاستيطان، هذة مدينة خليل الرحمن، التي أصبحت عنوانا للخير والعطاء بسبب التكيه الإبراهيميه التي تضرب جذورها في عمق التاريخ حتى تعود الى ما يزيد عن 1000 عام، تغيث الملهوف وتطعم الجائعين وتوزع الطعام المجاني على كل محتاج في المدينة بشكل يومي تقريبا.

وتحدث حازم مجاهد رئيس ومشرف التكيه الإبراهمية: هذة التكية ترجع الى زمن صلاح الدين في 1272م ونسبة الى سيدنا إبراهيم تبركا وتيمنا به كون مقامه يوجد في الحرم الإبراهيمي هو وسلالته الطاهرة وايضا نسبت له لانه عرف سيدنا ابراهيم بأنه لا يأكل الا مع ضيف وكان يقدم الطعام لعابري السبيل وسمي بأبي الفقراء.

وأوضح مجاهد أنه تم نقل التكية في أكثر من مكان فبدأت بمنطقة المجاورين قرب الحرم الإبراهيمي وكانت حين ذاك تسمى "بالطبلانيه" لان العاملين فيها كانوا يدقون الطبول إعلانا ببدأ تقديم الطعام والان أصبح مكانها خلف الحرم مباشرة.

وبين مجاهد أن تم تسمية التكية في عهد العثمانين لان معناها بالعثماني بأنه المكان الذي يقدم الطعام مجانا، وكان هناك مكانا للجلوس لتأدية الطعام ومكانا للمبيت للضيوف من هم من خارج مدينة الخليل أما الان فيتم الطبيخ بمكان التكية ويوافدون الناس الى التكية ومعهم اواني لوضع الطعام فيها ويذهبون الى بيوتهم ولديهم وجبة كامله.

وذكر مجاهد أن هذه التكيه تكون على مدار السنة، فيتم عمل طبيخ كامل يومي الاثنين والجمعه سوءا لحمة خروف او عجل ويتم طبيخها مع توابعها إما فصولياء أو لبن جميد ومن هذا القبيل، ولدينا شوربه المتداوله وتطبخ على مدار السنه يوميا والجميع يتوافد لياخذ منها كان محتاجا أو غير محتاج وتتكون هذة الشوربة من قمح وماء وملح.

أضاف مجاهد أن هذة التكية تقوم على تمويل المحسنين، فهناك يأتي التمويل من الأتراك والمسلمين من شتى انحاء العالم وأيضا أهل الخليل من يريد التبرع والتصدق لتكية فمنهم يقمون مواد عينية مثل اللبن، الفصولياء، الملح، اللحم أما الرز فنغلفه تغليف جيد ومن يريد نعطية وهم في منزله يقوم بطبيخه فنحن هنا معتمدين اعتمادا كاملا على الطبيخ الرئيسي، أما في شهر رمضان فيكون الطبيخ على مدار الشهر والتمويل في هذا الشهر المبارك يكون كل يوم على أحد من اهل المحسنين في الخليل وتكلفة تقريبا 40 الى 50 الف شيكلا.

وانهى حديثه مجاهد بأنهم لا يطلبون مساعدا من أحد والحمدلله مستمرين بفضل الله سبحان وتعالى، وحدهم الناس يأتون ويتصدقون فهم يعلمون أن هذا بيتا للإحسان والمحتاجين.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017