الرئيسية / الأخبار / عربي
التَّدافع القاتل من أجل الغذاء يكشف فقر المغرب الخفيَّ.. ومواطنون: يُمكننا إخفاءه أحياناً لكنه يكشف عن نفسه بشكلٍ مروع
تاريخ النشر: الخميس 23/11/2017 07:11
التَّدافع القاتل من أجل الغذاء يكشف فقر المغرب الخفيَّ.. ومواطنون: يُمكننا إخفاءه أحياناً لكنه يكشف عن نفسه بشكلٍ مروع
التَّدافع القاتل من أجل الغذاء يكشف فقر المغرب الخفيَّ.. ومواطنون: يُمكننا إخفاءه أحياناً لكنه يكشف عن نفسه بشكلٍ مروع

بدأوا بالتجمُّع في الثانية من صباح الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017؛ للانتظار في طابورٍ للحصول على غاز الطهي والسكر والطَّحين، السلع التي كان يُوزِّعها إمامٌ محليٌّ وجمعيته بالسوق في سيدي بولعلام، وهي قريةٌ بالقرب من مدينة الصويرة الساحلية.

ولاحقاً هذا الصباح، عندما بدأت الجمعية في توزيع مواد الغذاء المجانية، أصبحت الحشود التي تجمعت بسرعةٍ عنيفةً في سلوكها، وتحوَّل الأمر إلى حالةٍ من التَّدافع والذُّعر الجماعي. وتُوفِّيَت 15 امرأة بينما كان الإمام وآخرون يقفون مُتفرِّجين.

تقول امرأة نقلت عنها وسائل إعلامٍ محلية: "لقد كان الاهتمام الرئيسي لمسؤولي التوزيع هو تصوير العملية. وكان الناس يطلُبون من المُنظِّمين التدخُّل لمساعدة الضحايا، لكنَّهم لم يُلقُوا لهذه الدعوات بالاً، واستمروا في التصوير!".

ولا تزال الشرطة تُحقِّق في السبب الفعلي لحدوث عملية التدافع بهذه المدينة السياحية المشهورة بإنتاج زيت الأركان، المُستخدم على نطاقٍ واسعٍ كمكوِّنٍ في منتجات التجميل، وفق ما ذكره تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ومنذ ذلك الحين، استدعت الشرطة الإمام عبدالكبير الحديدي، وهو شخصيةٌ مشهورة له متابعون كُثر على الإنترنت، وبعد ذلك أطلقت سراحه.

ومع هذا، يعتقد الكثير من متابعي الحدث أن التركيز على موزعي المواد الغذائية يتجاهل الظروف البائسة التي يعيش فيها الناس وأدت إلى هذه الوفيات.

وعلَّق فؤاد عبدالمُمني، الاقتصادي والناشط الذي سُجِنَ أثناء ولاية الملك الحسن الثاني والد الملك الحالي: "إنَّهم يبحثون عن الجناة؛ لإرضاء الرأي العام".

وربط البعض حالات الوَفَيَات باستياءٍ أوسع من حالة الفقر، وانتهاكات حقوق الإنسان ومشروعات البنية التحتية الضخمة التي بدأت فيها الحكومة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي.

ووفقاً للبنك الدولي، قضى المغرب على حالة الفقر المُدقِع التي عاناها الكثير من المواطنين على مر أجيال.

وبينما انخفض معدل الفقر الرسمي لأقل من 5% عام 2014 وفقاً لأحدث بيانات متاحة، فإنَّ نحو 16% من سكان البلاد، البالغ عددهم 35 مليوناً، يعيشون على 3 دولارات في اليوم، وفقاً للبنك الدولي.

وتصل معدلات البطالة إلى 10% وفقاً لإحصائيات الحكومة، وتنتشر البطالة بشكلٍ واسع في أوساط الشباب على وجه الخصوص، ولا يزال ثلث السكان غير قادرين على القراءة أو الكتابة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017