·
قال محمود الذوادي استاذ التعليم العالي في علم الاجتماع بجامعة تونس ردا على حديث كاتب ياسين بأن اللغة الفرنسية تعد غنيمة حرب، والغنيمة في معجم اللغة العربية تعني الربح دون المشقة. قال إن
منافسة اللغة الفرنسية للغة العربية خلق حالة من الاغتراب اتجاه اللغة العربية عند المواطنين في تونس، ظهر ذلك في شعور المواطنين بعدم الاعتزاز باللغة العربية والغيرة
عليها، حيث تأثرت المجتمعات بأيديولوجيا المستعمر الفرنسي، الذي غرس في نفوس المواطن التونسي بأن اللغة العربية ليست لغة الحداثة.
اختلفت المدارس في تونس، بين نظام التعليم الصادقي الذي يدرس اللغتين العربية والفرنسية، ولكن هذا النظام التعليمي أثر في تراجع مكانة الثقافة واللغة العربية عند التلميذ
الصادقي لصالح الثقافة و اللغة الفرنسية. وهناك نظام تعليمي آخر وهو نظام شعبة( أ ) الذي يعد النظام التعليمي الأفضل في تونس ولكن تم إجهاضه من قبل وزير التربية
والتعليم الصادقي.
إن مدى استعمال اللغة في التدريس يؤثر في درجة التعاطف مع اللغة، وكان ذلك واضحا في نظام التعليم الصادقي لصالح اللغة الفرنسية بعكس نظام شعبة (أ).
الأنظمة السياسية والوطنية في تونس اعتبرت أن اللغة الفرنسية غنيمة حرب، ولكن هذه الغنيمة أدت إلى خلق حالة من الاغتراب عند المواطن التونسي، قيادة بورقيبة دعت
إلى التخلص من سيطرة الاستعمار السياسية والاقتصادية والعسكرية، ولكنها لم تدعو إلى التخلص من سيطرة اللغة. لذلك ما زالت تونس تحت السيطرة الثقافية الفرنسية وأدى
ذلك إلى خلق هوية تونسية مضطربة و مرتبكة.