أين اختفت "هديل" ابنة الأسير المحرر عايد دودين؟
تاريخ النشر: الأربعاء 19/02/2014 21:08
أين اختفت "هديل" ابنة الأسير المحرر عايد دودين؟
الخليل- حسن الرجوب- صفا
تشعر عائلة الطالبة الجامعية المفقودة منذ (8 أيّام) هديل عايد دودين من خربة العلقة جنوب دورا الخليل بالحيرة والقلق على مصير ابنتهم، لكنها لا تستبعد أن يكون للاحتلال يد في اختفائها.
وحول ظروف اختفاء الطالبة دودين، يقول والدها عايد في حديثه لوكالة "صفا" إنّ ابنته المتزوجة منذ نحو شهر، اختفت أثناء ذهابها للدراسة في جامعة الخليل.
ويوضح أنّه بعد البحث والتحري؛ شوهدت ابنته على كاميرات مجمع بلدية دورا وهي تصعد في مركبات الخليل، وشوهدت أيضا وهي تنزل من ذات المركبة في مجمع بلدية الخليل، لكنّه يعتقد أنّ ابنته اختفت من محيط مجمع الخليل.
ويضيف: "بعد تأخرها على بيت زوجها، بدأنا البحث والتواصل مع كافّة الأجهزة الأمنية، التي أبلغتنا أنّ ابنتنا عبرت جسر الكرامة إلى الأردن".
ويلفت إلى أنّه "رغم سلوك كافّة الطرق القانونية المتبّعة للحصول على خيط يعيننا في البحث عن ابنتنا لم نصل حتّى اللحظة إلى شيء"، معتقدا أنّ أجهزة الأمن الأردنية وحتّى الفلسطينية قادرة على التّعاون الجيّد والوصول إلى ابنته، خاصّة وأنّها تملك التعاون والإمكانيات للقيام بدوها في هذا الصدد.
لكنّ دودين يعبّر عن امتعاضه من إجراءات التلكّؤ من جانب شركة جوال الفلسطينية، في تسليمها الرقم المتسلسل للهاتف الخلوي الذي تحمله ابنته، لافتا إلى أنّ العائلة تقدّمت للشركة بطلب عبر النيابة العامة وعبر الأجهزة الأمنية المختصّة، لكنّها ما تزال حتّى اللحظة تنتظر الدور.
عائلة مستهدفة
ويتوقّع أن يكون وراء اختفاء ابنته عوامل عدّة أبرزها عمليات ابتزاز أو اختطاف، لكنّه يرجّح بأنّ هناك عاملا سياسيا وراء هذا الاختفاء، مطالبا كافّة الجهات الحقوقية والإنسانية والدولية التدخّل لمعرفة مصير ابنته، والتعاون مع التحقيقات الجارية حاليا من أجل أن تصل العائلة إلى برّ الأمان.
يشار إلى أن العائلة من أكثر العائلات الفلسطينية معاناة واستهدافا من جانب الاحتلال، ووالد الفتاة الأسير المحرر عايد دودين، الذي لٌقّب بعميد الأسرى الإداريين من سجون الاحتلال لقضائه ما يقرب من 8 أعوام في الاعتقال الإداري من أصل 16 عاما من الاعتقال في سجون الاحتلال، وهو محرر لم يمض على خروجه من سجون الاحتلال سوى شهور قليلة.
وتناوب الاحتلال على اعتقال والد الفتاة خلال الأعوام الماضية بعد أيام أو شهور معدودة من الإفراج عنه، لدرجة حُرم فيها من تربية أبنائه، وخاصّة ابنته البكر هديل (20 عاما).
ويؤكّد دودين أنّ عائلته عاشت ظروفا مأساوية وصعبة بسبب اعتقالاتها المتكررة في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أنّ شقيقه المبعد إلى قطر موسى دودين قضى نحو 20 عاما في سجون الاحتلال، منها 10 أعوام في العزل، فيما اعتقل الاحتلال كافّة أشقائه خلال الانتفاضتين، معتقدا أنّ العائلة مستهدفة من الاحتلال.
ويعبّر عن استغرابه من عدم وجود كاميرات في الجانب الفلسطيني من معبر الكرامة الذي مرّت من خلاله ابنتهم، مشيرا إلى أنّ الأمر لا يتوقّف عند هذا الحدّ، بل رفض الجانب الأردني السّماح لأفراد العائلة الذاهبين للأردن لمتابعة القضية بمشاهدة صورة العبور عبر النافذة المخصصة للمسافرين باتّجاه الأردن أو إبراز الورقة التي وقّعت عليها أثناء الدخول أو حتّى كشف سجلّ الكاميرات.
لا جديد
من جانبه، يؤكد رئيس نيابة دورا علاء التميمي لوكالة "صفا" أنّ التحقيقات الجارية في القضيّة لم تصل إلى أية نتيجة تُذكر، نظرا لأنّ المعلومات أفادت أنّ الفتاة هديل خارج البلاد.
ويشير إلى أنّ الاتصالات جارية حاليا عبر الجهات المختصّة للبحث عن هذه الفتاة ومعرفة أسباب سفرها للأردن.
بدوره، يشير المختص في الشؤون الاسرائيلية هاني أبو سباع لوكالة "صفا" أنّه لم يتكرر في وقت سابق لجوء الاحتلال لاختطاف نساء فلسطينيات بهذه الطريقة، لكنّه كرّر وعبر أعوام طويلة من احتلاله للأرض الفلسطينية اعتقال نساء فلسطينيات من أجل ابتزاز أقربائهن للاعتراف في أقبية التحقيق.
ويضيف: "لا أدلّ على ذلك باختطاف الاحتلال جدّة هذه الفتاة قبل أعوام، وإخضاعها للتحقيق وإحضارها لابنها موسى الذي كانت مخابرات الاحتلال تتهمه بالنشاط في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس".
ويتابع: "هذه الفتاة هي ابنة قيادي في حماس بمحافظة الخليل، واعتقل هذا الوالد لأكثر من مرّة في قضايا مقاومة للاحتلال وأخرى إدارية في سجونه، وعمّها موسى دودين أحد مؤسسي كتائب القسام والآن مبعد، وعمّها أيضا ياسر دودين أحد أبرز قيادات حركة فتح في منطقة الخليل ويشغل حاليا أمين سر حركة فتح في منطقة جنوب الخليل وهو من معتقلي فتح القدامى بالثمانينات، وعمها الآخر خالد أحد المعتقلين في قضايا مقاومة للاحتلال".
ويبين أبو سباع أنّ الاحتلال وعبر استهدافاته المتواصلة لهذه العائلة، فشل بشكل ذريع في انتزاع أيّ نوع من الاعتراف من أبنائها، معتقدا بأنّ اخفاءها على يد الاحتلال احتمالا واردا، يستهدف كسر إرادة هذه العائلة والانتقام منها.