نابلس:
مع غروب وغياب شمس يوم امس الخميس، وعلى أصوات الرصاص وقنابل الغاز كانت بلدة قصرة جنوب نابلس، تودع أحد رجالاتها المزروع بالارض، ليعلن رسميا عن إطلاق اسم الشهيد محمود زعل عودة (ابو عوض) 47 عاما على منطقة استشهادة ، والمعروفة باسم رأس النخل.
ويجمع أهالي بلدته أن عودة يعشق الارض ولا يمر يوما الا ويقضي فيها ساعات لفلاحته، حتى أصبحت مميزة عن غيرها من الاراضي في البلدة، بالرغم من قربها من البؤرة الاستيطانية (ايش قيدش).
وللشهيد ثلاثة من الابناء الذكور وأربعة بنات (ثلاثة منهن متزوجات ولديه ابن غير متزوج) ويعمل أحيانا في الداخل الفلسطيني في حالة حصوله على تصريح، كما يقول ابن اخته عبد كمال بدران، وهو سائق مركبة عمومي. وفي حالة عدم حصوله على تصريح يقضي كل وقته بأرضه. ويضيف أنه علم باستشهاد خاله عندما كان في مدينة نابلس وكان خبر صاعقا على الجميع، وكان الموقف مأثرا انه سقط شهيدا أمام أعين ابنه الصغير عبد الذي حاولة انقاذه مع آخرين دون جدوى.
وعلى مدار عدة ساعات والبلدة لا تعرف مصير أبو عوض فقد تم نقله بسيارة خاصة إلى نابلس في محاولة لانقاذ حايته، وتم احتجازه لتعلن مصادر اسرائيلية عن استشهاده لاحقا.
وأعلنت فعاليات البلدة أنه ستقيم صلاة الجمعة للمساجد الاربعة في منطقة راس النخل، التي اضحى يطلق عليها منطقة الشهيد محمود زعل عوده .
وقال عادل عودة من قيادات العمل الوطني في البلدة أن اعتداءات المستوطنين في البلدة لا تتوقف على مدار السنوات السابقة في ظل تشريع البؤر الاستيطانية المحيطة بالبلدة، التي اضحت مصدرا لمهاجمة المزارعين.
وانتفضت البلدة عن بكرة أبيها بعد جريمة استشهاد عودة لزيد عدد الاصابات من أبناء البلدة عن 11 اصابة أبرزهم: نعمان قاسم كنعان (اختناق بالغاز)، خلدون نظام صبيح (اختناق بالغاز)، امير معتصم عوده (رصاص حي في الحوض)، عبد الحكيم وادي (رصاص مطاط بالقدم).

وذكرت القناة العاشرة العبرية الليلة أنه وعلى الرغم من مرور ساعات على حادثة قتل الشهيد محمد عودة بقرية قصرة جنوبي نابلس على يد أحد المستوطنين، إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تستجوبه حتى الآن.
وقالت الصحيفة إن الشرطة أخذت برواية المستوطنين بأن إطلاق النار جاء دفاعاً عن النفس وأن فلسطينيين هاجموا مجموعة من المستوطنين خلال جولة قاموا بها على أطراف قرية قصرة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران إن جريمة قتل الشهيد محمد عودة على يد المستوطنين ظهر اليوم يجب ألا تمر دون رد من مقاومينا في الضفة الغربية.

وأكد بدران في تصريح صحفي له أن اعتداءات المستوطنين ازدادت في الآونة الأخيرة، وأن الرد الأمثل لوقف غطرستهم وعربدتهم هو بقوة سواعد المقاومين وسلاحهم.