الرئيسية / الأخبار / فلسطين
صناعة القش في قراوة بني حسان حرفة تاريخية تحكي عبق الماضي
تاريخ النشر: الأحد 03/12/2017 08:41
صناعة القش في قراوة بني حسان حرفة تاريخية تحكي عبق الماضي
صناعة القش في قراوة بني حسان حرفة تاريخية تحكي عبق الماضي

نابلس: من غادة اشتيه-اصداء
منزل برائحة التراث العريق، وجدران تزينها ألوان القش الجميلة بأشكال هندسية متعددة، تملكه الحاجة السبعينية عائشة صالح (أم نضال) من قرية قراوة بني حسان غرب مدينة نابلس، فهي تصنع من القش تحف فنية شارفت على الانقراض.
مزينة بالثوب الفلسطيني القديم ويشده الزنار، ونظرات تروي عبق الزمان، وتقول الحاجة أم نضال :"كنا بنات صغار نجتمع مع بعضنا في مكان معين ونعلم بعضنا حتى تمرسنا في هذه المهنة"، فهي مهنة توارثها الأجداد لتصبح تراثا يضع في المتاحف.
وتسترسل الحاجة أم نضال بالشرح عن صناعة القش، وتتحدث :"كنت أصنع الصواني والمنتجات من قش القمح المصبوغ بعدة ألوان، لكن المعاناة من الخنازير جعلني أستعمل القش البلاستيكي الملون"، فكل صناعة محفوفة بالصعوبات، وببعض اللمسات الفنية ومزيج من الألوان الزاهية، فهذا جعل هذه الصناعة لا تقف عند الحاجة أم نضال، لكن إصرارها بالحفاظ على التراث الفلسطيني جعلها مثابرة في عملها.


وعملية صنع تبدأ بنقع عيدان القمح بالماء لمدة ساعتين أو أكثر، ومن ثم لفها بقطعة قماش أو خيش، لجعلها أكثر ليونة ورطوبة الأمر الذي يمنع تكسرها أثناء عملية الصنع، ويمكن استخدام الخيوط البلاستيكية الملونة من اجل إضفاء مزيدا من الجمال على المادة المصنوعة.
ومن الجدير بالذكر أن قرية قراوة بني حسان تقع غرب مدينة نابلس على بعد 30كم، وترتفع 380م فوق مستوى سطح البحر، وتتبع إداريا لمحافظة سلفيت، حيث يعتمد غالبية سكانها على التجارة، ويوجد في القرية أربع مدارس مدرستان للإناث ومدرستان للذكور،بالإضافة إلى 7 مساجد كل مسجد مكون من طابقين حجر، وبمساحة لا تقل عن 200 متر مربع، إلى جانب وجود العديد من الجمعيات الخيرية ودار لتعليم القرآن تديرها النساء.
وتردف الحاجة أم نضال أن هناك العديد من الصناعات يستخرجونها من القش، فيصنعون منه الصواني التي تستخدم للزينة وغطاء للأكل، والسلال والتحف الفنية، وإلى جوار الصواني تصنع أوانٍ أخرى من القش كالقفاف، التي كانت تستخدم قديماً في جني ثمار العنب والتين.
تشكل صناعة القش دخلا زهيدا للنساء في العديد من المناطق الريفية في الضفة الغربية، ومنهن من يعتبرنه أساس الاقتصاد المنزلي، حيث تعتمد الحاجة أم نضال في حياتها على بيع منتجات القش، وتصل أسعار المنتجات من 50 حتى 100 شيكل.
ما زالت صناعة القش تعاني من التراجع بسبب ظهور العديد من الصناعات من الحديد والخشب، وأصبحت صواني القش تباع بالمحال التراثية بسعر زهيد، وعلى الجهات المسئولة دعم ومساندة هذه الصناعات التراثية، لأنها تحمل في ثناياها تاريخ مجيد، وحضارة عنوانها الإصرار على البقاء.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017