نابلس: من سجى حفناوي
حكايات غريبة تحيط بتلك المغارة المنحوتة بالصخر، فمن نحتها ليسوا ببشر.
يرتبط اسمها بألد أعداء البشر، ومن دخلها منهم لا يعدون على الأصابع .
تقع مغارة الشياطين كما يطلق عليها غربي بلدة قراوة بني حسان بمحافظة سلفيت خلف جبل الأبرد، كونه أبرد مناطق القرية، لكن الوصول إليها سهل ممتنع، ففي البداية عليك أن تضع في ذهنك أنك ستمشي مسافة طويلة وشاقة، قد تصل الى مايزيد عن ثلاث ساعات متواصة سيرا على الأقدام .
وعند وصولك منطقة المغارة من البدهي أن تبحث عن مدخل لعبور المغارة، لكن هنا الأمر مختلف، فما أن تطأ قدماك تلك المنطقة ستبدأ بالبحث عن بداية المغارة، لكن في النهاية لن تجد إلا فتحةً صغيرة اشبه بفم الانسان تجبرك على اجتيازها زحفا حتى تصل جوف المغارة.
بعد زحفك مسافة ثلاث أمتار سيمسح لك بالانتصاب واقفا، لكنك لن ترى إلا الظلام ولن تشتم إلا رائحة الرطوبة ولن تتحسس سوى الماء والصخور ...حتى أنه من المحتمل ان تسمع اصواتا غريبة.
اذا أكملت السير داخلها ستقابلك غرفة كبيرة قلبها يحوي جمال المغارة، حيث تنساب المياه فيها بين الصخور، بسبب طبيعة هذه الصخور الرملية، لكن ثمة أمر مرعب وسطها قد يفسد متعتك بهذا المنظر الخلاب.
مغارة الشياطين كغيرها من المغارات تكثر حولها الاشاعات فيحكى أن من أظهر وجودها هو النيص البري، عندما دخلها للاحتماء بها من مزارع فلسطيني كان خلفه، فتبعه الى داخلها واكتشفها.
راوية أخرى تشير إلى أنها كانت ملجأ للمطاردين، ثم بعد الكشف عن وجودها تعرضت لسرقة الآثار التي كانت موجودة فيها من لصوص الآثار ثم من كان يدخلها عقب ذلك يسمع أصواتا غريبة، ينسبها الناس إلى الجن، فقرر أهل القرية حمايتها منهم بأن أسموها مغارة الشياطين.
عند معرفتك بذلك سيتبادر الى ذهنك سؤال، عن اي جمال نتحدث عنه هنا وسط هذا الرعب؟
كونها تقع على قمة جبل مرتفع وتحتاج الى يوم كامل لسبر غوارها، يستطع فريق أصداء التوجه إليها لذلك أخبرنا الإعلامي معين ريان أحد سكان القرية وممن زاروها أنها قطعة جمال إلهية ومدهشة.
فهي عبارة عن صخور ملونة تتناثر على الجنبات والممرات والردهات التي نحتتها، كأنها قطعة زخرفية صخرية، ثم عند تنقلك بين غرفها سترى الأعمدة والأشكال الصخرية التي نحتتها المياه فجعلت منها منظرا خلابا، يبقيك مشودها لجمال ما ترى حتى وإن كان يتوسطها هذا الرعب.
