الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان
تاريخ النشر: الأثنين 04/12/2017 17:56
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان

كتبت تسنيم ياسين

تقع بلدة قراوة بني حسان إلى الغرب من مدينة سلفيت، وكغيرها من قرى المنطقة محاطة بالاستيطان من كل جانب.
فمن مساحتها البالغة 13 ألف دونم، تسرق المستوطنات ما يقارب الثلاثة آلاف دونم، ليتبقى لمخططها الهيكلي 950 دونماً فقط يعيق عمليات التطور للبلدة وتوسع أهلها.
ومما وقف الاحتلال عائقاً أمامه، هو مشروع أرادت بلدية قراوة البدء به لتأهيل مدخل البلدة الرئيس، حيث يعتبر من أخطر الطرق وأكثرها تسبباً بالحوادث، ولكن نظراً لقربه من المستوطنات يرفض الاحتلال منح الترخيص للبلدية إلا إذا وافقت على إعادة تخطيطه وفق المعايير الإسرائيلية وهو ما تزيد تكلفته على المليون ونصف المليون شيكل.
يقول رئيس بلدية قراوة بني حسان، الدكتور تامر ريان: "جاءتنا وعود كثيرة حول العمل على تأهيل المدخل الرئيس للبلدة لكن تعنت الاحتلال وقف عائقاً أمامنا، ورغم ذلك قمنا بعدة مشاريع ومخططات بلغت قيمتها أكثر من عشرين ألف شيكل".
ويضيف، في لقاء له مع مجموعة أصداء التي زارت البلدة: "اليوم يبلغ عدد إخطارات الهدم لمنشآت مقامة على أراضي "ج" أكثر من 53 منذ بدء العام الجاري، وتم هدم اثنين، إلا أن هذه السياسات لم تمنع أهالي البلدة من البقاء في منازلهم، فنحن نسعى للبدء بمشاريع تعزز بقاء الأهالي".


يبلغ عدد سكان القرية ما يقارب الـ 2700 نسمة، يقسمون إلى عائلات ريان، وعاصي، ومرعي، ويرتبط معظمهم بقرية "كفر برا" الواقعة ضمن أراضي الداخل، وتنوعت نشاطاتهم التجارية منذ القدم، فانتقلوا من مجتمع زراعي يعتمد على تربية المواشي إلى مجتمع صناعي يعمل في الرخام.
ولكن بسبب ما أرجعه الأهالي من أمراض التليف الرئوي للعمل بالرخام، انتقلوا إلى العمل في النجارة والأخشاب لتصبح قراوة بني حسان اسماً في قطاع الأثاث والأخشاب.
وتعرف البلدة ببلدة المساجد، فهي تحوي ثمانية مساجد، إلى جانب اثنين في طور البناء، وتضم ثلاثة مدارس للذكور، واثنتين للإناث، لكن ما يميزها هو المدرسة الشرعية التي أقيمت على نفقة أهالي القرية لتستقبل الطلاب من مناطق مختلفة.
واستمراراً لمعاناة القرية من المستوطنات تشكل المياه معضلة في وجه الإدارات المختلفة للبلدة، يقول الصحفي معين ريان، من أهالي البلدة: "في كل صيف تتجدد معاناة البلدة مع إغلاق الاحتلال قنوات المياه ليحولوها لخدمة المستوطنات المحيطة بالبلدة".
ويتابع: "هنا يستأنف الناس احتجاجاتهم أمام الحكومة والمحافظة، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة لجأوا إلى استخدام الينابيع والمضخات ليعوضوا نقص المياه".
وتضم البلدة مناطق أثرية مختلفة، منها دار الضرب، التي تشبه بالبتراء الأردنية نظراً لتشابه التصميم، وقد كانت مقبرة لملوك رومان وسميت بذلك لأنها كانت لفترة مقراً لصك العملة الرومانية.
هذا بالإضافة إلى "بير أبو عمار" التي لا ينقطع منها الماء، ومقام ضريح عمرو بن العاص، والذي أقيم بعد نزول نقطة دم منه في ذلك المكان أثناء معاركه على أراضي البلدة.
إلا أن هذه المناطق تعاني من الإهمال وقلة حملات الترميم، يقول الصحفي معين: "هذه المناطق بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، فالاحتلال يمنع المواطنين في كثير من الأوقات من الوصول إلى هذه المناطق، البلدية تعمل على شق طرق لتلك المناطق لتسهيل وصول الناس إليها، لكن الاحتلال يجرف الطريق". 

 

المزيد من الصور
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان
بلدة قراوة بني حسان، صمود في وجه الاستيطان
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017