أعرب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، عن "قلقه الشديد" من الأخبار المتواترة بشأن نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها.
جاء ذلك في رسالة إلى ترمب بعثها العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.
وقال ملك المغرب في رسالته: "لا يخفى عليكم ما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، فمدينة القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعَلماً للتساكن والتسامح بين الجميع".
وأضاف إن "القدس بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم".
وأكد أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مُجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين".
وكان العاهل المغربي قد أكد اليوم في اتصال هاتفي مع رئيس السلطة محمود عباس، على "تضامن المملكة القوي والثابت مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة، خصوصا في ما يتعلق بوضع القدس الشريف".
وجاء في بيان لوزارة القصور المغربية "على إثر الأخبار المتواترة بشأن إعلان محتمل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".
وأضاف البيان أن "الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصال المباشر والتشاور الدائم حول هذه القضية وإرساء تنسيق وثيق بين الحكومتين من أجل العمل سويا لتحديد الخطوات والمبادرات التي يتعين اتخاذها".
ويحذر الفلسطينيون ودول عربية وإسلامية، من أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من شأنه "إطلاق غضب شعبي واسع"، ويعتبر كثيرون أن هذه الخطوة ستعني نهاية عملية السلام تماما.
وأجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أجرى مساء اليوم اتصالاً هاتفياً مع رئيس السلطة محمود عباس، أبلغه فيه نيّته نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، وقع ترمب الذي تولى السلطة في 20 يناير/ كانون ثاني 2017، مذكرة بتأجيل نقل السفارة إلى القدس لمدة 6 أشهر، انتهت أمس الإثنين.