الرئيسية / الأخبار / عربي
مصر.. الرئاسة والإخوان والأزهر و"الدعوة السلفية" ينددون بقرار ترمب
تاريخ النشر: الخميس 07/12/2017 03:41
مصر.. الرئاسة والإخوان والأزهر و"الدعوة السلفية" ينددون بقرار ترمب
مصر.. الرئاسة والإخوان والأزهر و"الدعوة السلفية" ينددون بقرار ترمب

القاهرة - خدمة قدس برس
أثار قرار الرئيس الأمريكي إعلان مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مواقف مصرية غاضبة على المستوى الرسمي والحزبي، دعت للتأكيد على الهوية العربية للمدينة وإبطال هذا القرار.

وصرّح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برفض بلاده للقرار الأمريكي نقل سفارة واشنطن إلى القدس، ولأية آثار مترتبة عليه.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر، بسام راضي، في تصريح صحفي "إن السيسي أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء، مخالفة هذا القرار لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلاً عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية".

فيما وصفت وزارة الخارجية في بيان، القرار بأنه "مخالف لقرارات الشرعية الدولية"، مؤكدة في بيان لها على "عدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في مدينة القدس".

وأعربت الخارجية عن قلق مصر البالغ من "التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة؛ لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، فضلا عن تأثيراته السلبية على مستقبل عملية السلام".

من جانبه، دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف و"مجلس حكماء المسلمين" إلى اجتماع طارئ لبحث تبعات الإعلان الأمريكي، كما أعلن عن مؤتمر عالمي لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية القرار الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترمب، مساء الأربعاء.

ووصف شيخ الأزهر في بيان على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قرار ترامب بأنه "إجحاف وتنكر للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهل لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم".

وقال "القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودًا جديدًا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه".

بدورها، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى إعلان الجمعة القادمة "يوم غضب لدعم ومناصرة للقضية والتعبير عن الرفض الكامل والحازم لكل ما يحاك لها والتأكيد على الإصرار التام على استرداد حقوق الشعب الفلسطيني كاملة".

ورفضت الجماعة قرار ترمب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، داعية السلطة الفلسطينية إلى قطع كافة أشكال الاتصال والتنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال والتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة لخرقها القانون الدولي وقرارات المجلس فيما يتعلق بالقدس، إلى جانب تفعيل كل الشكاوى وجرائم الحرب ضد الاحتلال أمام المحكمة الدولية.

ووصفت الجماعة في بيان صادر عن مكتبها العام، نقل السفارة الأمريكية للقدس بـ "أمر يصنف أمريكا كدولة عدو"، ويعتبر أن "كافة مصالحها ستخضع للموقف السياسي لمصالح الكيان الصهيوني".

فيما أصدرت "الدعوة السلفية" بمصر بيانا اعتبرت فيه نقل السفارة "فرض لأمر واقع"، معتبرة أنها "خطوة أمريكية جديدة لتصدير الأزمات والفوضى المبرمجة إلى بلاد المسلمين".

بدورها، حذرت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية المصرية، في بيان صحفي، من أن اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، "سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبا على استقرار منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم ككل".

وأشارت إلى أنه "يتعارض مع كافة المواثيق الدولية بشأن القدس"، داعيه إلى "ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن".

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، القدس عاصمة لإسرائيل في خطاب تاريخي من البيت الأبيض، كان يرتقبه الكثيرون، مؤكداً أن وزارة الخارجية ستبدأ التحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

وأضاف ترمب في خطاب متلفز، "وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مشيراً إلى أن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها.

وكان الكونغرس الأمريكي أصدر عام 1995 قانونًا يطالب الرئيس بنقل سفارة البلاد إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة موحّدة للاحتلال الإسرائيليّ، ولكنّ القانون نفسه فسح مجالًا للرئيس الأمريكي بتأجيل تنفيذه مراعاة للمصالح الأمنية القومية الأمريكيّة في إقرار ضمنيّ من الكونجرس بأنّ تطبيق مثل هكذا قانون من شأنه أنْ يعرّض مصالح أمريكا للخطر بالنظر إلى حساسيّة موضوع القدس لدى العرب والمسلمين في كل العالم.

ودأب رؤساء أمريكا على التوقيع على مذكرة تقضي بتأجيل تنفيذ القانون مدة ستة أشهر لتتكرر لازمة التأجيل حتى هذه المرحلة.

وأدت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الحقوق الفلسطينية، لا سيما التي تمس المقدسات الفلسطينية عموما والقدس بشكل خاص، إلى اندلاع انتفاضات وهبّات شعبية منها ثورة النبي موسى عام 1920، وثورة يافا عام 1921، وثورة البراق عام 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهبة باب الأسباط عام 2017.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017