الرئيسية / مقالات
...................خماسية النصر........بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الخميس 07/12/2017 18:30
...................خماسية النصر........بقلم سامر عنبتاوي
...................خماسية النصر........بقلم سامر عنبتاوي

قد يعتبر البعض الحديث عن النصر ضمن الظروف الحالية نوعا من إرضاء النفس او خداع الناس او امعانا في أحلام اليقظة و مجافاة الواقع , كيف لا و الإحباط يسيطر و علامات التراجع تطغى و اليأس سيد الموقف .
عندما شاهدت الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب ) ينطق بقرار نقل السفارة و الادعاء بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال , و رغم القهر احسست ببوادر النصر ,, و هذه ليست احجية و لا تلاعب بالالفاظ و لا تهيؤات .
لقد سقط الرهان على المفاوضات و سقطت القناعة التي تغلغلت لدى البعض و تبناها المستفيدون و التي اقرت و تمسكت بما يسمى عملية سلام ضمن مفاوضات مباشرة ترعاها أمريكا ,, لقد أوصل ترامب الرسالة واضحة لكل مراهن و كل مجازف فقد قالها بالفم الملآن : نحن لسنا وسطاء بل نحن شركاء مع الاحتلال ,, نتعاون لتهويد القدس و تفريغها من المواطنين العرب , و ندعم الاستيطان , و نتشابك في فرض الامر الواقع على الفلسطينيين , قالها ترامب صراحة نحن نهيؤكم لمؤامرة القرن ,, لفرض الاستسلام عليكم ,, لا قضايا حل نهائي و لا قدس و لا لاجئين و لا حدود ,, عليكم ان تقبلوا بأقل من الفتات فنحن نمتلك القوة و اما انتم فقد سقط حلفاؤكم العرب و لم يبق امامكم الا الاستسلام .
و لذلك فقد اتخذ ترامب القرار و برأيي هناك عوامل ثلاث رئيسية أدت للخروج بالقرار :
أولا : حالة الوهن و الضعف العربي و الإسلامي و الاحتراب الداخلي و استبدال العدو الرئيسي باعداء مفترضين , و هرولة بعض الدول العربية للتطبيع و نسج العلاقات مع الاحتلال مما اوجد بيئة ملائمة للاستفراد في فلسطين بعد التراجع في الاهتمام على المستوى الرسمي العربي و الإسلامي .
ثانيا : جنون العظمة و عقلية ترامب التي جعلته يحاول اثبات قوته بعد وعوده قبل الانتخابات بنقل السفارة و هذا ما قاله في خطابه حيث اعتبر نفسه الاشجع بين اسلافه الرؤساء و القادر على القيام بخطوته ( الجريئة ) .
ثالثا : اعداد ( مؤامرة القرن ) التي تستبعد القدس بالكامل من بنودها , فارادت الإدارة الامريكية و ضمن عقلية الصفقات و الاعمال و المغامرة لدى ترامب فرض صيغة تستثني القدس و تريح من أعباء إمكانية ان تلقي بظلالها على المشروع التصفوي لفرض و ثيقة الاستسلام على الشعب الفلسطيني ,, هذا إضافة الى عوامل أخرى تتعلق بخسارات و فشل السياسة الامريكية في الإقليم في سوريا و العراق و كردستان و اليمن و غيرهم ,, و عودة ظهور اشكال الحرب الباردة و تشكل التحالفات الدولية الجديدة ,, كل ذلك أدى لهذا القرار .
و رغم ذلك كله فالولايات المتحدة بقرارها الجنوني وضعت نفسها ليس في مواجهة الشرعية الدولية و قرارات مجلس الامن و الأمم المتحدة فحسب , بل ظهرت - كدولة عظمى - بفقد ما تبقى من مصداقية و عوامل المساندة للدور الدولي و السياسة الخارجية ,, بل اكثر من ذلك ظهرت كمن يخرق الاتفاقات التي وقعت عليها بنفسها بما فيها اتفاقية أوسلو التي تؤجل القدس للحل النهائي , و بذلك تفقد أمريكا الكثير من العوامل و الأوراق السياسية في العالم مقابل مقامرة و رهان على صفقة جنونية يقودها مغامر .
و بعد فالقضية ليست سهلة و لا يمكن ان تمر ببساطة ,, لأن الموضوع يتعلق في مستقبل القدس بل مستقبل فلسطين و المنطقة بأكملها ,, فهل خسرنا الحرب ؟ أم ان الحرب قد بدأت و المطلوب الاعداد لمواجهتها .


أمور 5 يجب تحقيقها :
أولا : الايمان المطلق بحقوقنا على ارضنا و تثبيت و دعم أواصر صمود شعبنا على ارضه و خاصة في القدس .
ثانيا : الدعوة فورا للوحدة الوطنية الشاملة عبر مجلس وطني موحد يعيد صياغة المشروع الوطني و بناء القيادة الموحدة و تجاوز المفاوضات العقيمة و الإعلان رسميا عن وفاة أوسلو و ما تبعها ,, و قد يتطلب الامر انشاء جبهة انقاذ وطني .
ثالثا : العودة للمقاومة الشعبية الشاملة للاحتلال و التصدي لمؤامرة القرن و التهويد و الاستيطان و مشاريع الاحتلال .
رابعا : إعادة بناء التحالفات على المستوى الإقليمي و الدولي في مواجهة أمريكا و اتبعاها أيا كانت قوميتهم و بناء التحالفات على أساس رفض و مقاومة السياسة الامريكية الإسرائيلية ,, و الدعوة للمقاطعة الشعبية الشاملة من قبل الشعوب العربية و الاسلامية لبضائع الاحتلال و البضائع الامريكية و عزل السياسة الامريكية الإسرائيلية .
خامسا : دعم صمود القدس و اهلها و بقوة و تثبيت الوجود على الأرض .
ان الولايات المتحدة و الاحتلال يواجهان الفشل بعد الفشل سواء على الصعيد السياسي او العسكري ,, فجميع حروبهم الاخيرة قد فشلت و جميع مخططاتهم في الإقليم من فشل الى فشل ,, و كل حلفائهم في المنطقة و العالم في تراجع واضح ,, و لذلك و رغم المخطط الشيطاني الذي يعد لتصفية قضيتنا و سرقة القدس و كل ما الى ذلك فان مواجهة هذا ليست مستحيلة بل نستطيع ذلك و بقوة اذا ما حققنا عوامل النصر الأنفة ,, و كلي قناعة انها بداية النهاية و الفشل , و مشاريعهم الشيطانية بدأت بالسقوط و آخرها ما تفوه به دونالد ترامب يوم الأربعاء 6-12-2017 ,, و لنذكر هذا التاريخ جيدا .

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017