تونس ـ خدمة قدس برس
دعا رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قادة الأحزاب والطبقة السياسية في تونس، إلى الارتقاء إلى مستوى دقة المرحلة، والإسهام في مساعدة البلاد لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تواجهها.
وأكد الشاهد، الذي اختار التواصل مع الشعب التونسي، لأول مرة عبر بوابة التواصل الاجتماعي، والصفحة الرسمية للحكومة على موقع "الفيسبوك"، أن تونس التي بدأت خوض معركة الحرب على الفساد إلى آخرها، تحتاج إلى استقرار سياسي وأمني يسهم فيه الجميع.
وانتقد الشاهد رئيس حزب "آفاق تونس" ياسين إبراهيم، دون أن يسميه، على خلفية قرار الحزب الخروج من حكومة الوحدة، وأكد أنه رفض طلب الإعفاء من عضويّة الحكومة الذي تقدّم به وزراء آفاق تونس، في نطاق حرصه على ضمان الاستقرار السياسي، وفق ما ذهب إليه.
وقال: "لن أخضع لرغبات ناس ليس لديهم أيّ وعي بدقّة الوضع في البلاد".
وأوضح الشاهد أن فلسفة حكومة الوحدة الوطنية التي جاءت بدعوة من الرئيس الباجي قايد السبسي، ليست حكومة محاصصة حزبية، وإنما حكومة كفاءات.
وأكد أنّ مختلف الأحزاب والمنظمات المشاركة في الحكم مطالبة بتوفير الاستقرار السياسي.
وأشار الشاهد، إلى الانتخابات الجزئية، التي شهدتها ألمانيا، الأسبوع الماضي، والتي أفرزت فوز الناشط السياسي المعارض ياسين العياري، في مقابل مرشح حزب "نداء تونس" الحاكم في البلاد، واعتبر، أنها عملية ديمقراطية بامتياز.
لكنه أشار إلى أن ضعف المشاركة في الانتخابات من طرف الناخبين المسجلين، يبعث برسائل مهمة للطبقة السياسية، مفادها أن عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات يعكس تراجعا في الثقة بين الأحزاب والمواطن.
وجدد الشاهد، الذي تعهد بأن يكون تواصله مع المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل دوري، تمسك حكومته بالحرب على الفساد من أجل الدولة العادلة.
ودعا في نهاية كلمته الطبقة السياسية والمواطنين إلى إنجاح محطة الانتخابات البلدية المرتقبة في 6 أيار (مايو) المقبل، لاستكمال المسار الانتخابي، وقال بأن الحكومة ستوفر كل الشروط لإنجاحها.
ويسجل مراقبون أن لجوء رئيس الحكومة إلى موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" لمخاطبة الرأي العام التونسي، لا يعكس فقط أهمية هذه المواقع، حيث وضعت تقارير إعلامية تونس في المرتبة الثانية إفريقيا من جملة البلدان الإفريقية التي لديها أكبر نسبة من مستعملي موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ولكن تشير كذلك إلى تراجع تأثير وسائل الإعلام الرسمية التونسية، وعلى رأسها القنوات التلفزية العام منها والخاص.