الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد القسامي محمد عساسفة
تاريخ النشر: الأحد 24/12/2017 13:12
الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد القسامي محمد عساسفة
الذكرى الـ21 لاستشهاد القائد القسامي محمد عساسفة

الضفة الغربية:

قد تعجز الكلمات عند الحديث عن الشهيد القسامي القائد محمد محمود سعيد عساسفة ذو الـ32 ربيعاً، فهو رجل بألف رجل، أبصر النور في الثاني عشر من إبريل لعام 1964، ودرس المرحلة الأساسية والثانوية العامة في مدارس بلدته "قباطية" التي تبعد 6 كيلومتر عن مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

التحق شهيدنا بكلية الشريعة في قلقيلية، إلا ان ظروفا ألمت بعائلته حالت دون أن يكمل دراسته الجامعية، وتزوج في العام 1986 من فتاة كريمة أنجب منه ابنه "قاهر" وبنته "جود" التي ولدت بعد استشهاده بشهرين.

نشأته

شب شهيدنا محمد (أبو القاهر) يتيما منذ نعومة أظافره، وكان له إثنين من الإخوة واثنتين من الأخوات، وقد نشأ على حب الله والدين، ورضع من والدته حليب العزة والكرامة، والتحق منذ صغره بالمساجد وبحلقات تحفيظ القرآن الكريم، حيث تنقل بين مسجدي صلاح الدين والجامع القديم في قباطية التي تعلم فيها القران وعلمه.

عرفه من حوله أنه كان مثالا للأدب والأخلاق والهدوء، وفي الوقت ذاته بالقوة والعزيمة والشجاعة والإقدام دون خوف أو وجل، كان محباً لأهله وإخوانه يسعى دائما لمساندتهم وقضاء حاجاتهم، فقد تخلى عن دراسته الجامعية ليقف بجانب عائلة شقيقه الأكبر الذي تعرض لحادث عطله عن العمل، إضافة لحبه للجهاد في سبيل الله والاستشهاد لنيل مرضاة الله، وقد تعلق بهما حتى أصبحت حياته كلها تدور حول ذلك، وحدث أن صادف يوما من الأيام تنفيذ عملية زرع عبوة لجيب صهيوني قبل خروجه لأداء مناسك الحج بيوم واحد، وألح الشهيد على مشاركة رفاقه تنفيذ العملية، إلا أن رفاق دربه أصروا على منعه خشية ان يتم اعتقاله، أو أن يحرم من أداء مناسك الحج، فذهب وهو يوصي أصحابه بتأجيلها ليحظى بشرف المشاركة فيها.

جهاده..

عُرف عن الشهيد إخلاصه الشديد وتضحيته اللامحدودة، فقد كان من أوائل من التحق بحركة حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام منذ لحظة التأسيس، وكان ضمن أكبر المجموعات القسامية في قباطية.

اتهمه الاحتلال الصهيوني ورفقائه الشهيد عبد القادر كميل وأمجد ناصر كميل وغيرهم، بالمشاركة في عدة عمليات إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة لجيبات عسكرية إسرائيلية، راح ضحيتها عدة إسرائيليين بين قتيل وجريح، وعلى إثر ذلك تعرض الشهيد للملاحقة من قبل قوات الاحتلال، واعتقل ما يقارب 6 مرات، وكان ممن ذاق مرارة الإبعاد لمرج الزهور لمدة 10 أيام ،إلا أنه عاد ليسجن عند الاحتلال بعد تدخل الصليب الأحمر، وذلك على إثر تدهور وضعه الصحي الخطير نتيجة إصابة في صدره في الانتفاضة الأولى، تسببت في تمزيق غشاء القلب وتعطل بنسبة 30% في مهام جسده، إلا أن ذلك كله لم يثنيه عن مشواره الجهادي الذي رسمه لنفسه.

 

أقواله المشهورة

ومن أقواله التي كان دائما يرددها داخل البيت وبين أهله، كما تؤكد زوجة الشهيد "حافظي على قراءة القران وتعلمه وحفظه، واحرصي على نقاء النية والإخلاص، تأكدي أنه لا يمكن أن يموت المؤمن إلا إذا انتهى أجله، فاحرصي على الصبر والثبات"، وتضيف زوجته أنه عندما كانت تمازحه بقولها: "يا محمد لمن ستترك قاهر من بعدك؟"، فيرد قائلا "يا امرأة سيذهب الأكال ويبقى الرزاق".

ما قبل الشهادة

وتتحدث زوجة الشهيد عن الأيام الأخيرة التي سبقت ارتقاء محمد إلى جوار ربه، وتقول "في الفترة الأخيرة حدثني بعض الجيران أن هناك أشخاص يتسلقون أشجار محيطة بالمنزل، ويتعقبون بيتكم ويراقبونه، وتحديدا الشهيد، وكنت دائمة التحذير للشهيد بذلك، إلا أنه كان يردد بأن قدر الله غالب، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وذلك على الرغم أنه أكثر من حادثة دلت على ذلك، كتخريب السيارة الخاصة به وتفتيشها، وتخريب حمام زراعي كان يزرعه الشهيد ويعده مصدر رزق لعائلته".

يوم الشهادة..

وفي صباح غائم من تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1996، أصر الشهيد على زرع شتلات من الزعتر في فناء منزله، وهو الذي يعتبر دائم التعلق بالأرض وكان له مقولته الشهيرة: لو أنني أسقي الأرض بدمي سأبقى بخيل عليها، وبينما طلب من زوجته إحضار دلو ماء ليسقيها، سمعت صوت انفجار فذهبت إليه مسرعة، وهي التي كانت قد اعتقدت أن أنبوبه الغاز قد انفجرت لتجده مدرجا بدمه، تضيف زوجته:" وضعت رأسه في حضني وناديت عليه إلا أنه لم يرد علي، رحل محمد مبتسما رافعا أصبع السبابة وهو يردد الشهادة ثم فاضت روحه لبارئها".

الفراغ الذي تركه بعد استشهاده

تتحدث زوجة الشهيد أنها وعلى الرغم من أنها اعتادت على غيابه قبل استشهاده، كونها تزوجته ما يقارب العشر سنوات إلا أن ما عاشته فعليا معه ما يقارب السنة والنصف فقط، فقد شغله عنها الجهاد حينا، والاعتقالات والمطاردة حينا آخر، إلا أنه ترك بعد استشهاده فراغا، تتابع زوجته: "الحمد لله بداية أن اصطفانا لنكون أهلا للشهداء، وكلنا مشاريع شهادة، إلا أن رحيل أبو القاهر شكّل منعطف كبير في حياتنا، يفتقده ابنه دائما، بنته كانت ترفض فكرة الزواج لأنها ظنت أنها لن تشعر بالسعادة التي يشعرن بها قريناتها فهم لهم آباء، إلا أنني حاولت أن أؤدي دوره فأكون لأولادي الأب والأم في آن واحد، فعملت آذنة في إحدى المدارس وسعيت لتربية أبنائي كما أراد زوجي، والحمد لله رب العالمين دائما كنت أستحضر عبارة كان يقولها لي الشهيد رحمه الله، إن رحلت أنا فتأكدي أنه ذهب الأكال وبقي الرزاق ولن يترككم الله أبدا، وبالفعل كان ما تحدث به، فقد صدق الله فصدقه".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017