انتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعية تركيز الإعلام على الطفلة الأسيرة عهد التميمي، ونسيان الأم الأسيرة إسراء جعابيص، التي فقدت جزء من أصابعها، وتشوه وجهها وبقية جسمها، نتيجة انفجار بالون مركبتها، والتي زعم الاحتلال أنها كانت تريد تفجير نفسها.
نقد الإعلام الفلسطيني، لا بأس به في كل المراحل والأوقات، بهدف تقويته، وتجنب السلبيات وإبراز الايجابيات، خاصة أن المعركة الإعلامية مع إعلام الاحتلال في أوجها، فإعلام الاحتلال تناول قضية الطفلة الأسيرة عهد بأنها تخالف القانون والنظام ومشاغبة، وان الأم جعابيص مجرمة وأنها جرحت جندي، في قلب للحقائق واضح وبين، لإبراز النضال الفلسطيني على انه إرهاب ووحشية، وليس حق مشروع لطلب الحرية ورفض الظلم، كبقية شعوب الأرض.
التركيز الإعلامي الذي لقيته الطفلة عهد التميمي خلال أسرها، لم تطلبه، هي في الغالب لا تعلم به كونها مسجونة داخل زنزانة، ولا تطلع على الإعلام وما يكتبه بحكم منع الاحتلال لأي وسيلة إعلام أن تدخل للأسرى، وبالتالي هو نقد في غير محله.
لكن عدم تركيز الإعلام على الأسيرة إلام إسراء جعابيص فيه من الصحة الكثير، فهي لم تلقى اهتماما إعلاميا كافيا، مع أن قصتها، تبكي الحجر والشجر، كما يوجد قرابة 59 أسيرة في سجون الاحتلال يعانين ويتعذبن على مدار الساعة.
طفولة عهد ومعرفة كل وسائل الإعلام بها، خاصة الأجنبية بسبب نشاطها المتواصل والمتراكم في المسيرات السلمية الأسبوعية التي كانت تجري في قريتها- قرية النبي صالح، هو سبب رئيس في تركيز الإعلام عليها، عدا عن عوامل أخرى كثيرة من بينها، أنها ضربت جندي على وجهه خلال اقتحامه لمنزلها، وهي هنا بصفعها للجندي أحيت معركة الأخلاق مع عدو وجيش يدعي انه الأكثر أخلاقية، في حين أن نفس الجيش قتل أقارب للطفلة الأسيرة عهد دون أن يذكرها إعلام الاحتلال.
لو كانت عهد طفلة أمريكية أو من كبان الاحتلال، أو حتى لو كانت إسراء جعابيص غير فلسطينية ومن الكيان، فان دولة الاحتلال ولا أمريكا ستتردد في شن حرب لأجلها، ولتم وصف العرب والفلسطينيين والإسلام جميعا بالإرهاب والبلطجة والوحشية واللاانسانية، ولطالت الأوصاف القبيحة ولكثرت، لتبرير شن الحرب.
في كل الأحوال صحيح أن الإعلام الفلسطيني ضحى وقدم شهداء واسري وجرحى، وملاحق من الاحتلال على مدار الساعة، إلا أن الإعلام الفلسطيني بحاجة للدعم وتوفير الميزانيات الكبيرة له، فمقارنة بسيطة مع إعلام الاحتلال تكون النتيجة لصالح إعلام الاحتلال من ناحية القوة والدعم والميزانيات، والتأثير الخارجي خاصة في الدول الغربية التي تسمع وترى رواية الاحتلال، ولا تسمع ولا ترى الرواية الفلسطينية الحقيقية والصحيحة.
الطفلة الأسيرة عهد التميمي هي أيقونة الانتفاضة والشعب الفلسطيني وكل التحية لها، كما أن الأسيرة الأم إسراء جعابيص هي أيقونة الأسيرات والنضال الفلسطيني وكل حر وشرف ينحني لها، ولا فرق من ناحية الحرية والعزة والكرامة بين الاثنتين، وكل طفلات وفتيات ونساء فلسطين، سواء كن في الأسر أو خارج السجن، هن ماجدات ينحي لهن كل حر وشريف، في وقت أصبحت فيه معاني العزة والكرامة والحرية في غياب تام، ويلاحق ويعاقب من يتمسك بالمعاني السامية.