كشفت تقديرات أمنية إسرائيلية نشرتها صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مخاوف جادة من قدرة "حزب الله" وحركة "حماس" على زيادة قدراتهما عسكرية؛ بما يمكنهما من استهداف منصات الغاز الإسرائيلية في المياه الإقليمية.
وصرّح قائد البحرية في جيش الاحتلال، إيلي شربيت، للصحيفة العبرية اليوم الأربعاء، بأن "حزب الله شخّص المحفزات الكامنة في الحيز البحري وبنى لنفسه منظومة هجومية استراتيجية من كل النواحي".
وكانت بحرية الاحتلال قد قامت مؤخرًا بتركيب منظومة "القبة الحديدية" على سفن "ساعر 5"، المحيطة بمنصات الغاز وتتولى حمايتها، كرد فوري قبل استلام سلاح البحرية لأربع سفن حربية من طراز "ساعر 6" في عام 2019.
وقال شربيت في مقالة له نشرها مؤخرًا في مجلة "بين القطبين"، إن حزب الله عمل على بناء منظومة صواريخ هجومية وكبيرة.
ونوه إلى أن حزب الله "بنى أفضل أسطول صواريخ في العالم، لديه الكثير من الصواريخ، ولا يمكن أن يغرق". متابعًا: "قدرة العناصر العدائية على ضرب الأصول الاستراتيجية الإسرائيلية لا تقتصر بالضرورة على الصواريخ".
وكتب الكولونيل يوفال ايلون، قائد قاعدة البحرية في أشدود، في مقال آخر "يمكن الافتراض أنه في المواجهات المقبلة سيتم تهديد قاع البحر بشكل كبير من قبل العناصر المهتمة بضرب حصانة إسرائيل".
وأضاف ايلون "قوس الوسائل والقدرات واسع ومتعدد، بدء من الغواصين الانتحاريين، مرورًا بتفعيل قوارب مفخخة، وحتى تفعيل غواصين في المياه العميقة والمتفجرات، بما في ذلك تفعيل غواصات صغيرة ومنظومة ألغام وتخريب من صنع ذاتي".
ونقلت "هآرتس" عن ضابط في سلاح البحرية الإسرائيلية (لم تذكر اسمه)، الجيش يعتقد أن المنظمة (حزب الله) لن تستعجل ضرب منصات الغاز، على الرغم من قدرتها على ذلك.
وأشار إلى أن "حزب الله يدرك أن الإضرار بهذه المنصات (الغاز) هو إعلان حرب لبنان الثالثة".
ونوهت الصحيفة العبرية إلى أنه في العام القادم سيبدأ العمل بمواقع التنقيب الشمالية فيما أسمته "المياه الاقتصادية لإسرائيل"، وذلك في إشارة إلى الموقعين اللذين يطلق عليهما "كريش" و"تنين"، وبالتالي ستتم إضافة مهمة حمايتهما إلى سلاح البحرية، خاصة لقربهما من الحدود مع لبنان، الأمر الذي من شأنه أن يثير التوتر مجددًا.
وكان "حزب الله" اللبناني، قد هدد باستهداف منصات الغاز في العام 2010، بعد عام واحد من اكتشاف حقل "تمار"، وذلك بداعي حماية ثروات لبنان من الغاز والنفط.
وجاء أيضًا أن جيش الاحتلال، لاحظ أن حركة "حماس" تحاول امتلاك قدرات لضرب منصات الغاز، "ولكن بدرجة خطورة تقل عن التهديدات التي يشكلها حزب الله".
وأوضح الضابط الإسرائيلي لـ "هآرتس"، أن المسافة بين قطاع غزة ومنصات الغاز تصل إلى 40 كيلومترًا، وهي ليست مسافة لا يمكنهم تجاوزها.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتهديدات من نوع آخر، تتضمن عملية موضعية تنفذها عدة قطع بحرية عليها عبوات ناسفة أو غواصون، في محاولة لاستهداف المنصات.
ورغم أن أضرار مثل هذه العملية قد تكون صغيرة والهدف منها هو الحرب على الوعي، إلا أنها قد تصعّب مواصلة تفعيل المنصة التي قد تضرر، وفق التقارير العبرية.