الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات فقط والتمكين هو هدفنا القادم
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/05/2014 12:41
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات  فقط والتمكين هو هدفنا القادم
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات فقط والتمكين هو هدفنا القادم

 

منذ انطلاقتها  في دولة الامارات العربية المتحدة سنة 1984م حرصت "هيئة الاعمال الخيرية " على  العمل  في فلسطين  سنة 1989م ، ثم تطور العمل بعد اندلاع انتفاضة الاقصى سنة 2002م وعززت شكلها الرسمي سنة 2009 ، خلال تلك المحطات لم تتوانى عن خدمة الشعب الفلسطيني فكانت حاضرة في الصحة والتعليم ولها يد طولى في كفالة الايتام والاسر الفقيرة  وحتى في المشاريع الصغيرة كان لها صولات وجولات ، ويعترف مديرها في الضفة الغربية ابراهيم راشد ان الهيئة مؤسسة كبيرة في اعمالها واستطاعت ان تكون جسرا لمئات الملايين من الدولارات خلال 24 سنة من العطاء والعمل الدؤوب ولكنها براي  " مديرها الفلسطيني ابراهيم الراشد  صغيرة امام تضحيات الشعب الفلسطيني وحاجاته الكثيرة  ، وهي مؤسسة بنت حضورها من التراكم والتجارب وهي كالبشر  تتعلم من تجاربها وتخطيء وتصيب وهي لاتنسب الفضل في تطور اعمالها الا لبركة الله الخفية وثقة المحسنين وفاعلي الخير  في جهودها وتؤازر ذلك مع الشركاء على الارض سواء اكانوا مؤسسات رسمية او جمعيات ولجان محلية .

قبل ايام وبحضور رسمي وشعبي وتحت رعاية وزير الشئون الاجتماعية اطلقت الهيئة تقريرها السنوي 2013م تحت شعار ( تنمية الانسان وصمود المكان ) ، مراسلنا التقى ابراهيم الراشد مدير مكتب الهيئة في الضفة الغربية ، لتسليط الضوء على اهدافها ورسالتها وبرامجها ودورها خاصة في فلسطين .

س1 : من هي هيئة الاعمال الخيرية وماهو دورها الانساني في العالم ؟

برعاية الشيخ حميد النعيمي حاكم عجمان وعضو المجلس الاعلى لدولة الامارات العربية المتحدة كانت  انطلاقة هيئة الأعمال الخيرية في دولة الامارات العربية المتحدة عام 1984 برسببها الجفاف الذي ضرب منطقة القرن الإفريقي فكان مشروع إغاثة المتضررين من الجفاف في القرن الافريقي باكورة مشاريعها . ومع تنامي الكوارث والحروب تعاظمت مسؤولية الهيئة تجاه المتضررين، ولبت إغاثة الملهوفين خلال الحروب والنزاعات كما حدث في البلقان البوسنة والهرسك عام 1993 وكوسوفا في 1998 والعراق وفلسطين ودارفور بالسودان. وعلى مدى العقدين الماضيين سيرت الهيئة حملات اغاثية ضخمة للمتضررين من الكوارث الطبيعية أحدثها إغاثة المتضررين من الجفاف في النيجر والصومال وكينيا ومنكوبي زلزال تسونامي في سريلانكا ومنكوبي زلزال باكستان وايران. ولا تزال الهيئة تسير حملات لمراكز التغذية للأطفال المصابين بسوء التغذية في النيجر. وتقوم بتسيير معسكرات اللاجئين في كسلا شرق السودان. كما ساهمت الهيئة في مشاريع اعادة الإعمار في البوسنة والهرسك وكسوفا والعراق وفلسطين وسريلانكا.

كما تفخر الهيئة في انجازاتها على الصعيد التنموي من خلال برنامجها الاجتماعي الذي تكفل في اطاره ستين الف  اسرة متعففة منتشرة حول العالم ، كما ان حضورها في المشاريع التمكين الصغيرة والكبيرة واسع من خلال بناء وترميم الالاف من منازل  المعاقين والمعوزين وكذلك برامج الاسر المنتجة من خلال تعاونيات الزراعة واقتصاديات النحل والخياطة والاغنام والابقار واستصلاح الاراضي واستخراج المياه وزراعة الاشجار المثمرة بل وامتدت يد الهيئة لتزويج عشرات المعاقين الفقراء وتسيير رحلات الحج والعمرة  لهم ، وللهيئة بصمات مشهودة في التعليم من خلال بناء وتجهز  المئات من المدارس والمراكز التعليمية ومحو الامية والتدريبية وساهمت في بناء وتجهيز  المئات من  المراكز المخصصة للاطفال والنساء والمعاقين وكبار السن ولها تميز اكبر من خلال تجهيز وبناء المئات من المشافي والمركز الصحية وتسيير الحملات الطبية  ولاتغفل الهيئة عن تفقد احوال الفقراء في مواسم الاعياد و المدارس شهر رمضان المبارك وفي  حيث تمد لهم يد العون في الكساء والغذاء وتنفق عليهم زكوات المال والاضاحي والعقائق والنذور .

س 2ماهو  اهم الدول  التي تعمل بها والشراكات التي تتعاون من خلالها للقيام باعمالها  ؟

تتواجد  الهيئة في أكثر من اربع وعشرين دولة تقدم العون اللازم لتنمية المجتمعات الفقيرة تنمية مستدامة ، ولها مكاتب دولية في بريطانيا واستراليا وايرلندا وفرنسا والدنمارك وهولندا وايطاليا ، وقد أبرمت العديد من مذكرات التفاهم مع مكتب منظمة اليونيسيف في الرياض وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP) ، ونفذت عدة مشروعات مشتركة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .(UNHCR ) و المؤسسة الالمانية للتعاون (GIZ  ) و مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية ( اوتشا ) و بنك التنمية الإسلامي في جدة ، وتلقت الهيئة شهادات في حسن الانجاز من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومنظمة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلاحدود، بالاضافة لكل المستويات الرسمية وعير الرسمية في البلدان التي عملت فيها

س3 :  في فلسطين ماهو  الهدف والدور ؟

تعمل هيئة الاعمال الخيرية في فلسطين منذ سنة 1989 أي فقط بعد خمس سنوات من انطلاقتها ، لمعرفتها التامة بأهمية عمل الهيئة في منطقة مثل فلسطين ، حيث لكل عربي ومسلم فيها ارتباط إيماني ووجداني خاص و قد انشات لها مكتب ميداني بعد انتفاضة الأقصى مباشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة لكي تضطلع بالعمل بنفسها وتشرف على أعمالها لأنها أدركت منذ اللحظة الأولى لأحداث الأقصى أن واجب الهيئة هو الوقوف مع الإنسان الفلسطيني مع آلامه وأوجاعه ، ضمن فلسفة بسيطة ( تنمية الانسان .. صمود المكان ) ، واستطاعت الهيئة في الخمس سنوات الاخيرة ان تجند وتنفق اكثر من مائة مليون دولار على برامجها المختلفة ولاسيما في قطاع التمكين الاجتماعي والصحي والتعليمي ، وستبقى الهيئة الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته لعونه وتضميد جراحه أولا ثم تحقيق الكرامة الإنسانية لكل أبنائه وثالثا تحقيق صمود ورابعا المشاركة الفاعلة في عملية بناء المواطن والوطن

س4 :  على وجه التحديد ماهي ابرز الانجازات ما في فلسطين ؟

ج : الهيئة مؤسسة دولية محور عملها الانسان وتعزيز مقومات العيش الكريم  ولكنها جزء لا يتجزأ من طموحات وأولويات وهموم الشعب الفلسطيني ، وهي تدرك ان الحمل ثقيل والمسير طويل ولذا يجب ان يتعاون الجميع لخدمة شعبنا ، ولايمكن لاحد ان يدعي انه الوحيد المتفرد في الخدمة والعطاء – ولكل مجتهد نصيب - ولكن للهيئة ان تفخر  بانها لبنة عربية واسلامية قوية في شبكة التنمية الفلسطينية ، ولهذا ركزت الهيئة منذ البداية على  تاسيس شبكة امان اجتماعي لاسر واهالي الايتام طالت عشرين الف اسرة متوزعة في كل المحافظات الفلسطينية

ادركت الهيئة منذ البداية ان القطاع التعليمي والصحي والزراعي هما ركائز هامة في الاقتصاد الفلسطيني القائم على اللامعيارية التنموية حيث التداخل في عمليات البناء والتحرر ، ولذا كان للهيئة بصمات مشهودة في بناء وتجهز المشافي والمراكز الصحية  في كل من القدس و الخليل وقلقلية ونابلس و سلفيت وجنين وقطاع غزة وكذلك جهود طبية في تسيير الحملات الطبية وتوزيع الادوية وانقاذ المرضى في معظم المحافظات الفلسطينية ، بل وتكفلت حتى الان بنفقة ستة وفود طبية اتت لاجراء عمليات للحالات الصعبة التي لاتملك كلفة هذا العلاج في الخارج .

وللهيئة في فلسطين بصمات شاهدة ومشهودة في بناء وتجهيز المدارس  والمراكز في  محافظات غزة و  القدس و رام الله و الخليل وبيت لحم ، وكذلك للهيئة جهود كبيرة في اسناد الطلبة الفقراء في المدارس والجامعات من خلال مساهمات مالية او عينية في مختلف المحافظات الفلسطينية  .

وللهيئة مساهمات دائمة اقتصاديات التمكين والتنمية في رام الله وجنين والخليل وطوباس ، وكذلك جهود مستمرة في الزراعة من خلال زراعة الاشجار واستصلاح الاراضي وحفر الابار وتسويق زيت الزيتون واعادته توزيعه على الفقراء في معظم المحافظات

من جهة ثانية ، أخيرا حافظت الهيئة على وتيرة الأعمال الاغاثية التي تستهدف فئات بعينها فوقفت إلى جانب الصائم والطالب والمغترب والغائب والمتضرر والفقير والمعاق والعاجز والأرمل والمريض من خلال برامج كسوة العيد والشتاء الحقيبة المدرسية ولوازمها وأضاحي العيد الكبير وتوزيع زيت الزيتون وتوزيع الأدوية وزكوات المال والأدوات المساعدة للمعاقين والكفيفين، بالإضافة إلى توزيع السلال الغذائية والافطارات التضامنية وتوزيع المياه النقية والطعام المدعم بالفيتامينات لطلاب المدارس الاساسة والخبز وحليب الاطفال للمناطق البدوية ، وكان للهيئة دور كبير في عون المتضررين في حروب غزة ومخيم جنين ورفح من خلال تجهيز عشرات مراكز الإيواء ومدها بالطعام والملابس والغذاء والدواء والمياه والحليب والخبز اليومي ، بالإضافة إلى استئجار عشرات الشقق السكنية ولاحقا وترميم بيوت الفقراء  ، ثم وردت خمس وحدات عناية مركزية للمستشفيات و(14 ) وحدة لغسيل الكلى و(13 ) سيارة إسعاف وثلاجات لحفظ الجاثمين ، ثم عمدت الهيئة لإصلاح وترميم  المدارس والمراكز والجمعيات والمساجد والمستشفيات المتضررة من أحداث الحرب .

س 5: ما هي المعايير في تحديد الجمعيات المستفيدة ؟

ج : ابتداء يجب ان اؤكد ان الحفاظ على المؤسسة الفلسطينية وتقويتها وتنمية العلاقة معها هو هدف عندنا لاننا لانطرح بدلاء عن ادوار المؤسسات الفلسطينية  ، لان الثابت  في التاريخ الفلسطيني ان المؤسسة الفلسطينية على صغرها كانت اللبنة الأولى في تعزيز الصمود الفلسطيني كمؤازر للشكل الرسمي لانه متأثر بالظروف السياسية ، وللهيئة علاقات وشراكات استراتيجية ومنذ أكثر من عشرين سنة مع مئات المؤسسات الفلسطينية  ، ولا يعني هذا أن الهيئة تقف جامدة على مؤسسات بعينها او هي اسيرة لها ولكن أن تدرج الجمعية ضمن مؤسسات الانتفاع لدى الهيئة يحتاج إلى  اجراءات وتاريخ من العلاقة طويل ولكن ي كل الاحوال يجب ان تثبت اهليتها القانونية ومشروعيتها في علاقتها مع الفئات المستهدفة والمشاريع المنفذة من خلالها  وفق سلسلة من التوثقيات الادارية والمالية والاعلامية بالاضافة للقانونية .

س6 : كيف تتم  العمليات المالية في نظام الهيئة ؟

تتبع الهيئة نظام معقد في صرف الاموال وسلسلة من الاجراءات بالاستعانة بخبراء في التدقيق المالي وتدرب على الدوام طواقمها على ما استجد من اليات عمل، والمميز الاكبر في الهيئة الذي يختلف عن الكثير من المؤسسات الدولية ، هو حرص الهيئة  إيصال الأموال مباشرة من مركزها في الإمارات إلى الجهات المستفيدة من جمعيات أو الشركات الفائزة بالمناقصات المختلفة ويبقى دور مكتب فلسطين وطواقمها الفنية في عملية الإشراف والتدقيق القانوني والمهني وكذلك المتابعة والتوثيق الإعلامي والإداري  .

س7:  ما هي اليات توزيع المشاريع او المنح او المساعدات  لديكم  ؟

لايمكن وضع نظام جامد ولكن فيما يخص المشاريع الثابتة فان الهيئة تتلقى المئات من الافكار والمشاريعالسنوية وكذلك تقوم طواقم الهيئة ايضا بتقدير بعض المشاريع بماينسجم مع خطة التنمية الفلسطينية ، ويفرض علينا ثالثا ظروف الاحتلال المربكة تصعيد مشاريع ضرورية وعاجلة ، كل ذلك نبني عليه خطتنا ومشاريعنا مدعمة الاحصائيات والصور والتبرير واحيانا دراسات الجدوى الاجتماعية والاقتصادية  ، وفيما يتعلق بتوزيع المساعدات الموسمية او الطارئة ، فان الحدث عادة يفرض ذاته ولكن بالعموم فان الهيئة دائمة الاطلاع على الادبيات الصادرة من برامج الامم المتحدة ومراكز الاحصاء الفلسطيني وتوجيهات وزارة الشئون الاجتماعية باكل ذلك يرشدنا الى مؤشرات في الفقر والبطالة ومناطق العوز وبالتالي الاستهداف ، وبالتالي فنسب التوزيع متغيرة سنة بعد سنة ، وهذا براينا يبقى عمليات المساعدة متوازنة وعادلة ، ولكن لدينا فقط انحياز ايجابي لمحافظة القدس وذلك للخصوصية التي تتمع بها ، يليها محافظات قطاع غزة لظروف الحصار  المعروفة و اخيرا لمحافظة الخليل كونها الاكبر  في التعداد السكاني . 

س 8: ولكن هناك اشكالية باتت معروفة حول تعدد وتضارب برامج الايتام ، كيف يمكن حل هذه الاشكالية ؟

ج : برامج كفالة الايتام يحتاج للكثير من الاعمال ونظرا لان الهيئة اكبر داعم لهذا القطاع فقد سعت منذ البداية الى شراكات مع المؤسسات العربية والاسلامية لتوحيد المعلومات ووضعها في اطار بنك جامع للمعلومات يصعد الاولويات وينفي الخلل ، واتفقنا مع الاخوة في صندوق الزكاة المركزي والمعنيين بوزارة الشئون الاجتماعية الى الاشراف على الجمعيات واللجان المنفذة لهذه الخدمة من خلال الحرص على ايصال هذه الكفالات الى مستحقيها والدقة في توثيقها حسب المانح دون خلط مقصود وعدم استخدام اموال الايتام في النفقات التشغيلية او في مشاريع تنموية دون علم اسر الايتام بها او موافقتهم عليها ، كل ذلك يتطلب عدة اليات قطعنا شوطا فيها من خلال التفاوض مع البنوك الفلسطينية لايجاد بطاقة لكل يتيم تمكنه من استخراج مستحقاته مباشرة ، وهذا له فوائد كبيرة في الضبط المالي من جهة وفي الحفاظ بقدر اكبر على كرامة المستفيدين ، وبراينا ان ان كل هذه الافكار سترى النور حيث تسعى الهيئة لوضع برنامج محوسب لكل ايتام فلسطين بالتعاون مع وزارتي الاوقاف و الشئون الاجتماعية وبقية الشركاء العرب والمسلمين .

 

 

 

س 8 هل برايكم تساهم اعانات الهيئة وبرامجها في خطط التنمية الفلسطينية    فعلا ام هي اعمال اغاثية تذهب دون جدوى   ؟

علينا ان نعترف ابتداء ان الهيئة واحدة من المؤسسات التي تحاول ان يكون لها دور في التنمية الفلسطينية البرئية من الشروط  لانها تعتبر ما تقدمه في اطار الواجب الاسلامي والعربي  وهي تسير  وفق المنهجية الفلسطينية في الاولويات ، طبعا البعض - وهو قليل -  يحاول على الدوام حصر العمل الخيري بالشكل الاغاثي ،وهذا غير صحيح على الاطلاق لان من يقرأ دور الصناديق والمؤسسات العربية وبالارقام يدرك انها الرقم الاكبر في اسناد الشعب الفلسطيني ، ونتحسر  عندما يرفع البعض القبعات للدعم الاخر  ويحاول تقزيم الدور العربي الاساسي في دعم الشعب الفلسطيني ،وعندما يحاول البعض اختزال العمل الانساني العربي بالطرود الغذائية وافطارات الصائم تزيد حسرتنا ، وعندما لاتلقى المؤسسات العربية والاسلامية التكريم المناسب والاشراك الحقيقي في الخطط الوطنية تزيد حيرتنا ، رغم ان العمل الخيري العربي والاسلامي بريء اولا من الشروط السياسية وثانيا هو منسجم مع الاولويات الوطنية وثالثا هو الداعم الرئيسي لصمود الشعب الفلسطيني وبالارقام في دور الدول العربية في الصناديق العربية وصندوق الاقصى واعمار غزة لاينكره الا اعمى ، ونحن ماضون في خدمة الشعب الفلسطيني ولكن مطلبنا بسيط ان يكون هذا الدعم واضح لدى الشعب الفلسطيني من قبل صانع القرار دون بخس .

س9 : ولكن على ارض الواقع اين توزع تمويل الهيئىة الاماراتية في الخمس سنوات ؟أي المائة مليون دولار؟

ج : هذا سؤال مهم من يقرأ التقرير يدرك ان اكثر من ستين مليون ذهبت في تعزيز القطاعين الاجتماعي والاقتصادي وحوالي ثمانية ملايين في تعزيز الخدمات الصحية واكثر من احدى عشر مليون في تعزيز الخدمات التعليمية وحوالي اربع وعشرين مليون في التدخلات الطارئة والاغاثية ، اذا نحن نتحدث عن اضعاف كبير للدور الطاريء والاغاثي لصالح القطاعات التنموية في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية

س 10: مسالة البرامج الاغاثية وخاصة الافطارات الرمضانية باتت تشكل ازعاجا للمسئول والمواطن الفلسطيني فما رايكم بهذه القضية ؟

ج : علينا ان نعترف ابتداء ان لشهر رمضان المبارك له طقوسه التضامنية التي لايجب ان نسقطها من قاموس الضمير العربي  والاسلامي ، ولكن دون شك ان هناك اشكالية في تنفيذ هذه البرنامج ولاسيما الافطارات الجماعية من خلال استحداث وسائل جديدة من جهة تلبي واجب التضامن ولاتضيع على الصائمين فضل واجر العمل  في هذا الشهر المبارك ، واقول بكل امانة ان الممارسات الخاطئة بالاضافة للمبالغة في موائد الطعام لم يكن المسبب لها المؤسسات العربية والاسلامية المعروفة التي مارست هذا العمل منذ عشرات السنين ولبت بشكل عام الهدف المنشود ، ولكن اقحام هذه الافطارات في  الامسيات الفنية او اعمال دعاية الشركات والغريب ان بعض المؤسسات الاجنبية البعيدة عن فهم خصوصية شهر رمضان مولت مشاريع الافطارات الرمضانية كل ذلك خلط المسائل  وادى الى مبالغات في الانفاق مماشوه الهدف العام لهذه الفكرة النبيلة التي مارسها المسلمون جيلا عن جيل للتضامن مع الفقراء من خلال المسجد او التكايا وغيرها ، وهذا لايعني ان المؤسسات العربية والاسلامية برئية تماما من الاخطاء ولكنها اشكاليات بالقطع لم تكن مقصودة او تم ممارستها بشكل خاطيء من قبل الشريك الفلسطيني ، وهذا الموضوع تم طرحه في الكثير من اللقاءات التي بادرت اليها هيئة الاعمال الاماراتية عبر سكرتيريا المؤسسات العربية والاسلامية بحضور ممثلين عن مكتب الرئيس ووزارات الشئون والاوقاف ،وتم الاتفاق على اقناع المانحين بتحويلها لمواد عينية او وجبات ساخنة بالاضافة الى تخفيض موازنتها والعمل على توجيهها فقط لصالح حلقات افطارات تضامنية مع مراكز المعاقين والمسنين والايتام ، مع ابقاء وتيرة الافطارات في ساحات الاقصى ومؤسسات مدينة القدس وضواحيها مفتوحة ومتعددة لخلق حالة تواجد عربي واسلامي  متميزة  مع تلافي سلبيات الاعوام الماضية بكل الامكانيات والحرص على جودة ما يقدم  والتعامل فقط مع مطاعم القدس وتعزيز المنتجات الوطنية .

 

 

 

 

 س 11 كيف تقيمون تجربة سكرتيريا المؤسسات العربية والاسلامية في فلسطين ؟

قبل ثلاث سنوات بادرت الهيئة بالتنسيق مع العديد من المؤسسات العربية والاسلامية الصديقة الى لقاءات تنسيقية بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية والداخلية والاوقاف الفلسطينية ومكتب الرئيس لشئون المساعدات الانسانية لاغراض خلق توزيع عادل للمساعدات الانسانية في المرحلة الاولى ، وتجددت اللقاءات باتجاه تعزيز هذا التكامل بتوزيع التركيز كل مؤسسة على جغرافيا  محددة ، ونحن نطمح بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية الى تعزيز هذه السكرتيريا لكي تكون فاعلة  ومتكاملة في كل التدخلات دون ان يلغي ذلك شخصية أي مؤسسة او يتدخل في شؤونها او يقلل من حجم مشاركتها اعتقد اننا نجحنا في الفكرة ونحن مستمرون جميعا في انجاز مؤسسة تعبر  عن تطلع العمل الانساني للمؤسسات العربية والاسلامية ذات الرؤية المشتركة المعبرة عن الحب والواجب المقدم للشعب الفلسطيني ، وقد عرضنا على محافظين الصناديق العربية الاشتراك بهذه الالية لمضاعفة الفائدة ونسال الله ان يتعاون الجميع لتعزيز التمويل العربي بشكل مركز ونافع ومتكامل .

س12: الا ترون ان هناك مبالغة في مسالة التوثيق الاعلامي لبرامجكم ؟

ج :نحن نعترف أن لدينا نظام متعب للمؤسسات وللمستفيدين في عمليات التوثيق الإعلامي ، ولكن عملية التوثيق تفي بغرضين لدينا الأول تعزيز الرقابة والثاني التبيان للمحسنين وفاعلي الخير عن كيفية ومكان صرف أمواله ، والمادة الإعلامية للصحافة المكتوبة أو المرئية بالعادة نختار ما يعرض منها بدقة دون أذية أو إهانة لأحد ، لكن أود التنبيه أن الصورة التي توثق عمليات التوزيع تبرز الصورة الحقيقة لكثير من المواطنين الفلسطينيين الذي لازالوا تحت سندان البطالة ومطرقة الفقر ، ومن الخطأ إخفاء هذه الصورة لتجميل الأوضاع الإنسانية لدى شعبنا فلا زالت نسب البطالة في حدود الثلاثين ولازال أكثر من مليوني فلسطيني تحت خط الفقر رغم التحسن الاقتصادي الطفيف ، ويجب الاعتراف أننا لازال في مرحلة تحرر وبناء وليس لدى الشعب الفلسطيني مكونات الدولة الكاملة المالكة لمواردها وسيادتها

س 13: هل تلمسون ان هناك إشكالية لدى  بعض الجمعيات الخيرية والتركيز على الأعمال الاغاثية ؟

ج : نعم هناك إشكالية في التركيز على الجوانب الاغاثية لدى العديد من الجمعيات الاغاثية ، أو بقاء التعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه حالة طارئة ، ولذلك تحاول الهيئة رغم أن محافظتها على العديد من البرامج الاغاثية أن تكون بمنأى هذه الإشكالية ولذا منذ البدء وضعت الهيئة برامج توليد الدخل ضمن أولوياتها ، وهي لديها فلسفة واضحة في تعزيز التنمية المستدامة من خلال البرامج الإنتاجية والزراعية والتسويقية ،ولذا هي أنشأت مصنع للأطرف الصناعية وعمدت لمد مئات الأسر بمكائن الخياطة و الأبقار والأغنام والدجاج البياض والآبار الزراعية ،وأكدت من برامج الرعاية الشاملة للأيتام تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي لعشرين ألف يتيم وأسرة متعففة ، وأنشئت الهيئة في سبيل ذلك وقفية للنحل في  محافظة طوباس ووقفية زراعية متكاملة في قطاع غزةومخابز  انتاجية في قطاع غزة ومشاغل خياطة في رام الله وسلفيت ومطابخ خيرية في أريحا ورام الله وطولكرم وقلقليةومصنع للصابون والتدريب المهني في  محافظة جنين وساهمت في انتاجية الحليب في محافظة الخليل والبرامج بهذا الصدد كثيرة يصعب حصرها ولكن كلها على هذا المنوال المتجدد وفق الحاجة والاهمية والجدوى .

س 14: هل هناك صعوبات وعقبات تواجه الهيئة ؟

ج : تعاني الهيئة في أعمالها من عدة عقبات وصعوبات أولها ضعف العديد من المؤسسات المحلية في إدراك أولوياتها التنموية الفلسطينية ، وتكاسل المستفيدين من تصويب الأخطاء التي تمارسها العديد من المؤسسات عند انجاز تطبيق برامج الهيئة في مناطقها وثالثها ازدواجية الدعم وتماثله بما يؤدي لإسراف في النفقات دون أن تكون خطة وتنسيق كامل مع الجهات الكبيرة وصاحبة الخبرة في توجيه الدعم وتوزيعها ، ورابع هذه الإشكاليات محاولة زج الأعمال الإنسانية في أشكال سياسية أو تفرقة  جغرافية وخامس هذه الإشكالية سوء توزيع المساعدات داخل المنطقة الواحدة من خلال استئثار المدينة للمساعدات على حساب القرى والمخيمات أو العكس

س 15: لماذا التركيز على الأقصى في برامجكم ولماذا فقط الافطارات في شهر رمضان ؟

ج :الهيئة تركز على القدس و المسجد الأقصى دون شك وهي الجهة المتصدرة وفق التقارير الرسمية لخدمة الصائمين في المسجد الاقصى  وتحديدا في شهر رمضان المبارك والمسالة ليست طعام و لا شراب فقط ولكن تريد الهيئة من خلف ذلك إرسال رسالة تواصل محبة ومساندة من الشعوب العربية والمسلمة  للشعب الفلسطيني المظلوم في شهر الخير والعطاء والإنسانية رمضان ، وهذا لا يعني أن الطعام والشراب هو برنامج الهيئة الوحيد بل للهيئة حضور في قلب المسجد الأقصى من خلال أعمال الصيانة والنظافةوتزويد ساحاته بالمظلات الواقية من الحرارة وسيارات للنظافة واخرى لنقل الموتى  تم اعتمادها للتوريد - بحمد الله - وعرضنا على الاخوة في الاوقاف ترميم شامل للحمامات  - ولازالت النية معقودة  - اما في قلب القدس فهناك ترميم  مستمر للمؤسسات والمدارس  تحديدا و قد شارفت مدرسة مخصصة للايتام على الانتهاء ، وتم تزويد مدارس الكفيف بباصات للنقل والمعهد العربي للايتام باجهزة الحاسب التعليمي المحتوية على المنهاج الفلسطيني (نت كتابي ) وبخصوص المشافي وخاصة مستشفى المقاصد فللهيئة  حضور دائم في الدعم من خلال الاجهزة الطبية والمستلزمات وغذاء المرضى والمغتربين  جنبا إلى جنب مع مشاريع الأسر المنتجة وكفالة الأسر المتعففة ناهيك عن عشرات البرامج الاغاثية والعينية والمادية كل ذلك بالتنسيق مع كل الجهات والجمعيات الرسمية والمرخصة هنام ولاسيما دائرة الأوقاف الإسلامية.

س 16: هل هناك نية للاستمرار في برامج الهيئة في فلسطين في المستقبل؟ وماهي استراتجية الهيئة في المرحلة القادمة

ج :الهيئة تتطلع في المرحلة القادمة لتعزيز تواجدها الميداني في المحافظات الكبيرة ، وانجاز شراكات متعددة مع الجهات الدولية وجعل خطتها تسير بشكل اكبر جنبا إلى جنب مع الخطة الفلسطينية التنموية و توسيع برامج كفالات الأسر المتعففة باليات تنموية ، والتركيز أكثر على برامج الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والاهم ادخال برامج الزراعة والطاقة والمياه بشكل اكبر  ، وتعزيز العيش الكريم للمناطق البدوية 

 

المزيد من الصور
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات  فقط والتمكين هو هدفنا القادم
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات  فقط والتمكين هو هدفنا القادم
ابراهيم الراشد : قدمنا اكثر من مائة مليون دولار في خمس سنوات  فقط والتمكين هو هدفنا القادم
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017