أثارت التسجيلات الصوتية لابن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير نتنياهو، التي كشف عنها النقاب مساء اليوم، الإثنين، في القناة الإسرائيلية الثانية، سلسلة من ردود الفعل الحادة في الكنيست وخارجها.
ويأتي الكشف عن هذه التسجيلات في ظل عدد من قضايا الفساد التي يجري التحقيق فيها، والتي يشتبه فيها بتورط رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في عدد منها.
وقالت عضو الكنيست، زهافا غلؤون، إن التسجيلات تثير شبهات بأن القرارات التي اتخذها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشأن خطة الغاز الحكومية، وخاصة بما يتصل بمصالح كوبي ميمون، موبوءة بالفساد العميق، حيث منحت ميمون مليارات الشواقل على حساب الخزينة العامة، وعلى حساب المواطنين.
وأضافت أنه إذا صحت هذه التسجيلات فإن ذلك يعتبر "خيانة لثقة الجمهور لم يسبق لها مثيل". ودعت الشرطة إلى العمل بدون تأخير، واستجواب يائير نتنياهو وأوري ميمون، ابن كوبي ميمون، في إطار التحقيق في القضية.
وقال رئيس "المعسكر الصهيوني"، آفي غباي، الذي استقال من الحكومة في أعقاب خطة الغاز التي عارضها بشدة، إنه عندما حارب من داخل الحكومة ضد الخطة الفاسدة قال "من الواضح أن هناك شيئا كبيرا لا يعرفه أحد. فهناك ما قيل، وهناك أمور لا تزال خفية عن الأعين".
وقالت عضو الكنيست ميخال بيران، من كتلة "المعسكر الصهيوني"، إن نتنياهو هو "رئيس عائلة إجرام"، مضيفة "لدينا شهادة على أنه يوجد سياسي تدبر أمر حصول أصدقائه على أموال على حساب الجمهور، ويوجد رئيس حزب، هو غباي، والذي عمل من أجل منع الفساد، واستقال على هذه الخلفية من الحكومة. والجمهور سوف يحكم على ذلك،".
وكتب رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، في تغريدة على تويتر محملا رئيس الحكومة المسؤولية، باعتبار أن ابنه قد "نشأ في مستنقع فساد آسن، مع منافع بالمليارات وصفقات ظلامية على حساب المواطنين"، مضيفا أن "الفساد يشع من كل الشاشات. قانونيا سوف يستمر ذلك، وأخلاقيا هذه هي النهاية".
وقالت عضو الكنيست ميراف ميخائيلي إن "النشر عن يائير نتنياهو ليس إعلاما أصفر، فهذا النشر عن ابن رئيس حكومة وهو يرتكب مخالفة جنائية في الدفع نحو الدعارة بعد أن ارتاد نادي التعري، ويفكر بالقوادة".
وقالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، من كتلة "المعسكر الصهيوني"، إن الحديث عن سلوك منحرف ومنفر وفظ واشتهاء نساء باستخدم مركبة رسمية وحراسة على حساب الدولة".
وأضافت "هذا إفلاس أخلاقي يلزم الإدانة. ومن كان لديه شكوك بشأن خطة الغاز، فقد جاءت شهادة يائير نتنياهو في أوج نهب موارد الدولة، وهو يطالب بالعشور من المليارات التي وزعها والده".
وقال عضو الكنيست إيتال كابل، من كتلة "المعسكر الصهيوني"، بعد سنة ونصف من حرب نتنياهو على تمرير خطة الغاز، واعتبرها معركة حياته، فإن محادثة ابنه يائير مع ابن ميمون تبدو وكأن الحديث عن أموال والده، وليست أموال الجمهور، فالأولاد الكبار أيضا يقولون ما يسمعونه في البيت".
وقال الصحافي دان مرغليت إن "قانون الحوانيت يبدو صغيرا إزاء ما يفعله يائير مساء السبت على حساب الدولة. ومن شارك في حديث المخمورين هو حقير".
وقالت حركة "نعمات" النسائية إن الحديث عن أقوال منفرة وبأسلوب مهين وصادم تجاه النساء. وأضافت أنه على رئيس الحكومة أن يصدر اليوم، وبدون تأخير، إدانة قاطعة للأقوال الخطيرة والعنيفة هذه. وتابعت أنه "إذا كان هذا التعامل مع النساء في شارع بلفور (مسكن رئيس الحكومة)، فليس من المفاجئ أن تضطر النساء للنضال من أجل ما كان يفترض أن يكون مفهوما ضمنا".
من جهته عقب نتيناهو الابن على النشر، وقال إن الحديث عن تسجيلات خفية وغير قانونية من محادثة جرت قبل سنتين ونصف. وادعى أنه "في محادثة ليلية، وتحت تأثير الكحول، قلت أقوالا هي محض هراء عن النساء وأمور أخرى ما كان يجب أن تقال".
كما ادعى أن أقواله لا تمثله، وأن ما قاله لصديقه كان من قبيل المزاح غير الموفق، وأنه لم يكن يكترث لخطة الغاز، وليس على علم بتفاصيلها.