نابلس: كتب امين ابو وردة
ينهمك الناشطان ماهر خرمة ومحمد عبد الفتاح من مخيم بلاطة مطلع كل اسبوع في الترتيب والتحضير لزيارة شخصية او اكثر تركت بصماتها في بيئة المخيم على مدار حقب زمنية متتالية خاصة في مجال التعليم والرياضة والعمل المجتمعي.
وانطلاقا من واجب تقديم العرفان والتقدير لشخصيات قدمت على مدار عمر المخيم بصمات في بناء الانسان برزت مبادرة من ازقة مخيم بلاطة شرق نابلس لتكريم شخصيات تركت ارثا هاما في اركان المخيم في عقود غابرة.
ويقول خرمة " انطلقت الفكرة قبل عام من اجل زيارة اشخاص لهم فضل على اهالي مخيم او مسنين على فراش المرض، ثم اضحت مبادرة متواصلة لتقدير كل شخص ترك بصمات في المخيم سواء مدرسين او مدراء مدارس ورياضيين واطباء وعاملي نظافة".
زميله محمد عبد الفتاح يشعر بالفخر ان النبتة التي انطلقت قبل عام اصبحت نشاطا شبه اسبوعي يتسابق فيه كوادر ونشطاء للمشاركة فيها، منوها الى ان تكاليف الدرع المقدم من جيوب المشاركين وليست من تمويل جهات او مؤسسات.
مواقف عاطفية ابكت الرجال المتقاعدين والزوار عندما تعود بهم الذاكرة لسنوات السبعينات والثمانينات وكيف كان التعليم وقتها ومخرجاته رغم ظروف العيش القاهرة ومدى احترام المعلم وتقديره ومقارنة ذلك بالوضع الحالي.
المربي المتقاعد احمد دولة في منزله بالجبل الشمالي بمدينة نابلس استقبل وفد مبادرة الوفاء للعهد بحفاوة بالغة واصر على معرفة وتدوين اسماء كل المشاركين وتذكر عوائلهم فردا فردا كما عرض صورا لذكرياته في فترة تدريسه بالمخيم.
العميد سعيد فارس احد تلاميذ المربي دولة استعرض ذكريات الفترة التي عمل فيها بمدرسة ذكور مخيم بلاطة والعلاقة التي جمعت بين المدرسين وتلاميذهم والمحفورة بالذاكرة.
في منزل المربي المتقاعد عيسى السرهد انهمرت الدموع لدى دخول 16 عضوا من المبادرة باحة المنزل والتعرف عليهم واحدا واحد ليتبين انه يعرف اباء بعضهم ممن علمهم.

ولم يختلف الامر في منزل المربي خضر الكوبري الذي عمل مدرسا في مدارس المخيم ثم مديرا لاحدى المدارس فيها وعقبها مديرا لمنطقة نابلس في وكالة الغوث الدولية، كما كان من مؤسسي مركز شباب مخيم بلاطة.
وفي كلمة المبادرين يوجه الشيخ احمد شوباش مفتي محافظة نابلس عبارات رصينة يقدم فيها الشكر للمتقاعدين والمربين الذين اضاؤوا الطريق امام الاجيال المتلاحقة وتركوا تراثا ايجابيا في نفوس الاف الاسر الذين تلقوا تعليما عل ايديهم . واضاف ان هذه المبادرة لفتة مهمة وايجابية لاعطاء اصحاب الهامات العالية لمسة تقدير ولو رمزية عرفانا لعطائهم الغير محدود، معتبرا المشاركة في تلك الزيارات محمود ويثاب عليه الداعي والمشارك.
والى جانب المربين المتقاعدين تم زيارة رجال اعمال تركوا بصمات في العمل الخيري في المخيم مثل رئيس ملتقى رجال الاعمال ناصر الصوالي، وامام مسجد المخيم القديم ابراهيم البكري وعمال نظافة متقاعدين ومرضى كبار بالسن واسرى محررين امضوا سنوات طويلة في الاسر.
ويفخر الدكتور يحيى ندى بمشاركته بتلك الزيارات لانها تقدم الشكر لشخصيات صنعت جيلا متعلما ومناضلا ويتفق معه الوكيل المساعد في وزارة الداخية يوسف حرب باهمية هذه اللفتة والمبادرة لرد الجميل لشريحة قدمت كل ما لديها للاجيال وارست قواعد قوية.
ويتذكر خرمة وعبد الفتاح مواقف ابكت الجميع مثل زيارة المربي المتقاعد خليل ابو شميس وعلي الصيرفي عندما تم اعادة عقارب الساعة لسنوات الثمانينات وذكريات التعليم.