الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حكاية الحجة نايفة مع الاستيطان
تاريخ النشر: الأثنين 22/01/2018 12:01
حكاية الحجة نايفة مع الاستيطان
حكاية الحجة نايفة مع الاستيطان

 د. خالد معالي

على وقع ضربات حفارات وجرافات المستوطنين، في منطقة "خلة المظهر" غر ببلدة كفر الديك؛ تبكي امرأة فلسطينية على ما آل إليه حال أرضها الطيبة المباركة، التي كانت تدر عليها سمنا وعسلا .

ذكريات وحنين، ومشاعر الارتباط بالأرض، وجذور ممتدة لمئات السنين، تحاول التحدث عنها الحجة نايفة الديك من بلدة كفر الديك غرب سلفيت، محاولة الحديث عن تجريف أرضها في  منطقة "خلة المظهر" غرب بلدتها على يد المستوطنين.

الحجة نايفة تقوم كل يوم بالذهاب إلى أرضها لتحميها من جرافات الاحتلال في  مستوطنة "ايلي زهاف"، وتتعارك أحيانا مع الجنود والمستوطنين، على أمل وقف تجريف أرضها لكن دون جدوى، مع جنود مدججين بالسلاح، مقابل فلسطينية لوحدها فوق أرضها.

نايفة، كانت تزرع أرضها بكل أنواع المزروعات من التين والعنب، والخروب، والمزروعات الشتوية والصيفية، حيث كانت مع خيوط الشمس الأولى تذهب لأرضها وسط الفرحة والبهجة والسعادة الغامرة.

 لكن بعد شروع الاحتلال ببناء ثلاث مستوطنات غرب كفر الديك وهي: بدوئيل، وايلي زهاف، وليشم، أخذت جرافات الاحتلال تقترب من أرضها لتجريفها، وتصدت لهم بكل صلابة ، إلا أن الجنود يبعدونها عن أرضها كل يوم لتواصل تجريف الأرض التي عشقتها.

نايفه تقول عن أرضها أنها كانت يوما أرضا شاسعة وتشرح القلب كما تصفها؛ أراضي زراعية ورعوية كنا نعمرها بسعادة بالغة؛ وكانت حياتنا  بدائية تغمرها السعادة والبساطة؛  ونعيشها بكل بهجة  وفرحة ورضا تام؛ وكنا نفلح هذه الأرض في المنطقة والأراضي التي حولها ونرعى الأغنام؛ ونزرع أغراس الزيتون؛ إلى أن جاء المستوطنون وحولوا المنطقة كله إلى مصانع استيطانية ضخمة تتبع مستوطنة "ايلي زهاف " الصناعية التي تتوسع كل يوم في ظل غياب تام من قبل الإعلام أو المؤسسات الحقوقية".

وتتذكر نايفة ما كانت تزرع قبل مجيء المستوطنين، وتقول بأنها كانت تزرع  كل أنواع النباتات تقريبا؛ تزرع العدس والقمح والشعير والفقوس والبامية وغيرها؛ وكانت نجمع العسل من الجبال وكانت لا نفارق المنطقة على مدار السنة، وتجمع الخروب والعكوب والشومر؛ وألان لا تقدر على الوصول لما تبقى من أرضها؛ فكلها أصبحت مصانع تتبع لشركات ضخمة ومستثمرين يهود ومصانع أخرى تتبع لجيش الاحتلال على حساب أراضيها .

الحسرة والألم الذي بات مسكنا للحجة نايفة، يضرب كافة أهالي بلدة كفر الديك الذين يسمعون ضربات جرافات المستوطنين من داخل مساكنهم ، دون أن يقدروا على منعهم أو وقف التجريف، فالجيش يراقب التجريف ويحمي المستوطنين.

 25 مستوطنة في محافظة سلفيت، تستنزف أراضي 18 تجمع سكاني فلسطيني في المحافظة، و150 في الضفة تستنزفها أيضا بواقع 750 ألف مستوطن، ولا حياة لمن تنادي، بحيث باتت سلفيت ثاني محافظة في الاستهداف الاستيطاني بعد القدس المحتلة التي هي الأخرى بات على موعد من التهجير المتواصل بهدف إسكان المستوطنين، مكان الفلسطينيين الذين عمروها آلاف السنيين، لنستفيق بعد مفاوضات 24 عاما على دولة للمستوطنين في الضفة، بدل دولة فلسطينية!

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017