نفت رواندا أن تكون قد وقعت على اتفاق سري مع إسرائيل لاستيعاب طالبي اللجوء الأفارقة، وأوضحت أن أبوابها مشرعة أمام من يصل إلى حدودها بإرادته ولكن ليس بالإكراه.
ونشرت حكومة رواندا، الليلة الفائتة، بيانا، قالت فيه إنه في ظل الشائعات التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام، فإن حكومة رواندا تعلن أنها لم توقع أبدا على أي اتفاق سري مع إسرائيل بشأن توطين مهاجرين أفارقة.
وقد صدر هذا البيان في أعقاب التظاهرة التي نظمها طالبو لجوء من إريتريا أمام سفارة رواندا في "هرتسليا".
كما جاء في البيان أنه "في أيام أزمة الهجرة العالمية هذه، فإن رواندا تطلب مجددا وتؤكد على عزمها المساهمة قدر الإمكان في مسألة الرجال والنساء والأطفال الذين يجدون أنفسهم في مسلك المهجر الخطير".
وأضاف البيان أن "موقف رواندا من المهاجرين، مهما كانت أصولهم، قد تمت بلورته وتغذيته بمشاعر التعاطف مع الأخوة الأفارقة الذين يلقون حتفهم في أعماق البحار أو يباعون في الأسواق كالأبقاء أو يتم طردهم من الدول التي طلبوا اللجوء إليها".
وتابع البيان أن حكومة رواندا على استعداد للمساعدة بقدراتها المحدودة في استقبال كل من يصل حدودها وبحاجة إلى سقف يأوي تحته، برغبته وليس غصبا عنه. وأنه في هذا السياق فإن سياستها تجاه الأفارقة الذين هم بحاجة إلى مأوى، مؤقت أو دائم، ستبقى سياسة "الأبواب المفتوحة".
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "هآرتس"، إن مسؤولين في حكومة رواندا سبق وأن أكدوا أنه يوجد اتفاق مع إسرائيل، بيد أنهم لم يدلوا بأية تفاصيل بشأنه.
وفي مقابلة مع صحيفة "هآرتس" في نيسان/أبريل 2017، قال رئيس رواندا، بول كاغامي، إن "هذا موضوع شائك. لقد قررت إبقاء الأمور على ما هي عليه. لقد وافقنا على أن يكون لنا دور، ليس من أجل مساعدة إسرائيل فقط، وإنما لمساعدة الناس أنفسهم، وفي محاولة لمنع تحول هذا الموضوع إلى قضية أكبر".
وفي حديثه عن مصلحة رواندا في الاتفاق، قال كاغامي "أولا، من أجل تعزيز العلاقات مع إسرائيل"، وذلك بداعي وجود أمور كثيرة يمكن أن تساعد إسرائيل رواندا فيها.
يذكر أن وزيرة خارجية رواندا، لويز موشيكوابو، قد صرحت، قبل نحو شهرين، أن بلادها على استعداد لاستيعاب نحو 10 آلاف طالب لجوء أفريقي في إسرائيل. ورغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أعلن أنه قام بتعديل الاتفاق مع رواندا في أيلول/سبتمبر، إلا أن وزيرة الخارجية صرحت بعد ذلك بشهرين أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن، وأن المفاوضات لا تزال مستمرة، وتتركز على المسؤولية عن رفاهية اللاجئين في الدولة المستوعبة لهم.
إلى ذلك، تظاهر، يوم أمس الإثنين، نحو ألفي طالب لجوء أفريقي أمام سفارة رواندا في "هرتسليا"، وذلك احتجاجا على خطة طردهم إلى هناك.
عرب 48