قبل 4 شهور، قررت شركة "تويتر" زيادة عدد الحروف والمساحات في كل رسالة تنشرها من 140 إلى 280. وقالت إن هذه زيادة تجريبية (100 الحد الأقصى بالنسبة للهاشتاغ). لكن، اشتهرت "تويتر" بالرقم 140، ومنها عنوان هذا الكتاب: "حروب 140 حرفاً: كيف يغير الاعلام الاجتماعي نقاش مشاكل القرن الحادي والعشرين".
مؤلف الكتاب هو ديفيد باتريكاراكوس، أستاذ الصحافة في جامعة ييل (ولاية كونيتيكت)، وكاتب تعليقات في صحيفة "بوليتيكو" (صغيرة، تصدر في واشنطن، وتركز على السياسة).
هذه بعض فصول الكتاب:
الصحفي: صراع بين الخبر والقتل. الجندي: الحروب الرقمية في ساحة القتال. محارب "فيسبوك": الدولة الافتراضية. الحرب: انتقام حروب النجم. الديكتاتور الحديث: مغامرات في عالم غير واقعي. المواطن: مواجهة دول عملاقة. حرب الإرهاب: جالوت يواجه آلافاً من رماة النبال.
يمثل كل واحد من هذه الفصول موضوعاً عن دور الإنترنت في الحروب والنزاعات والمشاكل.
يمثل الفصل الأول "الصراع بين الخبر والقتل"، تغطية الحرب الأهلية في أوكرانيا بين المقاتلين المؤيدين للروس (وتؤيدهم روسيا عسكرياً وسياسياً)، وبين الحكومة التي صارت لها ميول غربية، وكانت هذه الميول من أسباب اشتعال الحرب الأهلية.
كان المؤلف يغطي الحرب بطريقة تقليدية عندما اكتشف، وهو في غرفته في فندق في العاصمة البولندية وارسو، أن "تويتر" تنقل تفاصيل عن الحرب لم يجدها في أي مصدر آخر. وجد أن مسؤولة الإمدادات العسكرية للقوات الأوكرانية المسلحة تنشر صفحة في موقع "فيسبوك"، وفيها معلومات عن هذه الإمدادات، وأماكن تواجد جنود الحكومة، والمقاتلين المعارضين.
لهذا، كتب في الكتاب: "عادة، تعتبر المعلومات العسكرية التي ينشرها الإعلام التقليدي جزءاً من العمليات العسكرية. لكن، وجدت في حرب أوكرانيا أن العمليات العسكرية صارت تعتبر جزءاً من المعلومات العسكرية، وغير العسكرية، في مواقع التواصل الاجتماعي".
أثبت الكتاب هذا في الفصول التالية، حيث انتقل المؤلف من قتال إلى قتال، ومن صراع إلى صراع:
في فرنسا، قابل إسلامية متطرفة صارت تعطف على تنظيم داعش بعد أن تابعت مواقع التنظيم (ومواقع مؤيديه والعاطفين عليه) في الإنترنت. وسمى المؤلف العملية "الخلافة الافتراضية".
في بريطانيا، قابل مدمن إنترنت قرأ عن إسقاط طائرة مدنية ماليزية، في عام 2014، وهي في طريقها من هولندا إلى إندونيسيا. أسقطت فوق أوكرانيا، وتبادل الجانبان المتقاتلان هناك اتهامات إسقاط الطائرة. وجنّد مدمن الإنترنت نفسه ليحقق في الموضوع. ونشر معلومات بأن المقاتلين المؤيدين لروسيا هم الذين أسقطوا الطائرة. فعل ذلك بدون أن يترك منزله، اعتماداً على عشرات المواقع الإخبارية والتواصلية في الإنترنت.
في فلسطين، قابل الفلسطينية فرح بكر التي، عندما كان عمرها 16 عاماً في عام 2014، غطت غارات إسرائيلية على غزة في صفحتها في "تويتر". ونقلت تغطية حية للغارات بتليفون موبايل. ودخلت في "حرب إلكترونية" مع إسرائيليين، بعضهم جنود، وبعضهم اشترك في الغارات.
قال عنها الكتاب: "في حروب الإنترنت، انتصرت فرح؛ لأنها كانت الأضعف. كانت فتاة واحدة صغيرة السن في مواجهة واحد من أقوى جيوش العالم".
في العراق، قابل المؤلف مشتركين في حرب داعش عندما انطلقت من هناك باسم "الخلافة الإسلامية". وركز على نشاطاتها في الإنترنت، خاصة في "فيسبوك" و"تويتر". وكتب: "استغلوا التكنولوجيا الجديدة التي صورتهم أكبر من حجمهم الحقيقي. وأخافوا أكثر من خطرهم الحقيقي الأعداء القريبين والبعيدين".
في وزارة الخارجية في واشنطن، قابل المؤلف دبلوماسيين غطّوا حرب داعش إلكترونياً. قالوا إنهم، في عام 2014، دخلوا في "حرب إلكترونية" مع داعش. استغلوا هاشتاغ داعش: "التصميم سيهزم أميركا". ونشروا آلاف التغريدات التي تؤيد السياسة الأميركية. لكنهم، في نهاية اليوم، وجدوا أن الهاشتاغ لقى أكثر من 100,000 تغريدة. منها واحد في المائة فقط أيدت السياسة الأميركية.
وكتب المؤلف: "لم تقدر أكبر دولة في العالم على مواجهة ناس يغردون في منازل شبه مهدمة، أو في قلب الصحراء، أو في غرف نومهم".