قرَّر حزب الوفد (ليبرالي) بمصر، السبت 27 يناير/كانو الثاني 2018، عدم الدفع بمرشح بانتخابات رئاسة البلاد، المقررة في مارس/آذار المقبل، التي لم يتقدم لها حتى اليوم سوى الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، رغم أن باب الترشح سيُغلق بعد غد الإثنين.
جاء الإعلان عن القرار خلال مؤتمر صحفي عقده الحزب، عقب اجتماع لهيئته العليا بمقره بحي الدقي، غربي القاهرة، مساء اليوم، لبحث مقترحات بالدفع بالسيد البدوي رئيس الحزب في الانتخابات.
وخلال المؤتمر، قال هاني سري الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الحزب قرر عدم الدفع بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتجديد التأكيد على قراره السابق بتأييد انتخاب السيسي لفترة رئاسية ثانية لـ"مواجهة المؤامرات التي تواجهها مصر، التي لن يستطيع إلا السيسي مواجهتها"، دون تفاصيل عن تلك "المؤامرات"، غير أن المفردة يستخدمها السيسي ومؤيدوه كثيرا.
وأضاف سري الدين أن اجتماع الحزب اليوم، كان لمناقشة مقترحات تطالب الحزب بالدفع بمرشح رئاسي.
وفي وقت سابق اليوم، قال ياسر حسان، مساعد رئيس الحزب ورئيس لجنة الإعلام للأناضول، إن الهيئة العليا للحزب قررت بالأغلبية عدم الدفع بالبدوي في الانتخابات الرئاسية.
القرار جاء بالأغلبية
ولم يكشف سري الدين أو حسان، عدد أعضاء الهيئة العليا للحزب (تضم 60 عضوًا) الرافضين للقرار، غير أن تقارير صحفية كشفت أن القرار جاء بالأغلبية.
وتنص اللائحة الداخلية للحزب، على موافقة ما يزيد على نصف أعضاء الهيئة (50% +1) لاتخاذ القرارات.
بدوره، أكد ياسر الهضيبي، مساعد رئيس حزب الوفد، في تصريحات صحفية، مساء السبت، أن "البدوي ملتزم بقرار الهيئة العليا للحزب، ولن يترشح مستقلاً في انتخابات الرئاسة".
وكان البدوي، تقدم أمس الجمعة، بطلب لجهة تتبع وزارة الصحة لإخضاعه للكشف الطبي، تمهيدًا للترشح.
وفي 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلن حزب الوفد رسميا تأييد السيسي لفترة رئاسة ثانية، غير أنه عاد وناقش الدفع بمرشح لمنافسته، في خطوة مفاجئة أثارت انتقادات لاذعة للحزب على منصات التواصل الاجتماعي بالبلاد.
وأُغلقت أمس الجمعة، مدة التقدم بطلبات إجراء الكشف الطبي، وهو أحد شروط التقدم بأوراق الترشح للجنة الانتخابات.
وقال عماد كاظم، رئيس المجالس الطبية المتخصصة، المعنية بالكشوفات الطبية الخاصة بالانتخابات الرئاسية، في تصريحات صحفية أمس الجمعة، إن "8 أشخاص فقط تقدموا بطلبات الكشف الطبي"، من بينهم السيسي، وخالد علي الذي تراجع عن الترشح، والسيد البدوي، بجانب 5 أشخاص آخرين (لم يسمهم).
ومؤخرًا تراجع اليساري خالد علي، عن خوض سباق رئاسيات مصر، ليلحق بالعسكري المتقاعد، الفريق أحمد شفيق، والسياسي المصري محمد أنور عصمت السادات.
فيما أعلن الجيش المصري، الثلاثاء الماضي، رفض إعلان رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، سامي عنان، اعتزامه الترشح، معتبراً أنه مخالفا للنظم العسكرية كونه لا يزال تحت قوة الاستدعاء، وسط حالة من الغموض حول مصيره عقب استدعائه للتحقيق العسكري.
ومن المقرر أن تجرى رئاسيات مصر المقبلة، من 26 إلى 28 مارس/آذار المقبل، على أن تجرى جولة الإعادة فيما بين 24 و26 أبريل/نيسان المقبل، حال عدم حصول مرشح على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى.
ولم يتقدم بأوراق ترشحه إلى لجنة الانتخابات لخوض السباق حتى اليوم، سوى السيسي، وفق ما أعلنته اللجنة.
وفق القنانون هكذا ستذهب الأمور
ووفق قانون الانتخابات الرئاسية، يتم الاقتراع، حتى لو تقدم للترشح مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقي المرشحين، على أن يعلن فوزه حال الحصول على 5 بالمائة من إجمالي عدد من لهم حق التصويت، والبالغ عددهم نحو 60 مليون شخص.
وفي حال عدم حصول المرشح على هذه النسبة التي تُقدر بـ 3 ملايين صوت، تعلن هيئة الانتخابات فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال 15 يومًا على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة.
هاف بوست عربي