الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
حملة "شتاء دافئ في فلسطين" تغيث العائلات البدوية في قرية امريحة بعد أن اجتاحت السيول مساكنها
تاريخ النشر: الأحد 28/01/2018 19:02
حملة "شتاء دافئ في فلسطين" تغيث العائلات البدوية  في قرية امريحة بعد أن اجتاحت السيول مساكنها
حملة "شتاء دافئ في فلسطين" تغيث العائلات البدوية في قرية امريحة بعد أن اجتاحت السيول مساكنها

جنين-لم تكد العائلات البدوية في قرية امريحة "20 كلم" غرب جنين، تنته من ضخ مياه الأمطار التي تدفقت إلى خيامها ومساكنها بدائية الصنع، جراء المنخفض الجوي الأخير، إلى الخارج، حتى كانت طواقم هيئة الأعمال الخيرية الأسترالية، من أول الحاضرين إلى هذه القرية المهددة، لتقدم ما أمكن من مساعدات عينية تمكنها من تجاوز نوائب المحنة التي حلت بها.
وأطلقت هيئة الأعمال الخيرية، حملة "شتاء دافئ في فلسطين"، عشية فصل الشتاء الحالي، لتستهدف التجمعات البدوية والمناطق النائية والمهددة ومراكز إيواء المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الأراضي الفلسطينية.
وبدا مشهد ستينية من عائلة حمدوني، مأساوي للغاية حيث كانت ملابسها متسخة بالوحل الناجم عن اختلاط مياه الأمطار بالتراب، عندما تدفقت إلى الخيمة التي تعيش فيها برفقة والدتها العجوز وابنتها الوحيدة طالبة الصف العاشر الأساسي.
سيول وخسائر
وتسببت مياه الأمطار التي سرعان ما تحولت إلى سيول في أنحاء متفرقة من الأراضي الفلسطينية، وتحديدا في منطقة الشمال، بإلحاق خسائر مادية فادحة في الممتلكات، وتحديدا في التجمعات البدوية التي تعيش فيها مئات العائلات في ظل ظروف صعبة للغاية، وتفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية.
"الحياة هنا صعبة ولا تكاد تطاق، ولكن لا يوجد بديل"..بهذه الكلمات بدأت المواطنة حمدوني حديثها عن الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي قرية امريحة التي يبلغ عدد سكانها نحو 500 نسمة، وتقع في منطقة جبلية بين مستوطنات "حرميش" غربا على بعد 2كم، و"مافودوثان1" و"مافودوثان 2" شرقاً على بعد 4كم، بمحاذاة شارع جنين-طولكرم الذي أغلقه جيش الاحتلال لسنوات طويلة.
أصول العائلات
وتعود أصول أهالي هذه القرية النائية، إلى قرية السنديانة المهجرة بالقرب من مدينة حيفا داخل الخط الأخضر، والتي هجرها أهلها إبان نكبة عام 48، ليستقروا في خيام في منطقة اللِجة الواقعة بين يعبد وعانين، حيث استقروا هناك نحو 20عاما، وبعد حرب عام 1967 أقدمت سلطات الاحتلال على طردهم من جديد واقتلاع خيامهم ليهجروا مرة أخرى إلى منطقة امريحة والتي هي بالأصل امتدادا لأراضي مدينة يعبد المجاورة.
ولم تكتف سلطات الاحتلال، بتهجير سكان القرية على مدار سنوات الاحتلال، بل عمدت إلى عدم الاعتراف بالقرية ووصفها بأنها تجمع غير مشروع في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو، حيث تفتقر القرية حتى اليوم إلى الحد الأدنى من البنية التحتية، فلا توجد بها مدرسة ولا عيادة ولا حتى طرق زراعية ولا شبكة كهرباء وماء، حتى مسجد للصلاة تفتقر له القرية، وذلك بسبب الضغوط التي يمارسها الاحتلال على 75 أسرة فيها لتهجيرهم من المنطقة.
وقالت حمدوني، إن أهالي القرية يعيشون في رعب دائم جراء تهديدها المتواصل بهدم منازلها ومنشآتها الزراعية المقامة على أراض اشتروها في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي. بعد ترحيلهم من بيوتهم ومضاربهم عندما أقيمت مستوطنة "شاكيد" على أنقاضها شمالي بلدة يعبد.
معاناة بلا حدود
واضطر أهالي هذه القرية، إلى استخدام آبار الجمع للمياه أو شرائها بثمن يبلغ 70 شيقلا لثلاثة أكواب بفعل منعهم من الارتباط بشبكة مياه يعبد المجاورة، وإضافة إلى ذلك لا توجد فيها قنوات صرف صحي، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى الحفر الامتصاصية التي ينضحونها عند امتلائها ويصرفونها في الأراضي الزراعية المحيطة بقريتهم، فيما لا توجد في القرية عيادة صحية، ما يضطرهم إلى الذهاب للمراكز الصحية في بلدة يعبد التي تبعد عنهم حوالي خمسة كيلو مترات، أما إذا اقتضى الأمر الذهاب إلى مستشفى فعليهم الذهاب إلى جنين.
ويعتبر حاجز "دوثان" العسكري الممر الوحيد لأهالي قرية امريحة إلى جنين، والذي تغلقه سلطات الاحتلال بعد الثانية عشرة ليلا، لتصبح هذه القرية معزولة عن العالم المحيط بها بعد أن تحولت إلى سجن بفعل جدار الفصل العنصري الواقع إلى الغرب منها، وإحاطتها بالمستوطنات.
خيام ومساكن بدائية
وخلال المنخفض الجوي الأخير، اجتاحت السيول الخيام والمساكن البدائية التي تعيش فيها العائلات البدوية في هذه القرية، وتسببت بإغراق المواد الغذائية والأغطية الشتوية والملابس، عدا عن الخسائر الأخرى التي تسببت بها.
وبحسب مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، إبراهيم راشد، فإن الهيئة سرعان ما بادرت إلى مد يد العون لهذه العائلات البدوية، ووجهت طواقمها إليها لتزودها بالطرود الغذائية والأغطية الشتوية، كمساعدة عاجلة لها.
وأكد راشد، أن هيئة الأعمال الخيرية وضعت جميع طواقمها في حالة طوارئ عشية المنخفض الجوي الأخير الذي ضرب المنطقة، مؤخرا، فنفذت العشرات من التدخلات الإنسانية في المناطق المتضررة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
وقال: "إن الابتسامة التي ترتسم على محيا طفلة قدمت لها طواقم هيئة الأعمال الخيرية غطاء شتويا أو ملابس، في إطار حملة شتاء دافئ في فلسطين، لا تقدر بثمن، بعد أن لامست هذه الحملة الاحتياجات الإنسانية للعائلات المتعففة والمتضررة من الأحوال الجوية السائدة".
مدافئ خاصة
وبين، أن هيئة الأعمال الخيرية صممت مدافئ من الحطب لتكون مناسبة للاستخدام في التجمعات البدوية على وجه التحديد، في ظل انعدام خدمة الكهرباء فيها، عدا عن المساعدات العينية الأخرى التي تقدمها للعائلات المنكوبة.
وأشاد راشد، بالإرادة التي تحلت بها طواقم هيئة الأعمال في سبيل تحقيق هدفها الإنساني والوصول إلى التجمعات البدوية، حيث اضطرت إلى سلوك طرق صعبة للغاية حولت مياه الأمطار أجزاء واسعة منها إلى أكوام من الوحل، إلا أنها أصرت على الاستمرار حتى نجحت في الوصول إلى هدفها المنشود، وهو مد يد العون والمساندة للقاطنين في تلك التجمعات من البدو الذين قست عليهم ظروف الحياة.
وقال: "نحرص من خلال هذه الحملة على مد يد العون لكل محتاج بقدر ما نستطيع، مع التركيز على التجمعات البدوية التي تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وتقطنها مئات العائلات التي تعيش في بيوت من الصفيح وخيام، وليس لديها المأوى البديل والمناسب، فكان لزاما على هيئة الأعمال الخيرية التدخل الفوري والفاعل من خلال مدهم بكل أسباب التدفئة وتقديم المواد الغذائية والتموينية لهم".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017