وجه وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، انتقادات شديدة إلى الحكومة الإسرائيلية حول استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية منذ العام 1967، وذلك خلال خطاب ألقاه في مؤتمر "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس الأربعاء.
ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، عن الوزير الألماني تعبيره عن قلقه من ابتعاد إسرائيل عن حل الدولتين، وقال إن "الرسائل المختلطة، في أفضل الأحوال، لا تفلت من أعين أوروبا، حيث يتزايد هناك الإحباط من أنشطة إسرائيل" في إشارة إلى استمرار الاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني واتساع الاستيطان.
وتطرق غابرييل إلى موقف حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية ضد حل الصراع، ولفت إلى أن "عددا من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية يعارضون صراحة حل الدولتين. لكن حل الدولتين كان دائما أساس ضلوعنا في سلام إسرائيلي – فلسطيني والدعم الاقتصادي الألماني والأوروبي في المنطقة". وأضاف أنه "من الصعب جدا جدا على أشخاص مثلي تفسير سبب دعمنا لإسرائيل".
وتابع الوزير الألماني أنه "كأصدقاء وحلفاء، علينا أن نعلم: هل لم تعد إسرائيل تؤيد حل الصراع بواسطة مفاوضات؟ هل أنتم مستعدون دفع ثمن احتلال وصراع أبدي؟".
وقال غابرييل إن "ألمانيا تتنتظر اليوم الذي ستتمكن فيه من نقل سفارتها إلى القدس. لكن دعوني أضيف أن هذا سيكون من خلال حل الدولتين والقدس عاصمتهما. ولا توجد طريق مختصرة هنا".
وكان غابرييل صرح خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أمس، وقبل إلقاء كلمته في المؤتمر، بأنه "أنا سعيد بالتأييد لحل الدولتين". لكن نتنياهو رد عليه قائلا إنه "أفضل عدم البحث في التعريفات" في إشارة إلى رفضه حل الدولتين.
وقال غابرييل لنتنياهو إن "ألمانيا تدعم جدا حل الدولتين، وسعدنا بسماع أن إسرائيل أيضا، وذلك من خلال الحفاظ على أمن حدودها". ورد نتنياهو قائلا إن "شرطنا الأول هو السيطرة على الحدود (للدولة الفلسطينية)، سواء تم تعريفها كدولة أو لا... وأفضل ألا أبحث في التعريفات".
ويذكر أن نتنياهو رفض لقاء غابرييل، خلال زيارته لإسرائيل قبل عشرة أشهر، بسبب لقاء الوزير الألماني مع منظمتي "نكسر الصمت" و"بتسيلم"، اللتان تفضحان الممارسات الإسرائيلية الوحشية والقمعية بحق الفلسطينيين.
المصدر: عرب 48