الاغوار الشمالية من عطاء جلاد وتيماء حسون
بين مد الخوف و جزر المعاناة, هكذا هي حال المواطنين الذين يقطنون بالأغوار الفلسطينية شمال الضفة الغربية, بعد أن تلقوا بلاغات إسرائيلية تطالبهم بالرحيل عن مناطق سكناهم.

ضمن هذه الأجواء من كل عام من المفترض أن يكون دراغمه وجيرانه في عين الحلوة قد استعدوا (للبيات الشتوي) ويتجهزوا لحماية أنفسهم ومواشيهم, لكن الاحتلال الإسرائيلي جاء واشغلهم عما يعانوا منه.

هذه الخطوة التي يتتبعها الاحتلال ليس كالأيام السابقة التي يطلبون من المواطنين المغادرة لأيام لدواع أمنية, كتدريبات الجيش وغيرها, لكن الآن أصبحوا يطالبون بالرحيل, وهذه خطوة جديدة يتبعونها.

يقول عضو المجلس عين الحلوة مهدي دراغمه, أن الاحتلال ينتهج سياسة جديدة من سكان الأغوار لتشريدهم, وهو ما يميز هذه المرحلة, والتي كانت ضمن قراراته تركيب كاميرات على الطرقات لمصادرة الأراضي بطريقة غير قانونية.

ويتابع دراغمة , أن جرافات الاحتلال جاءت وشقت الطرق بشكل همجي, وقامت بقطع خراطيم المياه التي تزود المزارعين بالمياه من محافظة طوباس, إضافة إلى وضع بوابات حديدية على المدخل.

ويضيف "لا يوجد بديل لنا, فهذه الأراضي هي مصدر رزقنا, ونحن لن نتنازل حتى لو اضطررنا العيش دون مأوى".

لم ينضب سخان القهوة لدى دراغمة, وخيمته الصغيرة تحولت إلى مكان يستقبل فيها وفود الصحفيين الذين جاؤوا يرصدون مأساة ومعاناة العائلات الذين يرحلون قسرا عن أراضهم.

بدأ فتحي دراغمه يتجول معنا ليرينا مسكنه, فبيوتهم من الخيش والنايلون المقوى, لا نعلم إلى متى يبقى صامدا؟ ما الاحتلال يطالبهم بالهدم والرحيل.

وينوه دراغمة في أنه يقطن في عين الحلوة من عقود حاله كحال والده وجده, كانت تجاعيد وجهه تشقي بشظف العيش وشقاء الرجل لكنني سأظل صامدا في أرضي ووطني"

ما يواجهه السكان في عين الحلوة يضيف بأنه " سابقة خطيرة" لا سيما وأن الاحتلال تعامل ولأول مرة بغير القانون إنما بالأمر العسكري.

وتجنى الأغوار الشمالية سلسلة الغذاء الفلسطينية, كما تمتاز به من أرض خصبة, ومياه وفيرة, وتربة غنية, وتبلغ مساحتها أكثر من 300 كيلومتر وتمتد حتى ضفاف نهر الأردن. وجاءت زيارة وفد فريق تجوال اصداء بالتعاون مع لجان العمل الزراعي في اريحا والاغوار.