الرئيسية / تجوال أصداء
الزراعة في الساكوت، مخاطرة يتحملها المزارع الفلسطيني بلا تعويض
تاريخ النشر: الثلاثاء 06/02/2018 20:54
الزراعة في الساكوت، مخاطرة يتحملها المزارع الفلسطيني بلا تعويض
الزراعة في الساكوت، مخاطرة يتحملها المزارع الفلسطيني بلا تعويض

تسنيم ياسين، هدى مباركة
أصداء، الأغوار الشمالية--لا تغرنك المساحات الخضراء في الساكوت بالأغوار الفلسطينية الشمالية، فخلفها الموت المدفون تحت الأرض، وما فوقها لا يملكه أصحابه لأنه صنف يوماً "C"، أو كان ملكاً للأردن بعد الانتداب البريطاني ثم تحول إلى أراضي دولة ذات حدود وهمية.
هذا التداخل في الحدود يوفر للاحتلال حجة سهلة، فأي عملية مصادرة تتم تكون بحجة أنها أراضي دولة، كذلك في بعض الحالات الأرض نفسها هي تحت ملك الكنيسة البطريركية التي ترفض إعطاء المزارع حجة الملكية أو حتى الإيجار، وهذا يعيق دفاعهم عن نفسهم بالمحاكم.
لكن المزارعين الفلسطينيين الساكنين في تجمعات بدوية على أطراف الساكوت، يتضمنون مساحات زراعية، يستفيدون منها رغم مضايقات الاحتلال المستمرة لهم.
المزارع زامل دراغمة "أبو حافظ" هو أحد المزارعين المتضمنين لما مساحته 600 دونم، يزرعها بمختل المحاصيل التي تبدأ بالذرة ثم الزهرة ثم الملفوف بنوعيه، بالإضافة إلى البصل والقرع الذي يزرع لأول مرة في الضفة.
المنتجات يتم تسويقها في السوق المحلي وفي بعض الأحيان يسوق للداخل، ويوضح أبو حافظ أن محصوله يميزه عن غيره من المحاصيل كونه إنتاجاً محلياً فلسطينياً وأن المبيدات الزراعية التي يتم استخدامها خالية من أي مواد مسرطنة لأنها تخضع للرقابة من الجهات المسؤولة.
لكن الزراعة في الساكوت على شفا حفرة كما هي الزراعة في كامل منطقة الأغوار الفلسطينية الشمالية، ففي أحد المواسم اضطر المزارعون في منطقة البقيعة القريبة من الساكوت لترك محصول البطيخ على الأرض لأن المردود لم يكن يغطي تكلفة الإنتاج.
أبو حافظ يرجع الخسارة للزيادة الكبيرة في الإنتاج، وقلة الأمطار في كثير من الأحيان، أما الدكتور مؤيد بشارات، مدير لجان العمل الزراعي بأريحا، فيرجع الخسارة في حينها إلى غرق الأسواق الفلسطينية بالبطيخ القادم من المستوطنات.
ويقول: "أهم سبب هو عدم وجود استراتيجية واضحة لدى السلطة ووزارة الزراعة لمنع المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية، ولكن بسبب بعض المستثمرين الكبار يتم إدخال منتجات المستوطنات للسوق الفلسطيني".
الاحتلال يرى في الأغوار المكان الأفضل لتدريباته العسكرية وذلك لشبهها بمناطق جنوب لبنان، فيقوم بمناورات موسمية في فصلي الشتاء والصيف، بالإضافة إلى المناورات التي يعلن عنها بين الفينة والأخرى، والتي كان آخرها بينه وبين الجيش الأمريكي.
وتشكل التدريبات كابوساً حقيقياً للمزارعين، فالتدريبات تدمر المحاصيل الزراعية، والمخلفات تهدد حياة العاملين هناك وبحسب مؤيد بشارات فإن أكثر من 10 شهداء ارتقوا بسبب المخلفات والألغام وكان آخرهم أحد أرباب الأسر عام 2014.
المستوطنون يسيطرون على غالبية أراضي الساكوت، ولا يتركون المزارعين وحدهم فيعتدون عليهم، بسرقة المعدات ومصادرتها، بالإضافة للضرب الشديد التي كان أحد ضحاياها أبو حافظ الذي نقل للمستشفى بسببها.
يقول أبو حافظ: "دائماً نتعرض للمضايقات، يسرقون معداتنا حتى مضخات المياه صادرها منا الجيش، ويطلقون الخنازير على المحاصيل ما يلحق خسائر فادحة بالمزارعين".
لا يوجد تعويض للمزارعين، ففي ظل وزارة زراعة لا تزيد حصتها من الميزانية الفلسطينية على الـ1%، يبقى اعتماد المزارعين على المنظمات غير الحكومية مثل الفاو والإغاثة الزراعية ولجان العمل الزراعي، أي أنه كما كل المناطق صمود بلا أي مقومات تطيل أمده.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017