نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الوضعية الصعبة التي يمر بها نادي ريال مدريد في الوقت الراهن، الذي تحولت نسخته الحالية من الأفضل في تاريخ النادي إلى أسوئها أداء في غضون ستة أشهر فقط.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن النادي الملكي يحتل في الوقت الحالي المرتبة الرابعة في ترتيب الدوري الإسباني بفارق 19 نقطة عن المتصدر، نادي برشلونة.
ومنذ زمن غير بعيد، مرّ نادي ريال مدريد بفترة انتعاشة، حيث كان الحظ حليف المدرب الفرنسي، زين الدين زيدان. وفي تلك الفترة، كان الملكي يحقق الانتصار تلو الآخر، فضلا عن أن أغلب القرارات التحكيمية كانت لصالح أبناء زيدان.
وأكدت الصحيفة أنه، وعلى الرغم من فترة الفراغ التي يمر بها نادي ريال مدريد، إلا أن الفرنسي زيدان لم يغير شيئا من خططه التكتيكية، بل ولا زال يعتمد التشكيلة ذاتها. وخلال مباراة فريقه الأخيرة ضد نادي ليفانتي، أخرج زيدان، كريستيانو رونالدو، من المقابلة قبل انتهائها بعشر دقائق، ليحقق الفريق المنافس التعادل في الدقائق الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن تعادل نادي برشلونة ضد إسبانيول أنقذ الملكي من الوقوع في وضع محرج في حال تعمق الفارق مع غريمه التقليدي ليصل إلى 21 نقطة. وحيال هذا الشأن، أوردت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن "نسخة ريال مدريد الحالية تحولت من الأفضل في العالم إلى الأسوأ في تاريخ النادي في غضون ستة أشهر فقط".
وأوضحت الصحيفة أن النادي الملكي تمكّن خلال فصل الصيف الماضي من تحقيق إنجاز تاريخي بفوزه بخمسة ألقاب في موسم واحد. وعند فوزه بكأس السوبر الإسباني، اعتقد الجميع أن الملكي يسير في طريق مفتوح للإطاحة بجميع الأندية. وفي ذلك الوقت، كان اللاعب، ماركو أسينسيو، في أوج عطائه لدرجة أن جماهير النادي الملكي شبهته بالساحر الأرجنتيني، ليونيل ميسي.
وأفادت الصحيفة أن جماهير الملكي تفاجأت بتراجع مستوى فريقها بشكل رهيب، حيث فقدت أملها بصفة مبكرة في فوزه بالدوري المحلي. أما على المستوى الأوروبي، فقد احتل زملاء رونالدو المرتبة الثانية خلف نادي توتنهام هوتسبير. وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، حقق ريال مدريد فوزا صعبا على نادي الجزيرة القطري في إطار كأس العالم للأندية لينهزم ضد نادي برشلونة في وقت لاحق. ومؤخرا، خرج النادي من سباق كأس ملك إسبانيا على يد نادي ليغانيس المغمور.
وأوردت الصحيفة أن النادي الملكي يعقد الأمل في الفوز بدوري أبطال أوروبا، إلا أن ذلك يتطلب الفوز على نادي باريس سان جيرمان المتعطش للظفر بهذا اللقب بعد سنوات من الخيبات الأوروبية. وفي الوقت الراهن، يبدو النادي الباريسي على أهبة الاستعداد للظفر بأعرق الألقاب الأوروبية بعد التعاقد مع المهاجميْن، نيمار وكيليان مبابي.
وذكرت الصحيفة أن زيدان يتحمل جزءا من المسؤولية في تراجع مستوى النادي، لا سيما وأنه عجز عن خلق التجانس بين لاعبيه خلال مختلف المباريات. فبعد أن قدّم أبناء زيدان أداء رائعا خلال مباراة أتلتيكو مدريد في إطار الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، أصبح العملاق المدريدي غير قادر على التغلب حتى على الأندية ذات الأداء المتواضع.
وتابعت الصحيفة أن مستوى النجم، كريستيانو رونالدو، يشهد تراجعا في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث فقد قدرته التهديفية. ومن جهة أخرى، تقهقر أداء كل من كريم بنزيما وغاريث بيل بسبب الإصابات المتكررة. وعموما، أصبح كل ناد يطمع في الفوز على ريال مدريد.
وذكرت الصحيفة أن لاعبي الملكي باتوا عاجزين عن الاحتفاظ بالكرة وفرض أسلوبهم على الأندية المنافسة، كما أنهم فقدوا قدرتهم على استرجاع الكرة بعد فقدانها. وفي هذا الصدد، أورد المدير التنفيذي السابق لريال مدريد، خورخي فالدانو، أن "النادي الملكي يواجه صعوبات هيكلية".
وأوضحت الصحيفة أن المدرب زيدان ادعى أن الفريق ليس في حاجة لانتدابات جديدة، كما أنه رفض انتداب مهاجم بهدف عدم التأثير على معنويات مواطنه بنزيما سلبا. في المقابل، فرّط الملكي في كل من ألفارو موراتا وخاميس رودريغيز، بالإضافة إلى ماريانو دياز. نتيجة لذلك، أصبحت دكة بدلاء الملكي تفتقر للاعبين قادرين على صنع الفارق.
وبينت الصحيفة أن المدرب الفرنسي يقدم عند كل هزيمة التبريرات ذاتها، ممنيا نفسه بتحسن مستوى أبنائه في كل مقابلة. وخلال سنة 2016، تكهن العديد من النقاد بسقوط زيدان نتيجة خجله المفرط. وخلال أغلب مؤتمراته الصحفية، بدا مدرب الملكي لا مباليا بالوضعية الصعبة التي يمر بها النادي، الأمر الذي أثار حفيظة جماهير الملكي، التي تعودت على رؤيته متألقا.
وفي الختام، أبرزت الصحيفة أن جماهير الملكي ضاقت ذرعا بتصرفات زيدان، الذي يأبى الاعتراف بأن النادي على شفا الهاوية، مكتفيا بقول: "لست قلقا". خلافا لذلك، ينتظر النقاد أن ينظر زيدان إلى الأمور بشيء من الواقعية.