مواضيع متنوعة تناولتها الصحف الفرنسية اليوم أهمها التطورات الميدانية للعملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية إضافة إلى موضوع تحذير باريس لدمشق من احتمال استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيمياوية في النزاع. كما تناولت الصحف الفرنسية الائتلاف الحكومي الجديد في ألمانيا وتأثيره على مستقبل الاتحاد الأوروبي.
صحيفة "لوفيغارو" عنونت في مقال لها "الخط الأحمر" لماكرون ضد بشار الأسد، أشارت فيه الى أن الرئيس الفرنسي عند اعتلائه الرئاسة الفرنسية قدم وعدا بأن إستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا سيكون "خطا أحمرا" بالنسبة لباريس وستكون الاستجابة فورية حتى لوكان التحرك الفرنسي وحيدا.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قوله إن الدلائل تشير إلى شن السلطات السورية في الوقت الراهن هجمات بغاز الكلور، وهو ما يضيء بشكل خطير حاليا الضوء الأحمر في الرئاسة الفرنسية.
وأضافت "لوفيغارو" أن موضوع استعمال السلاح الكيميائي في سوريا هو في قلب الأحداث الدولية، فالأمريكيون في حالة إنذار فيما يتعلق بالهجمات الجديدة بغاز الكلور ولا يستبعدون استخدام القوة ضد السلطات السورية.
لكنهم منزعجون من الموقف الروسي، فالكرملين، بحسب الصحيفة، هو من أعطى ضمانات أنهت الأزمة سنة 2013 بعد الهجوم الكيميائي ضد الغوطة الشرقية وهو ما جنب دمشق ضربات عسكرية ضدها. لكن منذ ذلك الحين تقول "لوفيغارو" لم يتم تدمير الأسلحة الكيمائية بشكل كامل وتبذل موسكو وسعها لحماية النظام السوري من أي عملية تدخل دولية ضده.
الهجوم التركي يراوح مكانه في عفرين
كتبت صحيفة "لوموند" حول تطورات الحملة العسكرية التركية ضد المسلحين الأكراد في منطقة عفرين بشمال سوريا. تقول إن هذه المنطقة معزولة وخارج حماية التحالف الدولي ومنفصلة إقليميا عن الأراضي التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" على الضفة اليسرى من نهر الفرات حيث تتواجد القوات الامريكية وأيضا القوات الفرنسية والبريطانية.
وأشارت "لوومند" الى أنه وبالرغم من العزلة، فإن منطقة "عفرين" بدأت تتلقى التعزيزات العسكرية التي تمر عبر المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، مما يشير على الأقل إلى وجود تفاهم ضمني عليها من قبل دمشق أو من قبل القوات الروسية الموجودة في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن من مفارقات العملية التركية أنها لم تكن لتتحقق لولا موافقة موسكو، وهي القوة التي تحمي بشار الأسد والمسيطرة على المجال الجوي في هذا الجزء من سوريا.
وأضافت صحيفة "لوموند" أن المخاوف التركية حاليا هي من مدينة منبج التي سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" بعد طردها لتنظيم "الدولة الاسلامية" من المدينة سنة 2016. ففي منبج، على العكس من عفرين، قامت الولايات المتحدة بنشر قواتها هناك دعما لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في المدينة، وهي الحقيقة التي يرفضها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعاد التأكيد على رغبته طرد "قوات سوريا الديمقراطية" منها رغم اعتراض واشنطن على توسيع أنقرة لعمليتها العسكرية لتشمل منبج في المرحلة المقبلة.
ألمانيا الأوروبية
خصصت صحيفة "لاكروا" افتتاحيتها لموضوع التوقيع على اتفاق تشكيل ائتلاف حكومي مقبل مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وترى الصحيفة ان المصادقة على الاتفاق يعتبر فرصة جديدة ستفتح لبناء أوروبا في باريس كما هو الحال في برلين. فالأغلبية السياسية في كلا البلدين ترغب في تعزيز الروابط التي تجمع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن المواضيع الرئيسية التي تهم الاتحاد.
وأضافت "لاكروا" أن التوقيع على هذا الاتفاق سيدعم المبادرة الفرنسية الألمانية الربيع المقبل للكشف عن الخطوط العريضة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، فعلى العكس من الحال في أوائل سنة 2000، حيث كان الحلم الفيدرالي يراود الأوروبيين، فإن الوضع اليوم يعاني مخاطر كبيرة في ظل مواجهة عالم مختل تحكمه القوى الإقليمية.