قال يوآف ليمور الخبير العسكري بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن القوات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تواجه صعوبات جادة في إحباط العمليات الفردية الفلسطينية، والتحدي الذي يواجهها اليوم هو منع توسع رقعة هذه الهجمات، رغم أن الأجواء السائدة في الضفة الغربية تشير إلى أن هذا التحدي ليس بسيطا.
وكشف النقاب أن إسرائيل بدأت هذا الأسبوع بزيادة نشر قواتها في مختلف أنحاء الضفة الغربية بهدف منع اندلاع هجمات وعمليات فلسطينية جديدة، لأن الأسابيع الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في حجم الهجمات.
وأضاف: البيئة السياسية والأمنية في الضفة الغربية مهيأة لذلك، مما قد يحمل إمكانية سفك دماء فلسطينيين خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، مما قد يتسبب بمزيد من الاحتكاكات بين الجانبين، ووصولها للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وأكد ليمور، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن أحمد جرار شكل نموذجا يمكن أن يقلده الفلسطينيون بعدما أرهق القوات الأمنية الإسرائيلية في البحث عنه وملاحقته عدة أسابيع، والمعطيات الأمنية الإسرائيلية تشير لرغبة شبان فلسطينيين بتقليده، وقد تشهد الأيام القادمة تنفيذ هجمات فردية للحاق به في الجنة.
هذا يعني أن جرار نجح في إشعال الشارع الفلسطيني، مما يتطلب من إسرائيل أن تكون قلقة من هذا التطور، الذي قد يسفر في قادم الأيام عن تشكيل خلايا مسلحة محلية على غرار الانتفاضة الثانية، في ظل الأجواء المهيأة لتنفيذ عمليات منظمة، بما فيها الهجمات الانتحارية والاختطاف.
وأضاف: رغم أن اغتيال جرار شكل نجاحا حقيقيا للجيش والمخابرات، لكنه لم يغط على فشلها وإخفاقها في مكان آخر، تمثل بعدم القدرة على إحباط تنظيم هذه الخلية المسلحة التي قادها بصورة مسبقة، ونجاح جرار في التخفي عن أنظار الجيش أسابيع طويلة، بمساعدة شبكة محكمة من المساعدين والمعاونين له.
وختم بالقول: كل ذلك يحفز الجيش الإسرائيلي للعمل بصورة مكثفة في الأيام القادمة، والدخول في كل ليلة لمناطق الضفة الغربية، رغم أن ذلك يزيد من حدة الاحتكاك مع الفلسطينيين، مما سيسفر عن سقوط إصابات بينهم، وهو ما من شأنه رفع مستوى التوتر الميداني، بحيث أن ما قد يسعى الجيش لمنعه، قد يقع عمليا على الأرض بسبب هذه الاحتكاكات المتوقعة بين الجانبين.