أسرة جامعة النجاح الوطنية ، وجيلها المرتبط في تفاصيل مساحاتها وأحداثها خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي . ينعيان بألم كبير المناضل الكبير و الاسير المحرر و الاديب المقاتل :
هاني خيري ابو غضيب - ابو الخير الذي وافته المنية صباح اليوم في مدينة نابلس الصمود والنار .
وانت تحاور كتبك ودفاترك الجامعية خلال السنوات العشرين الأولى من عمر جامعة النجاح الوطنية .ستجد أن معظمها من مكتبة رجل ثائر ومناضل عنيد ومثقف وطني من الطراز الأول هو هاني أبو غضيب - أبو الخير .
الكتب الممنوعة وكتيبات الثورة الفلسطينية المعاصرة .وبيانات المظاهرات والاعتصامات والمسيرات تحمل في معظمها بصمة الراحل الكبير .
أستاذ طلبة الجامعة في هتافات المجد والصمود لنضالات الثورة في بيروت . و زراعة الحب الكبير للفدائي لابس الكاكي و حامل الاربيجي والكلاشينكوف .
معارض الكتب والقرطاسية في الجامعة كانت في مجملها بتوقيع جهده وأمله ومكتبته .
جميع قادة وصناع الحركة الطلابية الوطنية في الجامعة ارتبطوا بعلاقات صداقة وحب معه .
مجلات وصحف الثورة والمقاومة مثل "فلسطين الثورة العودة والاتحاد والطليعة" اخذت طريقها إلى حقائبنا من خلال مكتبتك .
طوال عمرك المديد وأنت تصارع المرض والألم والضعف .لكن سنة الحياة يا صديقي وحقيقته الوحيدة داهمت مخدعك الليلة الفائتة واخذتك معها في مسيرة يوم القيامة وصولجان النفير .
ننعاك نحن ابناء النجاح في سنوات الجمر إلى شعبنا وذكرياتنا و اعمارنا وتجاربنا .
نم قرير العين يا أبا الخير فالتراب الذي قاتلنا وناضلنا من أجله ما زال في مساحاته فسحة لعشاقه الأوفياء .
نم قرير العين فما زال في جامعة الفقراء وفلسطين والمسخمطين والثورة وياسر عرفات من يؤمن أن النجاح ما زالت مصنعا للحرية والصمود والبناء والعطاء .
نم قرير العين فما زال فيها من رفاقك كثر من لم تثنهم المناصب ولا الاغراءات ولا الدولارات عن الإيمان ان جامعة النجاح لا تزال بيادر كفاح ومنصات صمود .
توفيت دون أن يكون على صدرك نياشين غير تاريخك الناصع . وحبك الكبير لفلسطين أولا وجامعة النجاح الوطنية ثانيا ونابلس ثالثا .
يأخذ الموت المناضلين ويعحز أن ياخذ حبهم وتقديرهم من قلوبنا .
وداعا هاني أبو غضيب ... والسلام على الكفن الأبيض الذي يضم جسدك ....وداعا من جامعتك التي احببتك واحببتها ...وداعا من جيش الأصدقاء الذين عاصروك ورافقوك في مسيرة العمر الطويلة والصعبة .
-«نص د. عدنان ملحم »