بعد مرور أكثر من سبعة عقود خلت على أكذوبة ما يسمى المحرقة اليهودية (الهولوكوست) التي فبركتها وأتقنت صياغتها الحركة الصهيونية بدعم وإسناد قوى الاستعمار الامبريالي ,بهدف تمرير المخطط الاستعماري الكولونيالي في المنطقة العربية وقلبها النابض فلسطين ,وإقناع يهود العالم بفكرة الهجرة إلى ما سموه جزافا الوطن القومي ليهود العالم في فلسطين انسجاما مع ما تمت صناعته في دهاليز وأقبية الحكومة البريطانية وخرجت على شكل ما عرف بوعد بلفور المشؤوم.
اليوم وبعد مرور تلك العقود الطويلة للفرية الصهيونية الاستعمارية تشمر الحكومة البولندية وصناع القرار هناك عن ذراعيهما ويقرروا جازمين فضح الخرافة المسماة ب(المحرقة) ,والتي أثقلت كاهل أوروبا عموما وبولندا وألمانيا خصوصا طيلة السنين المنصرمة وتبعات ذلك من دفع التعويضات وتقديم الدعم اللامحدود للدولة العبرية ككفارة منطقية للمحرقة المزعومة ,بل والتغطية على الجرائم البشعة التي ارتكبتها الدولة الصهيونية بحق الفلسطينيين ..تلك الدولة التي شيدت أساسا على جماجم الضحايا الأبرياء من أبناء شعبنا ,وكذلك المحارق التي نصبت في كل ناحية وزاوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وكوت بلهيبها ولظاها حتى أجساد الطفولة البريئة والنساء الحوامل والشيوخ العجز,وتسببت أيضا في كل تلك الكارثة والنكبة التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني وهجرته قسرا عن أرضه ومسكنه ودياره.
نعم فقبل أيام معدودات أقر مجلس الشيوخ البولندي مشروع قرار يجرم اتهام بولنديين بزعم المحرقة.. حظي بدعم الأغلبية في المجلس ,وتبعه على الفور تصريحات متواترة من أعلى المستويات في البلد المذكور.. تتهم علنا الحركة الصهيونية بالتنسيق سرا مع الرايخ النازي بخصوص المحرقة المزعومة وقضية تهجير الشباب الأقوياء والأخيار من اليهود الى فلسطين مقابل تزويد الرايخ بمعلومات هامة عن دول الحلفاء التي تقود حربا ضروس ضد حلف المحور بقيادة الرايخ الألماني . ليس هذا فحسب فقد خرج رئيس الوزراء في بولندا عن صمته وقال بالحرف الواحد لوسائل الإعلام : (هناك يهود مجرمون لن نستمر في التعامل معهم كضحايا) .
بتقديري أخيرا هي البداية لتفكك الرواية الصهيونية وأحابيل كذبها الطويلة التي استدرت بها عطف العالم طيلة السنين الماضية ..وهي البداية أيضا لافتضاح وانكشاف سلسلة الجرائم والمجازر الصهيونية بحق الشعب العربي الفلسطيني, والشروع في ملاحقة ساسة العدو وأركان جيشه عن جرائم الحرب والمقابر الجماعية ومحارق الأطفال والشيوخ ..وجرائم الاحتلال والاستيطان والتهويد والحبس والتطهير العرقي المرتكبة جلها بحق أبناء شعبنا الأعزل إلا من إرادة المقاومة المشروعة للاحتلال على طرق كنسه ودحره واستعادة كامل الحقوق العربية في فلسطين التاريخية .
بقلم : ثائر محمد حنني
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
شباط - 2018