نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على بعض المعطيات بشأن الحارس المخضرم، بوفون الذي سيعتزل كرة القدم خلال هذه السنة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرياضة الفردية تختلف عن الرياضة الجماعية، ويعزى ذلك لأن الرياضة الجماعية تقوم على تقاسم الأعباء بين جملة من اللاعبين ضمن فريق واحد، إلا أن ذلك يختلف مع خطة حارس المرمى. فغالبا ما ينتابه الشعور بالوحدة خاصة وأن مهمته تعد أصعب من المهاجم، حيث يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على نظافة شباكه، الأمر الذي يجعل منه فريقا لوحده.
وبينت الصحيفة أن جانلويجي بوفون كان طيلة مسيرته مثل الأسد في عرينه، في حين لا يزال الحارس المخضرم يبدع في الميدان. ويمكن الجزم بأن شغف بوفون بكرة القدم جعله متمسكا بها بشكل غير مسبوق. وفي الواقع، تنتظر بوفون حياة أخرى بعيدا عن الملاعب، علما وأنه حاليا يقترب الحارس المخضرم من معانقة الحياة الطبيعية بعيدا عن صخب الملاعب.
والجدير بالذكر أن بوفون قدم طيلة مسيرته الكروية مردودا يستحق الثناء عليه وكل التقدير، حيث نجح في العديد من المناسبات في الحفاظ على شباكه نظيفة. كما كان بوفون بمثابة الفتى المدلل لكل من المنتخب الإيطالي والسيدة العجوز.
وأفادت الصحيفة أن الاعتزال يعد المصير الحتمي لكل لاعب. فبعد سنوات من اكتساح ملاعب كرة القدم والمجهودات الجبارة التي يبذلها في سبيل التألق في المحافل العالمية، لابد أن يتقدم السن بلاعب كرة القدم مما يتسبب في تراجع مردوده. وفي الأثناء، من المستحيل أن يبقى اللاعب في نفس المستوى من العطاء والبذل، حيث قد يترتب عن مواصلة اللاعب المشاركة في المباريات، على الرغم ممن تقدمه في السن، جملة من الانعكاسات السلبية على مردود كافة الفريق.
وبينت الصحيفة أن بعض اللاعبين يضطرون إلى مغادرة ملاعب كرة القدم حتى قبل بلوغهم مرحلة الاعتزال، على غرار اللاعب الفرنسي، ميشال بلاتيني الذي يعد أسطورة في كرة القدم، والذي طرد من قبل الفيفا. في الأثناء، لا يحظى بمرتب على الرغم من المردود الذي قدمه لعالم كرة القدم.
وأحالت الصحيفة إلى أنه وعلى صعيد أخر، قد يعود بعض الأساطير في مجال الرياضة بعد اعتزالهم ليكتسحوا الساحة على غرار، الملاكم جورج فورمان، الذي عاد من جديد إلى حلبة الملاكمة في سن 45، حتى يحظى مشجعوه ومحبوه بفرصة التمتع بأدائه. وقد حصل فورمان على لقب بطل العالم في ذلك السن. إلى جانب ذلك، عمد لاعبون آخرون إلى العودة بعد اعتزالهم، أمثال مايكل جوردان، والساحر ستانلي ماثيوز.
وذكرت الصحيفة أن إيطاليا تقدم كل الدعم والتقدير للاعبين المعتزلين أمثال نجم السيدة العجوز، أليساندرو ديل بييرو، الذي انضم مؤخرا إلى قاعة مشاهير الكرة الإيطالية، إلى جانب فرانشيسكو توتي الذي أصبح مدربا بعد اعتزاله ومغادرته لناديه المفضل روما.
وفي الختام، أكدت الصحيفة بوفون قدم أداء استثنائيا خلال مسيرته الحافلة، في حين أنه يعد محل إعجاب وتقدير في عالم كرة القدم نظرا لمردوده الجبار. ومؤخرا، أبى جيجي بوفون أن يخوض مقابلة دولية ينهي بها مسيرته. فقد قابل العنكبوت الإيطالي دعوة المدرب دي بياجيو في مناسبتين بالرفض، مفضلا أن ينهي مسيرته الكروية بعيدا عن المنافسات الدولية.