وتقوم صديقات المطلقة و أفراد أسرتها بإظهار الفرح ، خصوصا في يوم انتهاء "العدة الشرعية" الذي يعد عيدا بالنسبة لهن، تتزين فيه النسوة ويزركشن أياديهن وأقدامهن بالحناء وتتعالى أصوات الاحتفالات كما لو أنه "حفل زفاف".

ويتم الاحتفاء بالمطلفة في إحدى منازل صديقاتها أو أقاربها، وتتلقى فيه تلك السيدة هدايا من الأقارب والصديقات وبنات  الحي.

وبعض النساء يعتبرن أن طلاقهن من عدة رجال يعتبر معيارا للجمال والحب وأنهن مرغوبات أكثر.

ويرجع الخبراء الاجتماعيون ظاهرة الاحتفاء بالطلاق إلى اعتماد الفتاة الموريتانية أساسا على والدها وإخوتها حتى بعد زواجها، موضحين بأن التساهل المفرط  للمجتمع تجاه المرأة المطلقة وشعورها بتوفر حماية ثانية قد يدفعها إلى طلب الطلاق لأتفه الأسباب.

ويضيف الخبراء أن من الأسباب وقوف الأهل في صف المطلقة في حال رغبت في الانفصال "ظالمة كانت أم مظلومة"، إذ أنهم يعتبرون إهانتها هي إهانة لجميع أفراد عائلتها.

ومع ارتفاع نسبة التعليم لدى النساء، وانتشار الوعي داخل أوساطهن، بدأت هذه المظاهر تختفى و ذهب البعض إلى التقليل من غلو الاحتفال بها خصوصا في العاصمة نواكشوط وبعض المدن الكبيرة الأخرى في البلاد.

وباتت تنتشر المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، وأصحبت بعض النسوة يفضلن الذهاب إلى المحاكم والدخول في محاكمة الزوج لنيل حقوقهن  وحقوق اطفالهن بدل التظاهر بالفرح.

ورغم كل ذلك تبقى عادة "الاحتقاء بالطلاق" مترسخة في المجتمعات الريفية وبعض المدن الداخلية، التي تتسم المرأة فيها بـ"التعفف" عن ملاحقة الزوج في أروقة المحاكم.