الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد
تاريخ النشر: الجمعة 16/03/2018 10:10
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس  تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد

كتبت اسيل حنني

عند تجوالك في أحواش البلدة القديمة في مدينة نابلس، يحتضنك عبق التاريخ والأصالة المنبعث من كل قديم، جدران قديمة تتخللها أقواس مزينة بالزخارف ومازالت البلدة القديمة تحمل سحرا وطابعا مميزا بين طياتها، وظلت دورا تجاريا وثقافيا هاما في حياة المجتمع النابلسي والفلسطيني.
وعملت مؤسسة التعاون للأهمية التراثية والعمرانية للبلدة القديمة في نابلس،على إعادة اعمار وترميم البلدة نظرا للدمار الذي تعرض لها الكثير من مبانيها وصروحها العمرانية، خلال الأجتياحات الأسرائيلية ضمن مشروع إعمار البلدة القديمة بالتعاون مع بلدية نابلس.
ويقول مهندس بلدية نابلس سامح عبده " هذا النوع من المشاريع هو عبارة عن إعادة تأهيل للمحلات التجارية وترميم الجدران وعمل مضلات وصيانة للأبواب والشبابيك، بالاضافة الى تحسين الظروف المعيشية لسكان البلدة القديمة، والحد بشكل كبير من الأخطار الناتجة من شبكات الصرف الصحي، والمياه، والكهرباء، والأهم هو المساهمة في خلق فرص عمل بالمنطقة."
ويضيف عبده قمنا بإعمار الكثير من الأحواش منذ 1978 منها ما كان في المرحلة الأخيرى ونقوم بتسليمها لأصحابها وأطلق على هذا المشروع اسم اعادة تأهيل المنازل في البلدة القديمة بالتعاون بين بلدية نابلس ومؤسسة التعاون وهذا المشروع مستمر من زمن قريب فهم لايقومون بآعادة تأهيل منازل وانما اعادة تأهيل أحواش بشكل كامل.
أحواش مهجورة
ومصطلح "الحوش"يدل مجمع معماري خاص بسكن الاسرة الواحدة أو العشيرة الواحد،. ويتم البدء بالمشروع بجمع البيانات، من خلال تعبئة جدول يحتوي بيانات مهمة من كل منزل وعن كل حوش هل هو مسكون أو غير مسكون ومن يسكنه ومن مالكه وموافقة مبدئية على المشروع من المالك وأرقام الهواتف وأي معلومات أخرى تفيد،ومن ثم يقوم المهندسين بعمل مخططات ومباشرة العمل الهندسي،ويحصل المشروع على دعم للترميم من الخارج وتكمن اهميتة رفع قيمة المكان ويفيد السكان ويعمل على جلب للسياح اصحاب الحوش ويرفع ايضا من قيمة المستوى المعيشي الخاص بهم وتصبح بيئة صحية100/.
ويشير عبده الى انه يتم اختيار هذه الأحواش على أساس معين وبطريقة متوازية بين منطقة شرقية ووسطى وغربية حتى يكون عدالة للأستفادة من المشروع، وحين يتم اختيار الحوش لانعمل فقط على تصليح الحوش وانما نعيد تأهيل الحوش والمنازل الموجودة به والجدران والطرق الفرعية والرئيسية داخله بطريقة كاملة ولا يقوموا بتصليح الاحواش المهجورة ومن أمثلة هذه الاحواش (حوش العطعوط وحوش الجيطان وحوش عبيد، وهذه الاحواش تم عملها بشكل نهائي وكانت اكبر احواش البلدة القديمة تقريبا من 15حوش.
يبين عبده: أنه يتم مراعاة كل اسس البلدة القديمة للحفاظ على الحجر القديم والكحله حتى لاتدخل فيها المواد الجيرية قدر الإمكان، ويتم استخدام أدوات يدوية ولا تستخدم الادوات التي قد تأثر على تصدع الجدران، والتي قد تضرهم وبنفس الوقت تكون أجمل من الوضع السابق ولا يتم عمل إضافات اخرى، ويكون لها طابع جديد يجعله يحافظ على التراث القديم.


حنين للعيش في الاحواش
تقول أم أحمد إحدى النساء اللواتي يسكن في أحواش البلدة القديمة:انها تفخر بسكنها في هذه الأحواش، كونها كانت مخبأ لرجال الثورة الذين قاتلوا الاحتلال ودافعوا عن حقوقنا المسلوبة، وتنهي حديثها انها لاتريد مغادرة الاحواش فهي لاتستطيع العيش بعيده عنها فهي تعني لها الكثير من الذكريات.
وبالجدير بالذكر أن البلدية تقوم كل عام بترميم وتصليح ثلاثة أحواش وعددا من البيوت، حيث تم الانتهاء من ترميم عدة احواش منها "حوش عبيد، وحوش عصفور" ويتم في الوقت الحالي اصلاح "حوش عطعوط، وحوش جيطان"، وبين ان البلدية ستنفذ خلال السنوات المقبلة مشاريع للحفاظ على بقاء السكان في البلدة القديمة، وتمنع هجر السكان لمنازلهم العتيقة، عن طريق تحسين خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي، وتحويل البيوت المهجورة الى مراكز ثقافية واجتماعية وخدماتية تسهل حياة المواطن داخل الحارات العتيقه.
مشاريع الترميم التي تشهدها البلدة القديمة نجحت في أن تعيد الحياة للتاريخ في خان الوكالة وخان التجار، الذي من شانه ان يساهم في تعزيز الحياة الإجتماعية والإقتصادية لأهل المدينة ويوفر أجواء مريحة للزوار والسياح الذين يقصدون مدينة نابلس على وجه العموم والبلدة القديمة، وما تحمله من خصوصية تدل على عمق التاريخ وحضارة المستقبل.
 

 

المزيد من الصور
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس  تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس  تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد
مشاريع الترميم في البلدة القديمة من نابلس  تعيد الحياة للتاريخ والتراث التليد
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017