تشكل الهجمات الإلكترونية خطورة متزايدة على الأمان الإلكتروني، ولم تعد هذه الهجمات مقتصرة على "الهاكرز" فحسب بعد أن صار معتاداً أن تشمل الاتهامات دولاً تشارك فيها.
ولم تعد الهجمات تقتصر أيضاً على اختراق الأنظمة للحصول على المعلومات السرية أو المحجوبة، بل صارت تطال شبكات مصرفية وأنظمة التحكم في البنية التحتية وقطاعات حساسة مثل الطاقة والنقل، وربما تؤدي لقتلى ومصابين في مناطق مستهدفة بالهجمات.
قراصنة يحاولون تفجير مصنع سعودي!
وحاول قراصنة معلوماتية في آب/أغسطس الماضي التسبب بانفجار في مصنع سعودي للبتروكيماويات غير أنهم فشلوا في ذلك بسبب مشكلة في التشفير، على ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة 16 مارس/آذار 2018.
ورفض المحققون أن يكشفوا من يقف خلف هذا الهجوم المتطور لكن جميع المصادر التي تحدثت إليها الصحيفة أكدت أن القراصنة كانوا يسعون لإحداث انفجار ضخم كان يمكن أن يوقع ضحايا.
غير أن مشكلة تتعلق بالشيفرة التي استخدمها هؤلاء المجرمون الإلكترونيون أدت إلى توقف النظام المعلوماتي بدل إحداث انفجار، بحسب نيويورك تايمز.
ورجحت مصادر على صلة بالملف للصحيفة أن هذا الهجوم المعلوماتي حصل على دعم إحدى الحكومات. ولم تذكر الصحيفة المصنع المستهدف ولا الدول التي يشتبه بضلوعها.
وأوضح خبراء في الأمن المعلوماتي أن الصين والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل وروسيا لديها القدرات الفنية لشن هجوم معلوماتي بهذا الحجم، لكن الرياض لم تعلق رسمياً على الأمر حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وتعرض قطاع الطاقة السعودي عام 2012 لهجوم معلوماتي بواسطة فيروس "شامون" طاول شركة النفط الحكومية "أرامكو"، واشتبه مسؤولون في الاستخبارات الأميركية في ذلك الحين بوقوف إيران خلف الهجوم.
وبحسب المركز الوطني السعودي للأمن الإلكتروني، تعرضت السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لهجوم معلوماتي "متطور".
cyberattack
أميركا وألمانيا تتهمان روسيا
واتهمت الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى الحكومة الروسية بشكل مباشر، بالوقوف وراء هجمات إلكترونية أتاحت الوصول إلى أنظمة التحكم ببعض البنى التحتية فائقة الحساسية في أميركا، مثل محطات الطاقة النووية وتوزيع المياه.
وذكر تقرير فني أعده خبراء في مجال الأمن الإلكتروني في وزارة الأمن الداخلي الأميركية، الخميس 14 مارس/آذار 2018، أنه "منذ آذار/مارس 2016 على الأقل، استهدفت جهات في مجال المعلوماتية تابعة للحكومة الروسية ووكالات حكومية والعديد من قطاعات البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة بما فيها الطاقة والمرافق النووية والتجارية والمياه والطيران ومرافق حساسة في مجال الصناعة".
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين وشركات أمنية خاصة، قولهم إن الهجمات الإلكترونية "إشارة من موسكو على احتمال قيامها بتعطيل شبكات مهمة في حال نشوب نزاع مع الغرب".
وأعلنت لجنة الاستخبارات في البرلمان الألماني، الخميس 1 مارس/آذار 2018 أن شبكة المعلوماتية الخاصة بالحكومة تتعرض لهجوم إلكتروني "مستمر" وشمل الاختراق بيانات وزارتي الداخلية والخارجية، لكنها لم تؤكد تقريراً صحفياً ذكر أن قراصنة روساً يقفون وراء الهجوم.
وفي هجوم منفصل، تلقت العديد من الأحزاب السياسية الألمانية، في سبتمبر/أيلول 2016، رسائل إلكترونية تدَّعي أنها من مقر حلف شمال الأطلسي، تحتوي على رابط يقوم بتنزيل برنامج تجسس على حواسيب الضحايا.
تطبيقات الرسائل المشفرة، تعزز الخصوصية أم الجرائم؟
وحذرت أستراليا السبت 17 مارس/آذار 2018 من أن استخدام تطبيقات الرسائل المشفرة يشكل أكبر تهديد يواجه وكالات الاستخبارات في العصر الحديث، فيما تعهد قادة دول جنوب شرق آسيا تفعيل التعاون من أجل مكافحة الإرهاب.
وخلصت قمة جمعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا في سيدني إلى أن استخدام "الشبكة (الإلكترونية) السوداء" يشكل مشكلة متفاقمة، ويتعين على دول المنطقة تنسيق الجهود من أجل إبقاء الأمور تحت السيطرة.
وقال وزير الشؤون الداخلية الأسترالي بيتر داتن في القمة إن "استخدام الإرهابيين والمجرمين لتطبيقات الرسائل المشفرة قد يشكل أكبر انتقاص من القدرات الاستخبارية في العصر الحديث".
أستراليا تطالب باستخدام نظم المراقبة والاختراق!
وطالب وزير الشؤون الداخلية الأسترالي بالتصدي للتطبيقات التي تسمح بالعمل السري، ودعا لإقرار تشريعات تعزز قدرات الحكومة على التكيف مع التشفير، بما في ذلك إضافة نصوص تجبر الشركات التي توفر خدمات الاتصالات وأجهزتها على الاستجابة لطلب تقديم المساعدة، وتسهيل استخدام أجهزة الرقابة واختراق شبكات الكمبيوتر.
وشهدت أستراليا ستة اعتداءات في السنوات الأخيرة وأحبطت 14 اعتداء، بينها مخطط لإسقاط طائرة، حسب وكالة أسوتشيتد برس.
هاف بوست عربي