الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ما الذي شوه طعم الحياة الريفية الجميلة في قرية الزاوية قضاء جنين؟
تاريخ النشر: الأحد 25/03/2018 08:28
ما الذي شوه طعم الحياة الريفية الجميلة في قرية الزاوية قضاء جنين؟
ما الذي شوه طعم الحياة الريفية الجميلة في قرية الزاوية قضاء جنين؟

كتب هيثم جرار
إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين تقع قرية الزاوية، والتي تبعد عنها ما يقارب 16 كم، حيث تعاني من وجود مصنع للاسمنت الذي يسبب أمراضا كثيرة للمواطنين وعلى أراضيهم الزراعية، الامر الذي دفع المواطنون الى الاحتجاج وتقديم الشكاوى للجهات المختصة دون فائدة.

يقول رئيس مجلس قروي الزاوية أ. جمال ابو الوفا : "الغبار الناتج عن المصنع يسبب تدهورا صحيا وبيئيا خطيرا نتيجة لما يسببه من تلوث في الهواء داخل مصانع الاسمنت وخارج البيئة المحيطة بالمصنع، اذ تعد الأتربة الناجمة عن صناعة الاسمنت من أخطر مصادر تلوث البيئة، وبسبب دقة حبيبات هذه الاغبرة فإن أقل قدر من الهواء يمكن أن تحملها بسهولة، وتنشرها على مساحات واسعة من المناطق المحيطة بمصانع الاسمنت وعندما يستنشقها الناس تؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي والرئة، مضيفا : هذا هو السبب الذي يجعل كثيرا من الدول المتقدمة تترك هذه الصناعة للدول النامية، وذلك للمحافظة على بيئتها نظيفة.
ويوضح الدكتور مفيد الفريد أن الغبار الناتج عن المصنع يعد سببا مباشرا لانتشار العديد من الأمراض، أهمها التأثير على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي وصعوبة التنفس والتأثير على الأغشية المخاطية والتهاب القصبات وتهيج البلعوم، والتأثير المباشر على الجملة العصبية، وقد ثبت في الدراسات انه يؤدي إلى نوع من خمول في القدرة على التفكير، وتهيج ملتحمة العين وانعدام الرؤية".

 

ويستمر مسلسل عدم إلتزام مصانع الإسمنت بمعايير الحماية البيئية، جراء ضعف دور هيئة حماية البيئة في إجبارها على خفض التلوث؛ لافتقارها لأجهزة قياس التلوث، ما يحول دون إجراء الفحوص الفنية لكمية الإنبعاثات واثبات المخالفة، إلى جانب القصور القانوني في تحديد الجهة المناط بها منح التراخيص ومهام الرقابة على مصانع الإسمنت.
أما طبيب الأطفال اشرف جرار، لا يتوقف عن توبيخ الأهالي لعدم إبعاد أبنائهم عن الغبار، البرودة والغازات، ويقول : "معظم الأطفال لديهم التهابات تنفسية بسبب المصنع، وأعراض أخرى، جراء المبيدات المستخدمة في الزراعة.
وبحسب إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في عام 2014م، يبلغ عدد مرضى الجهاز التنفسي في محافظة جنين ، 20.3% من إجمالي المرضى البالغ عددهم 256,000، وفق التقديرات الرسمية لنفس العام.
يشكّل عدد مرضى الجهاز التنفسي في قرية الزاوية 2% من مرضى الجهاز التنفسي داخل القرية في بيانات وزارة الصحة البالغ عددهم 500مريضاً، من إجمالي عدد السكان المقدر 2100 نسمة. (مش مفهومة )

أمراض العيون

مخاطر التلوث الناجم عن مصانع الأسمنت، لا تقتصر على الجهاز التنفسي فقط، إذ تؤكد طبيبة العيون في مستشفى الرازي بجنين زين جرار أنها تجري أسبوعيًا عشرات العمليات لمرضى العيون.
وتضيف جرار: الغبار يؤدي إلى تهيّج في غشاء العين وتكوّن اضرار التي تؤثر على الرؤية مع مرور الوقت، وكلما كان السكن قريبًا من مصدر الغبار، كانت الإصابة أكبر.
ويؤكد مدير سلطة البيئة في جنين، عبد المنعم شهاب على أن سلطة البيئة تعمل جاهدة على طريقة للتقليل من الضرر الذي يلحقه المصنع للبيئة والصحة.
من جانبه يرى مدير الإنتاج في مصنع الزاوية محمد ابو قياص أن الأضرار لم تعد بالحجم الذي كانت عليه سابقاً، بسبب توفر فلاتر تنقية الهواء والبالغ عددها 13 فلتر، يكلف الواحد منها 500 دولاراً.
و يحمّل ابو قياص السكان جزءاً من المسؤولية قائلاً : "أقيم المصنع هنا ولم يكن يوجد سكان محيطون به، اليوم أصبحت المنطقة مزدحمة، لتوفر الكهرباء والماء وارتفاع النشاط الاقتصادي والتوظيف أحيانًا للعديد منهم وهي ذات الأسباب التي دفعت السكان للاقتراب من المصنع".
يشير ابو قياص:" عبر نافذة مكتبه إلى مدخنة المصنع أنظر ما يخرج منها كمية بسيطة، وتتم صيانتها دورياً، ما أدى إلى تقليل الأضرار لأدنى مستوى ولم تعد هناك حالات مرضية كثيرة". ( مش مفهومة)
أما عن التوسعات المستقبلية للقطاع، فهناك عدد من التوسعات تشهدها المنطقة جلها في السوق
الفلسطيني حيث سيتم الانتهاء من انشاء مصنع متكامل لبلدة الزاوية بنهاية 2018 وهناك ما يقارب 5 خطوط انتاج.

أحد السكان المجاورين للمصنع هيثم ابو الوفا( 25عاماً)، يثبت عملياً حجم التلوث في القرية، من خلال المسح بذراعه على شاشة التلفاز وإغلاق كل منافذ الغرفة، وبعد ساعة فقط؛ التصق الغبار مجدداً بالشاشة. ثم أخذ يمسحها بقماش أبيض تلاشى لونه تدريجياً ويقول باستياء : ما دام الغبار يدخل و النوافذ مغلقة، أيعقل ألا ينفذ إلى صدورنا؟
قانون البيئة
أنشئ المصنع المستهدف بالتحقيق قبل صدور قانون حماية البيئة رقم 7 للعام 1999 «إلا أن ذلك لا يعفيهما من الالتزام بالمعايير الصحية»، كما يقول مدير التقييم في هيئة حماية البيئة شهاب : المشكلة الحقيقية كانت في مصنع الزاوية، وأقنعنا القائمين عليه بعمل فلاتر تنقية وقد التزموا".
ويؤكد شهاب لموقع اصداء الاخباري أنه عقب صدور القانون خاطبنا الحكومة ووجهنا رسائل إلى أعلى سلطة في البلاد بشأن ضرورة الالتزام بمعايير الحفاظ على البيئة، ولم يتفاعل معنا أحد.
قصور رقابي، وحكومات غضت الطرف عن ظاهرة تداخل مصانع الأسمنت بالأحياء السكنية، وانعدام أجهزة الرصد والقياس، يجبر جيران المصانع على اعتبار الأمراض التي تصيبهم قضاء وقدر، والقبول بعجز الدولة عن علاجهم أو التخفيف من آلامهم.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017