أصداء- ثراء بوزية- إلى الشمال الشرقي من مدينة جنين، وفوق سلسلة جبال جلبوع، تتربع قرية فقوعة التي على الرغم من تشابهها في الكثير من الصفات مع غيرها من القرى الفلسطينية الأخرى إلا أن هناك ما يميزها عن غيرها وخاصة وجود الزهرة النادرة "سوسن ففوعة" في أراضيها حيث تنبت في القرية في فصل الربيع من كل عام، والتي أصبحت معروفة بين الناس باسم القرية لأنها لا تنبت إلا فيها، وهو ما أضاف للقرية ميزة أخرى فأصبحت مقصدا للكثير من السياح المحليين والأجانب ليتعرفوا على هذه الزهرة.
الباحث مفيد جلغوم وهو من أبناء القرية سلط الضوء أكثر على هذه الزهرة قائلا إن هذه الزهرة نادرة على مستوى العالم ولا تنمو إلا في هذه المنطقة في فصل الربيع، وتتميز بلونها البنفسجي القاتم والذي يعتبر اللون السائد لزهرة السوسن، كما أن هناك اللون الأصفر واللون الأبيض.
وأضاف أن مجلس الوزراء الفلسطيني اعتمد هذه النبتة باسم "سوسن فقوعة" عام 2016 بعد محاولة الاحتلال تغيير هذا الاسم وطمس هويتها الفلسطينية.
من جهته يقول رئيس مجلس القرية بركات العمري إن المجلس من جهته لجأ إلى مؤسسات ووزارات لحماية هذه الزهرة، إلا أن التجاوب الذي وجدوه لم يكن بالمستوى المطلوب، فأخذ المجلس وأهالي القرية على عاتقهم حماية الزهرة والتعريف بها من خلال العديد من الأنشطة.
وتطرق العمري حديثه إلى أهم التحديات التي تواجه نبتة السوسن وتهدد بانقراضها من خلال العديد من الممارسات السلبية للمواطنين وخاصة الذين يعملون على اقتلاع السوسن لزراعته في منازلهم، مؤكدا أن مثل هذه الممارسات من شأنها التعجيل في انقراض النبتة وهي نادرة الوجود أصلا.
وأضاف أن هناك دراسات تتم بين المجلس القروي وجامعة النجاح الوطنية بهدف حماية الزهرة من الانقراض وإطالة عمرها، واستنباتها بشكل تجاري بحيث تكون في كل بيت فلسطيني.
ومن الجدير بالذكر أن الغطاء النباتي والتنوع الحيوي في قرية فقوعة تعرض للتراجع خلال السنوات الماضية ويرجع السبب الأساسي في ذلك للاحتلال وممارساته، فالاحتلال صادر مساحات شاسعة من أراضي القرية خلال نكبة عام 1948 وما زالت القرية تعاني من ممارسات الاحتلال وتبعاته.