قال مراسل الجزيرة إن الدفعة الأولى من مهجري جنوب الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي وصلت إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا اليوم الأحد، في حين يواجه الأهالي الذين بقوا في الغوطة مصيرا مجهولا تحت سيطرة قوات النظام.
وأوضح مراسل الجزيرة محمد الجزائري الذي كان في الغوطة ووصل مع المهجرين إلى بلدة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي، أن 17 حافلة نقلت الدفعة الأولى وعددهم نحو ثمانمئة شخص بينهم مقاتلون من المعارضة من أبناء الغوطة.
وأضاف أن المهجرين سينقلون بعد ذلك إلى مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي. وأشار المراسل إلى أن رحلة الخروج من الغوطة كانت محفوفة بالمخاطر، وأن الأهالي تركوا كل ما يملكون هناك هربا من القصف والمعارك.
وخرجت الدفعة الأولى من المهجرين من جنوب الغوطة بموجب اتفاق توصل إليه فصيل فيلق الرحمن مع روسيا لإجلاء نحو سبعة آلاف شخص إجمالا من المدنيين والمقاتلين من بلدات عربين وزملكا وعين ترما، وكذلك من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.
دفعة ثانية تستعد
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الدفعة الثانية تقوم باستعداداتها بمدينة عربين في انتظار وصول الحافلات التي ستنقلها إلى الشمال السوري.
وذكر مراسل الجزيرة أن فيلق الرحمن تجنب إشكالات وقعت في اتفاقات إجلاء سابقة مع روسيا والنظام السوري، إذ أصر على منع قوات النظام من تفتيش الحافلات، وتولى الجانب الروسي عملية التفتيش.
ويأتي التهجير من مناطق سيطرة فيلق الرحمن بعد تهجير أكثر من أربعة آلاف شخص من مدينة حرستا في الغوطة بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام يومي الخميس والجمعة بناء على اتفاق بين الحركة والجانب الروسي.
لكن فصيل جيش الإسلام، أكبر فصائل المعارضة في الغوطة، أكد أن مقاتليه لن يخرجوا من مدينة دوما التي يسيطر عليها. وقال قائد جيش الإسلام عصام بويضاني عبر تسجيل صوتي بثه على الإنترنت إن فصيله "ثابت" ولن يخرج، معتبرا أن وجود مقاتليه قرب دمشق هو نصر للثورة السورية وإنه يجب الحفاظ على هذه القوة.
وقال مراسل الجزيرة محمد الجزائري إن قوات النظام تحتجز بعض أهالي الغوطة في أقبية في المناطق التي سيطرت عليها، كما نفذت اعتقالات وتصفيات ميدانية في تلك المناطق.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا تجري مفاوضات بشأن مدينة دوما مع لجنة مدنية معنية بالمحادثات في المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يرجح أن تؤدي تلك المفاوضات إلى اتفاق لتحويل دوما إلى منطقة "مصالحة" لتعود إليها مؤسسات النظام مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.
وتأتي اتفاقات التهجير في إطار حملة دامية شنتها روسيا وقوات النظام على الغوطة بدءا من 18 فبراير/شباط الماضي، وقتل خلالها حوالي ألفي مدني. ووفقا لإعلام النظام السوري فقد خرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة خلال نحو أسبوعين حتى أمس السبت.