كتبت :شيماء عطا
على رأس جبل عالٍ جميل يوحي بالعظمة, ذو إطلالة ساحرة, يطل على سيل مياه من نبع بسيط, أضاف للمكان الرونق والجمال, بسحره الجميل, ذو العراقة القديمة, وتظهر كقلعة على رأس الجبل, هذا عو الوصف الحقيقي لدير مار سابا القريب من بلدة العبيدية قضاء بيت لحم.
محيط الدير يشهد حضور زوار من بكل بقاع المعمورة يتوافدون لزيارة المكان من باب القداسة احيانا ومن جانب التعرف على هذا المكان الديني التراثي,
ويشير الدليل السياحي إبراهيم مشاعلة لموقع أصداء خلال جولة ضمن مسار ابراهيم الخليل (دير مارسابا تل القمر): أن الدير للروم الأرثدوكس يطل على وادي الجوز (القدرون) في بلدة العيبدية شرقي بيت لحم, تم بناؤه عام 478_484 على يد الراهب سابا بمشاركة العديد من الرهبان, وهو ومن أقدم الأديرة المأهولة في العالم.

بُني الدير بطريقة هندسية ساحرة، على سفح أحد الجبال المتصلة بالسلسلة الجبلية الممتدة في جنوبي الضفة الغربية,ويكاد يكون البناء منحوتا في بطن هذه الجبال. يذهب كثيرون إلى هناك من أجل المشاهدة والتنزه، وليس فقط للصلاة بالنسبة للمسيحيين.
وقد توفي الراهب سابا في 532 م، وبعد سنوات حمل الصليبيون جثمانه إلى الغرب ثم أعادوه إلى مكانه, وتم حفظ رفاته بعد تحنيطها في صندوق زجاجي. ولا يزال الدير يحتفظ بالعديد من تقاليده العريقة، من أهمها: فرض قيود على دخول النساء إلى المجمع الرئيسي. ويُعتبر (ديرالبنات)المبنى الوحيد الذي يمكن للمرأة أن تدخله، ويقع بالقرب من المدخل الرئيسي.
ويعزا ذلك وفقا للروايات لان الراهب أو الناسك سابا في ديانته ومعتقداته يعتبر وجود المرأة جانب الرجل تبعده عن الدين والصلاة وان منع دخول المرأة إلى الدير قرار رباني, وإذا دخلت سوف يحدث زلزال وغضب من الرب في الكنيسة والدير .
وأضاف "مشاعلة" انه تم تدمير الدير على يد الفرس, بعد أن احتلوا فلسطين, وكان موطنا للقديس( يوحنا الدمشقي) وهو شخصية دينية أثار الجدل في وقته.ن
وأشار مشاعلة أنه يقيم في هذا الدير خمسة عشر راهبا يونانيا يقومون على خدمته ويعتزلون كافة مظاهر الحياة المدنية من كهرباء وهواتف وغيرها, ويستخدمون الوسائل البدائية لتسير أمورهم.
وتم نقل جثمان القديس إلى المتاحف في ارويا وكان هناك خلافات بينهم, لكن من فترة ليست ببعيدة تمت إعادة الجثمان إلى الدير, وداخل الدير يجود أكثر من كنيسة لأكثر من طائفة مسيحية, وأيضا يوجد كنيسة والدة أللاه والتي قامت ببنائها الملكة هيلانا والتي شيدت أكثر من كنيسة في فلسطين.
وتجد قلعة يطلق عليها جوستنيان كانت نقطة عسكرية تحمي الدير بأكمله, ومما يميز دير مار سابا أنه في أسفله نبع ماء صغير وأيضا نخلة, وبعض الروايات المسيحية تشير إلى إن السيد المسيح ولد هنا بسبب الماء والنخلة, وفي القرآن تشير التفسيرات الاية القرانية (اتخذت مكانا شرقيا) شرق المسجد الأقصى وهو المكان الشرقي لقبة الصخرة مباشرة.
وأشار إلى انه كانت هذه القلعة في فترة من الفترات عبارة عن عقوبة للمسيحيون المخالفون في أرويا يتم نفيهم إلى دير مار ساب ولن يخرجوا أبدا وهذه بعض من العقوبات.
ويوجد داخل الدير خزانات وأبار مليئة بالجماجم ويقال أنها جماجم الرهبان الذين تم قتلهم على يد الفرس عام 614م,وكان هذا الدير عبارة عن ملجأ للرهبان عند هروبهم من الفرس والصليبين.
وهذه المناطق مليئة بالآثار الرومانية القديمة مثل الكهوف الآثار وحجم الآبار أكثر من إلف كوب من اجل المعيشة لأنه لا يوجد كميات أمطار كافية .