الناصرة (فلسطين) - خدمة قدس برس
مع قرب ساعة الصفر لانطلاقة مسيرات العودة في الذكرى السنوية لـ "يوم الأرض"، شكّك محللون إسرائيليون في حقيقة استعدادات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة لمواجهة المسيرات الفلسطينية المرتقبة.
وتأتي هذه التقديرات في ظل الذكرى بعد أيام من الكشف عن ثاني حادث تسلل عبر السياج المقام على الحدود بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، رغم إعلان جيش الاحتلال استنفار قواته ورفع حالة التأهب الأمني.
ونجح ثلاثة شبان فلسطينيين من قطاع غزة، أمس الاثنين، في اختراق التحصينات العسكرية الإسرائيلية وخداع أجهزة المراقبة الالكترونية والتوغل بعمق 20 كيلومتر داخل الأراضي المحتلة عام 48، قبل أن يتم اعتقالهم.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، عن تمكن أربعة فلسطينيين من اجتياز السياح الحدودي، ونجحوا في الإضرار بمعدات عسكرية خاصة بالكشف عن الأنفاق، قبل أن يتمكنوا من الانسحاب بسلام.
وعقّب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نتان تسوري، على واقعة اختراق السياج الحدودي بالقول "هذه مأساة خطيرة جدا وعملية التسلل تثير الكثير من الأسئلة الصعبة".
ورأى أن هذا الحدث يثير تساؤلات خطيرة، لا سيما في ضوء حقيقة أن القوات الإسرائيلية منتشرة في المنطقة بصورة لم يسبق لها مثيل، قبيل المسيرات الفلسطينية التي من المتوقع أن تشهدها الضفة الغربية وقطاع غزة الجمعة المقبلة بمناسبة "يوم الأرض".
وأضاف "وضع الجيش الإسرائيلي وسائل تكنولوجية متقدم في جميع أنحاء قطاع غزة لمنع تسلل الفلسطينيين، ومع ذلك فقد أثبت الفلسطينيون بالفعل أن هذا ممكن".
واتفق مع تسوري المحلل رون بن يشاي، الذي قال إن "الحادث فشل خطير في حماية الحدود (...) كل من وصل إلى تسيليم يستطيع أيضاً الوصول إلى تل أبيب".
وأضاف "لا أستبعد ان يكون المتسللين الثلاثة قد تم إرسالها من قبل حماس لتقويض ثقة مستوطني غلاف غزة بالجيش".
ونقلت الصحيفة عن عضو الـ "كنيست" حاييم يلين، قوله "الكثير من الأحداث حدثت في الأسبوع الماضي إن الشعور هو أن الجيش الإسرائيلي يعطي التركيز على الأمور الكبيرة والأنفاق والمسبرة المليونية، لكنه لا يولي الأشياء الصغيرة اهتماما".
وأضافت يلين "لقد اخترقوا العمق، ليس كيلومترًا واحدًا أو اثنين وتجولوا لبضع ساعات، ومثل هذا الحدث "يقلل من قدرة المستوطنين في المنطقة على الصمود، لأن المستوطن المقيم هنا يسأل عما يحدث بالفعل هنا، رغم حماية الجيش ، فغم انه تم القبض على المتسللين، لكني ما حدث ليس جيدًا. والشعور سيء للغاية، وآمل بشدة أن يستخلصوا استنتاجات ".
من جهته قال موقع "مفزاك لايف" العبري، إن "الفلسطينيين وهم من أسرة واحدة من سكان رفح، تسللوا إلى المناطق الإسرائيلية في الساعة الخامسة صباح اليوم ولم يتم اكتشافهم إلا في الساعة العاشرة والنصف أي بعد مضي أكثر من خمس ساعات، وتم اكتشافهم على بعد 200 متر فقط من قاعدة تسسيليم العسكرية الإسرائيلية وكانوا يريدون قتل جنود"، وفق الموقع.
ونقل الموقع عن المتحدث باسم الجيش رونين مانليس، قوله إن "الحادث خطير وما كان يجب أن يحدث نحن نتحرى نتعلم ونستخلص النتائج".
من جانبه، قال الجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي إيال بن رؤوفين، إن "حادث تسلل الشبان الفلسطينيين خطير للغاية ولا يمكن وصفه إلا بالفشل للجيش الإسرائيلي، وأن اختراق الحدود والوصول لهذه المسافة الكبيرة أمر غير مقبول في ظل التوتر الحالي، ويجب أن يضيء جميع الأضواء الحمراء لدى مؤسسة الجيش.
فيما عقّب المراسل العسكري للقناة العاشرة، أور هيلار، على الحادث بالقول "حادث جديد محرج للجيش في ظل قمة استعداده للمسيرة المزمعة يوم الجمعة".
يشار إلى ان جيش الاحتلال كان أعلن عن تكثيف نشاطاته ومراقبته لمنطقة السياج الأمني، في أعقاب عدة حوادث تضمنت تفجير عبوات ناسفة استهدقت قوات الاحتلال العاملة في مراقبة منطقة السياج الأمني، أسفر احدها عن إصابة اربعة جنود إسرائيليين بينهم اثنان وصفت جروحهما بالخطيرة.