mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke
">منذ وقوع كارثة النكبة ومؤامرة سلب الأراضي العربية الفلسطينية لصالح المشروع الاستعماري الصهيو-امبريالي والذي يستهدف الوطن العربي برمته..ثرواته ونهوضه ووحدته..وقف الشعب الفلسطيني وقفة باسلة نيابة عن الأمة العربية كلها في التصدي لكل المؤامرات المحاكة ضدها من محيطها إلى خليجها, دفع خلالها شلالا من الدماء وتضحيات جسام عجزت عن تقديمها كل شعوب الأرض في مقاومة المحتل الغاصب..هذا الشعب الذي مارس خلال مسيرته النضالية المريرة والطويلة كل ألوان المقاومة وإبداعاتها التي كانت ولا زالت نموذجا يحتذى ومدرسة في فقه المقاومة تتعلم منها كل شعوب الأرض المكلومة والمغتصبة حقوقها بفعل غطرسة القوة.
اليوم يخوض شعبنا وتحديدا أسراه القابعين في غياهب السجون الصهيونية لونا جديدا قديما من ألوان المقاومة ضد الاحتلال وركائزه مستخدمين أمعائهم الخاوية إلا من الماء والملح في أطول إضراب جماعي عن الطعام يستهدف هذه المرحلة قرارا سياسيا موروثا عن الانتداب الاستعماري البريطاني يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري التي عانى منها شعبنا منذ سني الاحتلال الأولى ولا زال,وزج من خلالها بمئات الآلاف من أبناء شعبنا خلف القضبان المظلمة بدواعي تقارير سرية استخدمها الاحتلال البغيض كوسيلة للبطش والتنكيل بحق مناضلي الشعب الفلسطيني الذين يمارسون حقهم الطبيعي والمشروع في التصدي للاحتلال وكنسه من على أرضنا العربية الفلسطينية, كما ورد في نصوص المواثيق والشرائع الدولية التي أجازت بمجملها مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والإمكانات.
وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أنه ورغم ما يسمى بمسيرة التسوية السلمية والتنسيق الأمني والارتباط المدني والجهود الدولية والرباعية في هذا السياق لا زال أكثر من خمسة اّلاف معتقل سياسي وأسير حرب يقبعون في باستيلات النازية العنصرية الصهيونية..منهم عشرات النواب ومئات من الأطفال والنساء والأحكام المؤبدة ..ومنهم من يخضع لسياسة الاعتقال الإداري بلغت أعدادهم أكثر من مئتي أسير حزموا أمرهم وقرروا أخيرا خوض معركة الأمعاء الخاوية المستمرة منذ خمس وثلاثون يوما وصلت بهم مرحلة الخطر الشديد وباتت أجسادهم تقطر دما ,حيث أصيب معظمهم بحالات الإسهال الدموي والتقيؤ الحاد والإغماء الشديد !!!!
كل ذلك يجري على مراّى ومسمع العالم ومنظماته الحقوقية والإنسانية ومؤسسات المجتمع الدولي قاطبة, والتي تدافعت قبل سنوات قليلة للتباكي على جندي صهيوني وقع في أسر المقاومة الفلسطينية...هذه المنظمات والمؤسسات التي ما زالت تغمض أعينها تجاه ما يجري بحق الشعب الفلسطيني وأسراه البواسل الذين يواجهون وحدهم اّلة البطش والقمع الصهيونية وهم عزل لا يملكون سوى أمعائهم كسلاح يواجهون به عدو الأمة العربية والإنسانية جمعاء ,شعارهم الموت والشهادة أو النصر الأكيد, وديدنهم الثبات على أرض المعركة حتى كسر سياسة الاعتقال الإداري.
أمام هذا المشهد المؤلم وإزاء التجاهل الدولي وعجز منظمات حقوق الإنسان عن الوفاء بمسؤولياتها تجاه ما يكابده أسرانا مما يتطلب منا نحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني بمستوييه الرسمي والشعبي التحرك العاجل بجهود موحدة من كل أطيافه وألوانه السياسية والأيدلوجية وبكل الاتجاهات بما فيها تدفيع الاحتلال ثمن سياساته القمعية والوحشية وبكل الوسائل الممكنة لإنقاذ حياة أسرانا وعدم انتظار خروجهم بقوافل من التوابيت تنتهي بتشييع جثامينهم وقبل فوات الأوان.
بقلم – ثائر حنني
عضو الهيئة العليا للدفاع عن الأسرى
بيت فوريك – فلسطين المحتلة