كتبت اثير باسم
قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "أن العلاقات السعودية الإسرائيلية لن تكون قبل حل قضية السلام مع الفلسطنيين، لأن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في العيش والتعايش، وحتى حدوث ذلك، سنراقب ونحاول دعم حل للسلام".
وأضاف الأمير في حوار مع مجلة "تايم" الأميركية، "أن كل ما يراه الفلسطينيين مناسباً ستدعمه المملكة، بغض النظر عما يقوله الأمريكيون بصفتهم حلفاء للسعودية"، ورفض الناطق بلسان مكتب نتنياهو التعليق.
تأتي تصريحات بن سلمان هذه بعد تصريحات سابقة ل مجلة "ذا أتلانتيك الأمريكية" التي قال فيها إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم، وإن لدى بلاده الكثير من المصالح مع إسرائيل، وأثارت تصريحاته جدلاً واسعاً في الأوساط العربية والعالمية.
ومن جهتها ردت حركة حماس على حوار بن سلمان في بيان لها قائلة: "أن تسارع وتيرة التصريحات والمواقف المنادية بشرعية الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين تأتي في ظل تسارع وتيرة جرائم الاحتلال وانتهاكاته اليومية بحق شعبنا الفلسطيني ومقدساته من خلال تهويد القدس وتوسيع الاستيطان في الضفة واستمرار الحصار على غزة، وقتل المدنيين العزل والأطفال بدم بارد".
وكانت صحيفة "تاغسشبيغل" من برلين في تقرير لها قد قالت "أن يعترف ولي العهد محمد بن سلمان الآن، كأول سياسي عربي مرموق منذ مدة، وكحاكم مستقبلي على مكة والمدينة علناً بحق الدولة اليهودية في الوجود، يمثل تحول مفصلياً في الشرق الأوسط.
لكن محمد بن سلمان ليس همه هنا السلام، بل يتعلق الأمر بالسلطة وتشكيل معسكر جديد في المنطقة، والمثير للقلق هو تصور ولي العهد لصراع ملحمي لا يمكن تفاديه مع إيران".
ويقول المحلل السياسي والمحاضر في جامعة النجاح الوطنية إبراهيم أبو جابر لموقع أصداء الإخباري أن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة على صعيد الاستراتيجية الأوسع نطاقا لخطة سلام فلسطينية إسرائيلية (صفقة القرن) من أجل تحقيق مشاريع واستثمارات عديدة لن تتطبق إلا بحل القضية الفلسطينية.
ويضيف أبو جابر أن بن سلمان اعترف بالوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بشكل غير مباشر، وكما أنه لمح لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ويشير إلى فتح السعودية مجالها الجوي لرحلة تجارية إلى إسرائيل الشهر الماضي، الأمر الذي سيوفر على إسرائيل آلاف الدولارات، وهو ما أشاد به مسؤول إسرائيلي ووصفه بأنه تطور تاريخي بعد أعوام من الجهود.
ويقول الباحث والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي في مقابلة له في برنامج ما رواء الخبر الذي يعرض على قناة الجزيرة، أن ابن سلمان يسعى إلى السيطرة على الحكم، وحسب رأيه الطريقة الأفضل هي التقرب من إسرائيل،.333 وبين النعامي دهشته من هذه التصريحات التي لم يصدقها، خاصة وأن بن سلمان يعتبر حركة حماس تهديداً للأمن القومي السعودي ويضيف أن خطورة هذه التصريحات تكمن في توجيه نظام الحكم السعودي لإرضاء إسرائيل ومحاولة تنفيذ ما يعرف بصفقة القرن، وقال أن الأدلة تشير إلى أن السعودية حاولت الضغط على القيادة الفلسطينية من أجل التخلي عن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
ويقول المحلل السياسي والمحاضرفي جامعة النجاح الوطنية أمجد أبو العز لموقع أصداء الإخباري، أن خطاب ابن سلمان يلبي الشارع الأمريكي بخاصة مع توجهات ولي العهد الجديدة لبناء تحالف سعودي أمريكي لتقليص النفوذ الايراني.
ويشير أبو العز إلى أن السياسية السعودية الحديثة التي يتبعها محمد بن سلمان تتناسب مع متطلبات العولمة و الإمبريلية الأمريكية، ويضيف أبو العز أن بن سلمان يعتقد أن من يملك المال يملك القرار ومحمد بن سلمان اعتبر نفسه وصي على الشعب الفلسطيني ويستطيع أن يملي قرارته عليه ، وأن الشعب الفلسطيني لن يسمح لمحمد بن سلمان بفرض سياسته عليه .
ويشير الباحث السياسي صباح الخزاعي في مقابلة له على قناة الحدث إلى أن التصريحات انحرفت عن سياقها، وأوضح الخزاعي أن بن سلمان لم يقل "لدينا مصالح مشتركة مع اسرائيل" وإنما قال "نحن نتقاسم المصالح"، والمصالح المشتركة هنا التي يريد أن يتحدث عنها هي أولاً إيران والأرض والمياه.
وتابع لم يقل "يهودية الدولة" وإنما قال "إن من حق الفلسطنيين والإسرائيليين أن يؤسسوا دولتهم، ولكن بشرط أن يتم ذلك من خلال اتفاقية سلان، وهو بذلك لم يخرج عما جاءت به مبادرة السلام العربية بأي شكل، مؤكداً أن ما يهم هو المسجد الأقصى وحقوق الفلسطينين".